أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

بعبعون الأحلام والثانوية العامة .. الصندوق الضيق وكيف يكون التفوق ؟!!

بعبعون الأحلام والثانوية العامة .. الصندوق الضيق وكيف يكون التفوق ؟!!

بقلم /غادة العليمى

من الجيد ان تكون ناجح ومن الرائع ان تكون متفوق
لكن ليس قبل ان تعى ماهو النجاح وكيف يكون التفوق ؟؟!!
وبعد ظهور تنسيق المرحله الاولى للثانوية العامه


استطيع ان اسمى هذه المرحلة بموسم حصاد البعبعون المصرى ،، عفريت الاحلام ،، مقصلة الامانى والامال
عنق الزجاجة التى يحشر فيها كل بيت مصرى ، ويخرج منها إما شقى او سعيد
عجب الاعاجيب
وحين نراقب عن كثب وشفقة نتائج اكبر امتحان يمر به كل شاب وشابة فى بداية حياتهم
نكتشف عجب الاعاجيب
نكتشف فزاعه كبرى تخيف الجميع
و نكتشف كيف تمر تروس مقصلة التنسيق على الصغار تذبح احلام البعض بلا رحمه
وتمسح بأصابعها الخشنه خط طموح بعض اخر من على ارض احلامهم وكيف يتوه التمنى خلف بوصله التنسيق
نرى كيف يرتفع اخرين نحو شمس النبوغ على منصة الشهره والاعجاب والتكريم .. لمدة بضعه ايام لاتزيد عن ايام هى مدة موسم حصاد البعبعون
وكيف يحتفل المجتمع بالناجحين
وكيف يعيش متفوقى الثانوية العامة كنجوم للمجتمع ويصيروا دون غيرهم محط التقدير والاعجاب
ويتحدث عنهم القطر المصرى كله عن بكره ابيه لمده لا تتجاوز النصف شهر من كل عام قبل ان يبتلعهم بئر النسيان ويغرقوا فى بحر العادية مثلهم مثل من تفوقوا عليهم
….
مسلسل مكرر ومعاد
….
نكتشف كيف نحيا المسلسل المكرر المعاد
عام وراء عام وراء عام وراء عام من دون ملل او تغيير
وكيف يهبط بعبعون الاحلام سنويا فى موسم حصاد الاحلام ليعبث بجيل جديد ويدفع قواربهم لشواطئ يختارها لهم دون ارادتهم
وكيف يختار اخرين شواطئ قواربهم بدرجاتهم وليس ميولهم ومؤهلاتهم
نشاهد سنويا صورة مأساوية يدان فيها نظام التعليم المصرى كله فى اكبر حدث عبثى مصرى
لاكبر خدعة واعظم كذبه اسمها الثانوية العامة ،،
تتبعها كذبات عبثية متتاليه اخرى اسمها كليات القمة ومعاهد القاع
ولست ارى لهذه المهزلة من نهايه واتسائل
اين أوائل الثانويه من ٣٠ او ٢٠ عام ؟؟
مامصير المتفوقين السابقين ؟؟
اين صاروا ؟؟
متى حصدوا والى اين وصلوا ؟؟
عادوا الى الصفوف عاديين كأن لم يكن شئ اناس عاديه لم تكسر طور العادية فى شئ وتركوا اماكنهم لنجوم العام الذى يليه
تماما كنجمات الجمال فى عروض الجمال السنوى فى مسابقات تجاريه لعرض الحسنوات ،، من دون فائدة مجتمعيه حقيقية
وربما صاروا فى سوق الدنيا ومجالات العمل اناس اقل من العاديين
لان الاوائل والمتفوقين دراسيا ليس بالضرورة ان يكونوا متفوقين عمليا فى العمل
والمتفوقين الحقيقيين هم الذين يطوروا أنفسهم ومجتمعهم ويصنعوا فارق للاحسن فى حياة الناس ويحصدوا النجاح فى المجالات العملية النافعه سواء حصلوا شهادة او لم يحصلوا حتى على الابتدائية كما كان من عملاق الادب المصرى الاديب العظيم عباس العقاد ،، الذى لم يدرس ادب ولم يحصل على الدرجات النهائية فى الدراسة الادبية رغم نبوغه وثقافته وعظمة انتاجه الادبى
…..
داخل الصندوق الضيق
…..
هذا غير ان حتى كليات القمة لم تعد حكرا على المتفوقين واصحاب الدرجات المئوية العاليه فبفضل الجامعات الخاصة والجامعات الاهلية اصبحت متاحه ايضا لاصحاب الدرجات الدنيه وارصدة البنك المكتظه بالورق الاحمر والاخضر
سنوات ونحن نحيا داخل الصندوق الضيق،، والعالم الرحب فى كل بلاد الدنيا يتعجب من حالنا ملايين الخريجين والالاف من كليات القمه ومئات من المتفوقين ومازال الحال هو الحال من سيئ لأسوأ .. لا نجاح ولاتفوق فى اى مجال صناعى او زراعى او علمى أو ادبى أو حتى فنى ؟؟
اذن ماذا يفعل المتفوقين بعد ان يتخرجوا للمجتمع كمتفوقين ؟؟

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.