أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

الضمير الغائب والمفسدون في الأرض … العدد السابع من اليوم الدولي أغسطس 2017

في كل مرة تنطلق قضية فساد نبدو وكأننا فوجئنا بها … نبدو وكأنها أول حالة …
وننسى أن الفساد لم يهبط علينا فجأة وأن له جذور …
الفساد منظومة تعبث بالوطن من عشرات السنين .. بل لانبالغ إن قلنا من آلاف السنين ….
وكلنا يدركها وكلنا شريك فيها حتى بالصمت العاجز كتعبير الرائع أسامة أنور عكاشة

فجرت قضية أستاذ الإعلام المتحرش قضية فساد خطيرة جدا
الأساس فيها ليس فقط التحرش
وإنما تحدي القانون والاستقواء بسلطة القضاء لحماية المذنب الفاسد …
وأعتقد أنه لو تم فعلا التغاضي عن محاسبة المخطيء فبالتأكيد لن نكون بخير

أهم ما فجرته قضية الأستاذ الفاسد ملف فساد وزارة التعليم العالي
=======================================
فلنعد بالزمن قليلا للوراء لنرى واحدة من بدايات جذور الفساد في الوزارة ….

بدأت حينما تسلل أحد موظفي المجلس الأعلى للجامعات وهو من خريجي كلية الزراعة ليصل كالبراشوت إلى مكتب الوزير …
وفي عام 1992 أصبح مدير عام مكتب الوزير
ثم وكيل الوزارة المشرف العام على المكتب
ثم وكيل أول الوزارة رئيس قطاع مكتب الوزير …
وبالطبع خلال فترة وجوده استغل مكانه أكبر استغلال وعين أقاربه في الوزارة والجامعات ليتغلغل الأخطبوط أكثر وأكثر …
وفي عام 2002 نشرت الصحف فضيحة للأخطبوط لم يجد معها الوزير إلا أن يحيلها إلى النيابة ….
وبعدها وياللعجب
اصطحبه الوزير ضمن بعثة الحج والتي كان رئيسا لها …
عاد الأخطبوط مرة أخرى لمكتب الوزير
وأصبح الذراع اليمنى للوزير الجديد واصبح هو الرجل الأقوى ووالأوحد في الوزارة …
أهم من الوزير ذاته
والذي أصبح تحت رقابة الأخطبوط وسيطرته عن طريق تحكمه في كافة موظفي السكرتارية والمديرين العاملين معه

أصبح الأخطبوط مالكا لخزائن الأرض في الوزارة
ولاحسيب ولارقيب عليه
وبالطبع لاضمير و أصبح متحكما إداريا وماليا في كل شيء تقريبا …
خاصة اللجان التابعة لليونسكو …
ثم أصبح المسئول المالي عن الجامعة التي أنشأها الوزير وقتها تحت اسم الجامعة الألكترونية المصرية …
ورغم كونها جامعة خاصة إلا أنها كانت تصرف من مال الحكومة
المتمثل في صندوق تطوير التعليم في مجلس الوزراء الذي كان يتولاه د.هاني هلال قبل توليه وزارة التعليم العالي

المهم أصبح الأخطبوط هو حامل مفاتيح جميع الصناديق المالية بوزراة التعليم العالي والبحث العلمي
وأصبح ربائب الأخطبوط هم من يعملون في هذه الصناديق

نأتي لفضيحة جديدة للأخطبوط
حيث تم القبض على ابن شقيقته عام 2004 وتم الحكم عليه بالسجن خمسة عشر عاما في قضية تخابر لصالح إسرائيل ..
ورغم ذلك استمر الأخطبوط في مكانه ….
رغم أنه من قواعد الأمن حفاظا على معلومات الموقع المهم الذي يعمل به استبعاده ….
ورغم ذلك استمر في عمله …
حتى بلغ سن المعاش عام 2006 ….
وياللعجب مرة أخرى
تم التجديد له مرة تلو المرة حتى استنفذ مدد التجديد القصوى …
ولم يكتف الوزير بهذا وإنما تعاقد بعدها معه كموظف مؤقت بمكافأة مجزية ….
الغريب في الأمر
ولو أنه ليس من الغريب فقد تجاوز الأخطبوط كل الغرائب
أن الأخطبوط والذي كان يعين أقاربه وأصحابه …وكل من يدفع له حسب الوظيفه …..
عين الأخطبوط … ابنة شقيقته … والتي هي … شقيقة الجاسوس المحكوم عليه بالسجن في إدارة البعثات بالوزارة …. ثم تم سفرها للعمل كملحق ثقافي في انجلترا …
كيف ؟؟؟؟
علامة استفهام كبرى
فكيف تم تسفيرها ممثلة لمصر وهي شقيقة لجاسوس محكوم عليه بالسجن …
وأين تقارير الأمن …
وأين القواعد والإجراءات التي يتم تطبيقها عند اختيار الممثلين الدبلوماسيين ….
علامة استفهام كبرى
يتضح الرد عليها إذا علمنا أن إدارة الأمن في وزارة التعليم العالي هي إحدى الإدارات العامة التابعة لإشراف الأخطبوط

تم نشر هذه الوقائع في مارس 2011
وبتوقيع عدد من العاملين بوزارة التعليم العالي …
وهذا منشور في مواقع مختلفة وبالأسماء التي حرصنا على عدم ذكرها ….
فنحن لا يهمنا هنا اسماء وإنما نسعى لنرصد جذور الفساد الضاربة في العمق ..
و لنعي أن أذرع الأخطبوط ممتدة وتفرعت ليكون منها أكثر من أخطبوط يرعى داخل الوزارة
وداخل جامعاتنا
والتي لها قصص أخرى نرويها فيما بعد في سلسلة المفسدون في الأرض …

وأيضا من خلال البعثات الخارجية وممثلي مصر في الخارج
والذين كما رأينا من خلال ماسبق كيف يتم تجاوز القواعد حتى التي تتعلق حتى بالأمن القومي

وعلى ذكر ممثلي مصر التابعين للوزارة في الخارج
جدير بالذكر أن الامتحانات التي تقام لاختيار الملحقين والمستشارين تشوبها الكثير من الأمور والتي يتم فيها تجاوز القانون لصالح امور كثيرة ليس من ضمنها الكفاءة
وجدير بالذكر مثلا
أن إحدى الشخصيات شغلت منصب ملحق ثقافي في واشنطن لمدة 11 سنة متتالية …
وكأن مصر نضب فيها من يمثلها إلا العبقرية الفذة ….
ولم يتم إعادتها إلى مصر إلا بعد ثورة يناير 2011
والتي ولأول مرة بعدها تم اختيار ممثلين دبلوماسيين للوزارة بالفعل حسب الكفاءة ولكنها كانت مجرد طفرة

وعلى ذكر فساد بعض الملحقين الثقافيين بالسفارات المصرية بالخارج
نذكر قصة الملحق الثقافي الذي تم انتدابه رئيسا للبعثة التعليمية بالسعودية عام 2007 ليكشف فساد الملحق الثقافي السابق له بالمستندات وقيامه بتزوير أوراق ليختلس بموجبها آلاف الريالات ….

وتقدم ببلاغ للوزير د.هاني هلال وقتها وبالمستندات …
وكانت الطامة الكبرى
أن الملحق الثقافي الشريف والذي أدى واجبه وأبلغ عن انحراف فاسد وبالمستندات تم إنهاء انتدابه …
فقد تبين أن الأمور كلها كانت تتم بمعرفة و مشاركة السفير المصري في السعودية وقتها
والذي قام ومعه مجموعة تخالف ايضا القانون
وتقوم بممارسات من نفس النوع للاستيلاء على المال العام بالاتفاق فيما بينهم على طمس الموضوع
والنتيجة
كانت إنهاء انتداب الرجل الشريف بعد عام واحد من انتدابه …
والبلاغ والقصة تم نشرها في جريدة الأهرام عام 2011 أيضا ….
ومرفق صورة من التحقيق المنشور بالموقع

ولو تم وقف نزيف استغلال المال العام وسرقته
لوفر ذلك لخزينة الدولة ملايين الجنيهات
قمصر ليست فقيرة الموارد
ولكن للأسف الكثير من أولادها فقراء الضمير

وعن الفساد في وزارة التعليم العالي تقدمت د. إيناس عبد الحليم الأستاذة بجامعة المنصورة والنائب بمجلس الشعب بطلب إحاطة لوزير التعليم العالي حول الفساد في قطاع البعثات الخارجية
والذي تُهدر فيه الملايين في وقت مصر بحاجة فيه إلى كل جنيه …
وبالطبع الموضوع كغيره يتم الرد بشكل تقليدي وتوجد المبررات والتي لايقتنع بها أي من كان يريد صالح مصر

ومن المعروف أنه يتم انتداب الملحقين الثقافيين لمدة سنة قابلة للتجديد بحد أقصى ثلاث سنوات …
ولكن أصحاب النفوذ والواسطة والحظوة ومقدمي العطايا
يتم لهم التجديد بمخالفة القانون وما من رقيب وما من محاسب …
ولدينا مثل سابق ذكره في السيدة التي قضت أحد عشر عاما كملحق ثقافي في واشنطن …
وبالطبع هذه الأمور لازالت مستمرة …وكل حسب واسطته
اما الخبر اللطيف
الذي ننهي به مقالنا عن نموذج من المفسدون في الأرض فهو قيام رئيس جامعة سابق بتعيين نفسه رئيسا لقسم بالكلية التي ينتمي إليها …
بصرف النظر عن قانونية الوضع من عدمه …
أين الالتزام الأخلاقي والقدوة التي يعطيها الأستاذ لتلاميذه

ومن المعروف أنه تم الإطاحة بوزيري التعليم العالي السابق والأسبق بعد تورطهما في وقائع فساد مما يزيد الأمل في مواجهة أكثر قوة لضرب جذور الفساد

والآن
هل أدركنا بعض من أسباب تخلفنا وعدم تحقيقنا أي مركز ضمن التصنيفات العالمية للجامعات ….
كيف نعد لجيل قادم سيتولى الأمور في البلاد على مختلف التخصصات لينصلح الحال …

ومع كل التحية لكل من يسعى لإقرار الصح وضرب الفساد نتمنى أن نسارع في الضرب بقوة ضد كل فاسد …
و الكل يدرك أن أكبر إرهاب نواجهه الآن في الداخل هو الفساد …
فرض عين على كل مصري في كل مكان مواجهته …..

الأمور واضحة
والفساد يحمي بعضه
ولا يترك دليلا بالمستندات تماما كما يحدث الآن في حادث الأستاذ المتحرش الذي يهدد هو ومحاميه الضحية بالحبس ليبريء الجاني المحمي بسلطة الأوراق والقانون

أثق في شرفاء بلادي وأنهم سيتصدون بقوة لكل فاسد مفسد حتى تنجو بلادنا من أخطر حرب تواجهها ….
حربها ضد الإرهاب وقوى الظلام العابثة بأمنها خارجيا …
وقوى الفساد التي تعبث بأمنها داخليا وتدمر فيها كل نفيس وغالي

عندما نردد تحيا مصر … يجب أن نكون عونا لها لنحييها … لا نردد جملة باللسان ونمسك بخنجر نطعنها في مقتل
وسنواصل بالكلمة البحث عن المفسدين في الأرض …
وعلى السادة المسئولين أن يبحثوا عن وسيلتهم في حربهم ضد الفساد

تحيا مصر
======
فاتن فتح الله نصر
عدد جريدة اليوم الدولي الصادر في أغسطس 2017
سلاحنا كلمتنا نوجهها في صدر كل من يضرب بلادنا ليقتل الضمير فيها ويقتل المستقبل
وسنواصل معا حربنا ضد المفسدون في الأرض

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.