أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

السيرة الذاتية المزج بين الأدب والتاريخ

نهى عراقي

أدب السير الذاتية ثمة فرق بينها وبين اليوميات والمذكرات، فالسيرة الذاتية  تسهم بشكل كبير في نقل حياة الكاتب والأحداث التي مر بها في حياته  وتسجل كل ما يحدث في المجتمع من حياة اجتماعية وسياسية واقتصادية وفنية وأدبية وثقافية، إذ تجمع بين التاريخ وبين الشخصية نفسها، ويغلب عليها الطابع الأدبي. وتنقل أجواء العصر والمزج بين الأدب والتاريخ، ويعبر الكاتب عن صوت ذكرياته الذي ينبثق من وجهة نظره هو، فهو ممكن أن يكون متحفظا أو صريحا في اعترفاته تتوقف على جرأته وعلى تقبل المجمتع لتلك المصارحات، فالمجتمع الشرقي يختلف عن المجمتع الغربي، سواء لنقله لأحداث العصر والتاريخ فهو يؤرخها حتى وإن عبر عنها من وجهة نظره وفكره.

أما اليوميات تنقل كل ما يشاهده يوما بيوم بالتاريخ فهى تشبه الحوليات التي ابتكرها العرب.

المزيد من المشاركات

أنا الغلطانة … بقلم ماجدة البهيدي

مثال المؤرخ العظيم عبدالرحمن الجبرتي الذي سجل يوميات مصر أثناء الحملة الفرنسية وتولي محمد على السلطة.

أما المذكرات يغلب عليها الطابع الصحفي التقريري تروي كل ما يشاهده بالخارج والأحداث التي سجلها عن أشخاص آخرين.

ومن هنا نرى أن أدب السير الذاتية أسهم  في توثيق أحداث تاريخية مرت بها مصر في عصورها المختلفة مثل ترجمة حياة ملوك وشخصيات سياسية مشهورة مثال الزعيم أحمد عرابي الذي أنصفه التاريخ.
وسيرة محمد على وحياة العلماء وغيرها من العوالم المختلفة

نجد الأيام للدكتور طه حسين التي تروي قصة حياته وتنقل أجواء تلك العصر، وقصة عقل وقصة نفس للدكتور زكي نجيب محمود، ومما لاشك فيه أن هناك علاقة جمة بين الأديب والأدب والواقع أو الحياة الإجتماعية فهو شكل من أشكال القوى الناعمة المؤثرة في المجتمع، فالأدب يخاطب العقل والوجدان ويتعمق في نفس المتلقي ومشاعره هو بوابة العلم والتعرف على الماضي وتنوير العقول وتوسيع الأفق ويربط الحاضر بالماضي والمستقبل.

فالكاتب يحمل على عاتقه أمانة الكلمة فلابد أن ينتقي ما يضيف للمجتمع ويبتعد عن كل ماهو فاسد للعقول وتجهيلها فعليه أن يرسم بريشته الأدبية وحسه المرهف كل ما يرقى ويسمو بالمجتمع.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.