أم كلثوم والكويت وكواليس حفلاتها تسجيلاتها الخاصة
متابعة / حسام الأطير
بعدما تم الاستقلال عن بريطانيا عام 1961، دأبت الكويت على إقامة احتفالات فى هذه المناسبة.
كان يدعى فيه كبار مطربى مصر، ليس فقط لتقديم أغانيهم العاطفية بل وتقديم أغنيات وطنية للكويت، وكان على رأس هؤلاء كوكب الشرق أم كلثوم.
التى ارتبطت بالكويت بعلاقة ربما لم يحققها مطرب عربى آخر، ومكانة متميزة فى قلوب أهل الكويت الذين اقتربوا منها، وتعلقوا بها، وبادلتهم حبا بحب.
زيارات أم كلثوم للكويت
زارت «ثومة» الكويت مرات عديدة، وكانت فى كل مرة محل حفاوة رسمية وشعبية وأهلية، وتعلق الكويتيون بها كما لم يتعلقوا بفنان مثلها.
حتى أن كثيرا من الكويتيين يحضرون حفلاتها الشهرية فى مصر، وكانت أولى حفلاتها فى مدينة الكويت قبل الاستقلال.
حيث اتفقت مع «كامل سليم» أحد التجار الكويتيين، على إقامة ثلاث حفلات على مسرح سينما الحمراء فى 16 يناير 1959.
مقابل سبعة آلاف جنيه عن كل حفلة، واشترطت فى العقد أن تتولى بنفسها الإشراف على مسرح سينما الحمراء.
وإبداء أى ملاحظات عليه، وعلى الطرف الثانى « كامل سليم» أن ينفذ كل ما تطلبه، كما ان لها مطلق الحرية فى اختيار ما تغنيه.
ويومها قدمت مجموعة من أغنياتها العاطفية منها «عودت عيني»، و «شمس الأصيل»، و«هجرتك» وغيرها.
أول حفل بعد الإستقلال
وبعد استقلال الكويت كان الحفل الثانى الذى بدأت المدينة الخليجية الاستعداد له منذ شهر نوفمبر 1962.
حيث كانت صور أم كلثوم تتصدر الصفحات الأولى فى كثير من الجرائد الكويتية، تعلن عن ميعاد حفلاتها الثلاث فى شهر فبراير عام 1963.
بمناسبة عيد جلوس سمو أمير البلاد الشيخ عبدالله السالم الصباح، وأيضا لمناسبة الاستقلال.
وفى أول حفل غنت كوكب الشرق أغنيتها الوطنية لدولة الكويت «يا دارنا يا دار « من كلمات أحمد العدواني، وألحان رياض السنباطى .
والتى يقول مطلعها:
يا دارنا يا دارْ/ يا منبتَ الأحرارْ
يا نجمةً للسنا/ على جبين المني
السحرُ لما دنا / غنى لها الأشعارْ
إلى أن تصل لتحية الكويت قائلة:
قالوا الكويت استقل وبدره قد كمل
اليوم نلنا الأمل ودانت الأقدار»
تسجيلاتها بالإذاعة الكويتية
وفى عام 1966 سجلت أم كلثوم للإذاعة الكويتية تسجيلا خاصا لأغنية وطنية أخرى من كلمات أحمد العدوانى وألحان رياض السنباطي، بعنوان « أرض الجدود».
وهى أغنية وطنية جميلة صاغها العدوانى بأسلوبه السلس، ورسم من خلالها صورة رائعة لشعب الكويت وأصالته ببدوه وحضره، برجاله ونسائه، وبكل فئاته.
الحفل الثالث بالكويت
وكان الحفل الثالث فى 25 فبرايرعام 1968 عقب نكسة يونيو عام 1967 فى إطار جولة عربية عالمية قامت بها كوكب الشرق لدعم المجهود الحربي.
وقوبلت يومها بترحاب لم يسبق له مثيل على كل الأصعدة، حيث استقبلها فى المطار.
وكيل الإعلام آنذاك الإعلامى سعدون الجاسم، وحلت ضيفة على الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية.
وتشرفت بلقاء المغفور له الشيخ صباح السالم، كما التقت العديد من الشخصيات العامة وسيدات المجتمع.
وكانت فى غاية السعادة والسرور وهى تلتقى نخبة من سيدات الكويت اللاتى يعشقن أصالة غنائها، وعذوبة صوتها، ووصل سعر بعض التذاكر فى الحفل إلى 1000 دينار.