الراحلون للخلود بقلم “ايلاف سلام”
الراحلون للخلود
ماذا أخبر ذاك الطفل الساكن بالاحشاء ..هل أخبره أن السند مات
لما اري بوم الأحزان يسكن في الأرجاء…لما يتشح النسوة من حولي بالسواد ..لون الفناء..!!..نظرات الجميع حولي تمتلئ بالأسي ..وأرى ظمأي بنار الفراق قد احتسي ..يال الوجع ..
قلبي يئن في هول وفي جزع… يال الوجع
أين أنوار المصابيح ..لماذا يضاء بيتي بالشموع ..تلف الأكواب علي الحضور يملؤها الدموع .. .يصرخ صمتي.. ويسكت صوتي هل حقا رحل ..؟! هل حقا أنا وطفلي نجلس في عزاء…؟! هل حقاً رحل عن عمرى الضياء …رحل ..!! رحل الضياء ..؟!
.. يا وجعي إن الصراخ بعد رحيله.. هباء..
ما عاد يعيده لي … ما عاد لي في عودته رجاء ..
هاك الجثمان محمولا علي الأعناق ..وها أنا ترحل روحي علي الأعناق راحلة معه ..
يارب السماء لك الطاعة ..صب عليا صبرا يا رب السماء..!! ..زوجي قطعة قلبي وجوهرة كان تملأ نفسي بالطمأنينة في كل الأنحاء .. ..
هل حقا ينزلوه تحت الثري ..يتقطع قلبي وأنزل معه بروحي افترش تحته أرض الثري… وأسأل نفسي ماذا سيجرى بل ماذا جري.. وكيف صار ذاك السند فناء ..!!
يا عمري يا جسدك الذي كأنه جسدي
في ذاك الظلام انا معك …بعدك انا فوق الأرض جثة هامدة ..ولكن معك أحيا تحت الثرى.. يا راحلا وفي قلبي أراك وحدك دون كل الأحياء فهل تسمع وترى ..!!
ماذا هل رحلت ..لا لا كل ذاك الصراخ والعويل هراء ..لا لا لن أودعك … ما كان رحيلك حقا ورب السماء …عندما يكبر طفلي وكأنه انت ..سيكون لي معك لقاء ..إليك أيها الدمع واليكن أيتها النسوة المتشحه بالسواد ..لم يمت زوجي إنه يحيا هنا في روح طفلي ..يحيا من روحي وبين ضلوعي ..يسكن الاحشاء..
لن أرتدي علي رحيلك الأسود ..بل لك الأبيض يا باقيا في روح طفلك ..فوالله إن ارتداء الأسود علي بقاءك غباء ..حقا غباء..
#إيلاف
