أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

الفنان العالمي هشام رستم حصريا للمشاهير …عشقي للسينما المصريه هو ما دفعني لتكون السينما قدري الذي وقعت في حبه .وفخور بثقافة تونس وحلمي هو إنتاج افلام تحكي تاريخ تونس

حوار مع الفنان التونسي الكبير الاستاذ هشام رستم ..
عندما تتبع المسيرة الفنية التي تعدت الخمسون عاما لفنان من أهم الشخصيات الثقافية التي حظيت بها الساحه الفنية التونسية ..يتملكك إحساس يدفعك لأن تقول ..لو لم يكن هشام رستم تونسيا لوددت أن يكون مصريا ..ممثل مسرحي من الطراز الأول ..حاصل على دكتوراة في الأدب الفرنسي ومن أهم المدافعين عن الحفاظ على الهوية التونسية واللهجه التونسية والثقافه التونسية ..يقدم أعماله المسرحية بتقنيات السينما مستخدما فكرة السينوغرافيا والديكوباج أو المسرح المتنقل ..أما أعماله التليفزيونية سواء كانت داخل التلفزة التونسية أو لصالح التليفزيون المغربي كمسلسل سر المرجان الذي لاقى نجاحاً جماهيرياً بالغ النظير في المغرب ..إضافة إلى اشتراكه في أعمال عالمية. …اشترك الفنان هشام رستم في العديد من الأعمال الأمريكيه والأوروبية مثل فيلم (المريض الإنجليزي) وعن دوره المتميز في الفيلم العالمي (المحارب المقدس) ..الذي قام فيه بدور صلاح الدين الأيوبي….ودوره أيضا في المسلسل الفرنسي الشهير (مطبخ كابول )..كما أخرج الفنان العالمي هشام رستم أعمالا مسرحية هامه مأخوذه عن روايات لكتاب مثل شكسبير وسترينبرج وتشيكوف وسوفوكليس مستخدما في ذلك التقنيات العصريه والرؤية الفنيه المعاصره مستعيناً بشتى الفنون (رقص وموسيقى وفن تشكيلي …)….
.تلك المقدمه قبل البدء في طرح أسئلتي على الفنان الكبير العالمي الذي شرفني بهذا الحوار ..

الفنان العالمي هشام رستم ..في عام 2016 تم عرض( مسرحية الاختفاء )للمخرج الكبير ناصر خمير وهي رواية تحمل رسالة هامه جدا وخاصة ونحن جميعا على شفا حرب مع الإرهاب في كل البلدان العربية ..هل بالامكان أن تحدثنا عن هذا العمل بالتحديد وهل هناك إمكانية لإعادة تقديم هذا العمل في مصر ؟؟
منذ ثلاث أو أربع سنوات ونحن في حرب مع العنف والإرهاب والأصولية التي أفقدتنا الكثير من قيمنا التاريخيه من التسامح والعقل المنفتح والحوار مع الثقافات والديانات الأخرى .فالإسلام دين المحبه ولم يكن ابدا مذهبا للاجرام .العمل المسرحي (الاختفاء)..تم تقديمه لتوجيه الوعي العام للمواجهه مابين مجتمع المحبه ومجتمع الكراهية.القصه تدور حول انه كيف تمكنت الأم من حماية ابنيها من البوليس السياسي
عن طريق حبسهم داخل الدار بعيدا عن عيون المخابرات…وهنا يبدأ الصراع بين الفكر الشيوعي وبين فكر الإخوان المسلمين.
. أحدهم يدعى بشير والآخر يدعى مهدي وهو مسجل ضمن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية .وفي النهاية ينتهي الصراع في بحر من الدماء ..الرسالة قويه جدا والنص للمبدع ناصر خمير يعد نصا سياسياً واضحاً ..اخترت نمطا جديدا للعرض البصري في السينوغرافيا ..عباره عن الصندوق الأسود أو الكاميرا المظلمه في آلة التصوير الفوتوغرافي لكي يتم عمل مسافه بين الجمهور والعرض ..واخترت أيضا أن تبدأ القصه بعرض النهايه أولا ..عندما يقوم الأخ بقتل أخيه وحياة الأم وهي تستعين بصندوق التذكارات لتتذكر ماذا حدث لهم؟ ولماذا حدثت تلك المأساة ؟ ..تم إنتاجها عام 2016.

وقريبا سيتم إنتاجها للعرض في أوروبا ونحن في انتظار مهرجان المسرح التجريبي القادم في القاهره لابهار الجمهور المصري بعرض مسرحية (الاختفاء) هناك .

مارأي الفنان العالمي هشام رستم فيما يسمى بالمسرح ذو البطل المنفرد وهل نجاح العمل يتوقف على نجم بمفرده أم فرقة كاملة من العديد من النجوم وماهو رأيك في المسرح التجاري ؟؟

المسرح هو الفن ..المسرح هو خشبة المسرح ..المسرح هو العلاج الروحي ..هو المعرفه والثقافة وكل شيء ..وهو دائما تجارياً ..من وجهة نظري لايمكن أن ينحصر أداء الممثل في نمط واحد ولكن أن يصبح الهدف هو اضحاك الناس بدون أي رساله أو إثارة الإنتباه لشيء ما ..هذا لا يعد مسرحا لأن المسرح هو تعبير عن الهدف المقدس للسمو والإنسانية في كل لحظاته ..خلال لحظات الضحك والبكاء ..التراجيديا والكوميديا ..فليس المسرح هو من نطلق عليه تجاريا أم لا ..إنما استغلال المسرح لكسب المال ..حيث أن العرض المسرحي الجاد والصعب يمكنه أن يحقق ربحا أيضا ..فالاشكاليه هنا هي مهمة المسرح التي تكمن في إيصال الأحاسيس والعواطف التي بدورها تعمل على زيادة الوعي الذاتي لدى الجمهور ….

أعرف أن هدف الفنان هشام رستم هو الإرتقاء بمستوى الجمهور ..هل من السهل تقديم عمل راق ويحقق ربح ؟؟هل من الممكن أن تحكي لنا عن تجاربك مع هذا الأمر ؟…

وهذا هو سبب حرصي الدائم على أن أكون دائما في مستوى راقي احتراما للفطنه ولعقلية الجمهور ..رسالتي وهدفي هو الإبداع .أن تقدم شيئا يستطيع تغيير رؤية الجمهور ..يجعلهم يكتشفون أشياء جديده (روايات ،تقاليد ،فلسفة ،شعر )كل هذا من خلال المسرح والموسيقى والرقص والشعر والفن المعماري والفيديو والفن التشكيلي ..فالمسرح بالنسبة لي هو أم كل الفنون .

في إطار إحتفالات مصر بانتقال مشعل عاصمة الثقافة من تونس إلى مصر وبالتحديد إلى الاقصر …ماذا تعني مصر للفنان هشام رستم ؟؟
بالنسبة لمسألة انتقال لقب عاصمة الثقافة من مدينة لأخرى ..انا لست متحمسا للفكرة من منظورها السياسي لانها تسويقا سياسيا ولكني بالتأكيد سعيدا جدا من أجل الاقصر ..تلك المدينه التي اكتشفتها لأول مره أثناء دعوتنا لحضور مهرجان الفيلم السينمائي بالأقصر ..ومصر هامة بالنسبة لي كبلد لها الرياده في مجال السينما والأدب ..فقد عشقت السينما من خلال عشقي لأفلام السينما المصرية وهي من جعلتني أتخذ القرار لتكون السينما قدري الذي وقعت في حبه.

ماهو دور الفنان في حماية الهويه الثقافيه لوطنه ؟

لكي نحمي هويتنا الثقافية لابد لنا أن نبدع ..تموت الهويه بموت الإبداع ..فبلا فن ..الناس بلا صوت ..صامتون ..بلا رؤى ..بلا روح ..وبلا إيمان ..وبلا هويه .فالهويه التونسيه هو وعاء تذوب فيه خليط من اللغات والموسيقى بانماط مختلفه وتأثيرات ثقافيه متعدده من أفريقيا وأوروبا .. ذلك حيث اللغه التي نتحدث بها والشعر القديم الذي تناقلناه والقصص التي وصلت لنا من حكايات الجدات والكتب التي كتبها مبدعينا الكبار …فلابد لنا حماية ارثنا الثقافي من خلال إعادة إنتاجه مرة أخرى ..فأنا فخور كل الفخر بثقافة بلدي تونس وحلمي هو إنتاج افلام تحكي عن تاريخ تونس .

هل من الممكن أن تحدثنا عن دورك في دعم الأطفال والشباب فنيا ؟
بالنسبة للعمل الإجتماعي يأتي دائما بالتعاون مع مؤسسة سناء الزين ،زوجتي ،وتشمل ورش عمل لمسرح الأطفال ،موسيقى ،فتدريب الأطفال يعد عملا هاما ضمن المشروع القومي لغرس الثقافه في مواجهة العنف والتطرف (مشروع بولادنا نحمي بلادنا ).
هل تغير إتجاه الفن بعد الثوره في تونس ؟وما رأيك في مواجهة التطرف الفكري بالإبداع في شتى أنماط الفن ؟

الثوره هي الثوره ..تظهر من خلال معناها ..تغيير العقول والفوضى الخلاقة ..ولكن الثورة التي لا يخرج منها ثوره ثقافيه لا تعد ثوره ..حيث يتاح للفنانين المزيد من حرية الإبداع التي تجعلهم يبدعون ..يقابلون الجمهور ..يؤلفون الكتب ..يصورون في كل مكان ولكن انا أقصد الحريه المشروطه التي ينبغي الكل يعرف كيف يستخدمها ومن أجل أية أولويات ..فاليوم خرج جيل شباب الفنانين التونسين وأنتجوا فيديو كليبات وأعمال جديده برؤية جديدة تتضمن أعمال مثيره للجدل تبحث عن الممنوع والمسكوت عنه .موضوعات صعب أن تكون مقبوله ولكن من الاهمية بمكان أن تكون بداية لأن تلقى القبول .

من المعروف أن زوجة الفنان هشام رستم هي الفنانه الجميله سناء الزين وهي من الدارسين للعلاج الروحاني وانكما قدمتا الدوره الأولي من المهرجان الصوفي العالمي (روحانيات )عام 2016 وللعام الثاني على التوالي سيقام مهرجان روحانيات في أغسطس 2017 ..هل من الممكن أن تحدثنا عن الفرق المشاركه ؟
وعن مهرجان (روحانيات )..نقدم مفهوماً جديداً لشكل المهرجانات حيث نقدم الموسيقى الصوفيه في( روحانيات )بهدف التقاء الجمهور التونسي بالفنانين من مختلف أرجاء العالم ومن مختلف الديانات أيضاً ..ولنقدم أنماطا من الأغاني الصوفيه القديمه ..ولنحتفي باشعار جلال الدين الرومي وابن عربي والحلاج وعمر الخيام وجبران خليل جبران ..وستكون الفرق المشاركه من كلا من مصر والمغرب وتونس والجزائر وتركيا ولبنان وسوريا وروسيا وفرنسا وبلغاريا وأسبانيا .مصر هي موطن الفن الصوفي ..وسيكون شرفا عظيماً دعوة الشيخ محمود التهامي والشيخ عامر التوني والشيخ صلاح الدين التيجاني لمهرجان (روحانيات ).
السلام …التسامح ..المحبه !..
حوار حصري لجريدة المشاهير مع الفنان العالمي هشام رستم .
ترجمة وتحقيق الحوار /رشا الحسيني

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.