الباب الأخضر عمل جيدًا لكنه لن يعيش طويلًا
بقلم / غادة العليمى
شاهدت مؤخرُا فيلم ” الباب الاخضر” وهو عمل ينتسب للسيناريت الراحل الرائع أسامة أنور عكاشة.
والفيلم ٱنتج بعد رحيله بما يقرب بـ ١٣ عام، بعد مسيرة زاخرة بالعطاء الدرامي الذي قدم من خلاله الفكرة والدهشة والعقدة والحل والابداع والامتاع.
غير أن الباب الاخضر كعمل درامي لا ينتمى بأى حال من الاحوال إلى ابداعات أمير الدراما المصرية، أسامة أنور عكاشة صاحب ليالي الحلمية والشهد والدموع وزيزينيا وضمير ابلة حكمت، وغيرها من الروائع.
القصة بدأت عندما أعلنت نسرين أسامة أنور عكاشة في برنامج عيادة مصر ، عثورها على سيناريو نادر كتبه والدها اسمه “الباب الأخضر”، منذ 30 عامًا، وعثرت عليه بالصدفة أثناء بحثها في أوراق والدها، وبعد الحلقة وجدت اتصالاً من المخرج ومدير التصوير رؤوف عبدالعزيز يطلب مقابلتها لتنفيذ الفيلم.
وهذا ماكان وأظن أن شهرة الفيلم قامت على شهرة اسم السيناريست الكبير الراحل وتطوق الجمهور لزمن الفن الجميل وقلم الفنان البديع.
لكني لا اظن ان أسامة أنور عكاشة كان موجود فى الفيلم الذى يحمل اسم أسامة أنور عكاشة.
بداية الفيلم به أخطاء جسيمه لا يمكن الا يلحظها المشاهد العادي
تدور أحداث الفيلم فى أواخر حقبة الثمانينات بالتحديد عام ١٩٨٨ ورغم ذلك ستجد كرنفال من الازياء لابطال العرض كل منهم تنتمي لحقبة مختلفة عن الاخرى خالد الصاوي بباروكته السبعيناتي وسوالفه الطويلة وإياد نصار ببدلته الاخر موضة.
اسلام حافظ بذقنه وقصه شعره الحديثه ومحمود عبد المغنى بديكور مكتبه الواضح انه من الالفيه الثانية
حيث لا شئ يشبه شئ أخر وكأن مجموعة ابطال من عصور مختلفه تجمعوا في حقبة واحدة.
فكرة الفيلم جيدة واظنها هى الشئ الحقيقي الذي كتبه عكاشة لكني اظنه أيضًا لم يبلورها كعمل كامل.
فلا الحبكة مترابطه مقنعه كحبكات عكاشة ولا السيناريو يحمل جُمله الحوارية الأشهر والأجمل التي نحفظ بصماته على الورق فيها.
وإنما مجرد فكرة لا انكر انها عظيمة وجديدة وحقيقية وتتحدث عن قضية وطنية معاصرة الا وهى الهوية المصرية للمواطن المصري الذي تأمر عليه قوى عديدة لنزع هويته الحقيقة.
حيث ظهر فى الفيلم فى صورة مجموعة من الاطباء لديهم مشروع لمسح ذاكره المواطنين وزرع مكانها ذاكره اخرى بأسماء واحداث اخرى مستعاره
وهو شر بغرض الشر غير مبرر وغير موضح أو محبوك
الفيلم به كثير من الميلو دراما المأساوية الفاقعه المتوفرة بجرعة تصيبك بأوڤردوس كأبه من أول مشهد وحتى اخر مشهد في الفيلم.
الشر في الفيلم غير مبرر متجسد في حمزة العيلي والذي ادى دور الشرير ببراعة كالعادة بغض النظر عن الحبكة الضعيفة.
والمطاردات الغير منطقية
والموسيقى التصويرى الجيدة للموسيقار / خالد حماد
لكنها كانت كثيرة وطاغيه على بعض الاحداث
الفيلم من بطولة الفنان الأردني إياد نصار، وسهر الصايغ، وخالد الصاوي، ومحمود عبدالمغني، وسما إبراهيم، وعابد العناني، وبيومي فؤاد، وأحمد فؤاد سليم، ومن إخراج رؤوف عبدالعزيز.
وقد آثار الفيلم شغف المشاهدة وفضول المتابعة منذ أيام عرضه الأولى.
وحرك أقلام بعض النقاد ليتحدثوا عنه، الفيلم جيد لكنه لن يعيش طويلًا.
هكذا قال الناقد أحمد المرسي: “إن فيلم الباب الأخضر، فيلم جيد، لكنه جيد فقط، ولن يعيش طويلاً، فالسيناريو أقرب لسيناريو عمل تلفزيوني منه إلى عمل سينمائي، وثيمة العمل كانت تحتاج إيقاعاً أسرع، إلا أن إيقاع الفيلم كان بطيئاً في بعض فصول الفيلم، بخاصة الفصل الثاني”.
وأضاف المرسي أن المخرج رؤوف عبدالعزيز مخرج جيد درامياً، لكنه يفتقر للإيقاع السينمائي، فتاريخ رؤوف عبدالعزيز مع السينما في فيلم “فارس وحملة فرعون”، وكلاهما لم يحقق نجاحاً يُذكر، بخاصة فيلم فارس الذي كان ينقصه الكثير لكي يكون فيلماً، كما أن الفيلم في تصويره أقرب للتصوير التلفزيوني منه للتصوير السينمائي.
وتابع المرسي أن هناك حالة من الاستعجال طغت على العمل، محمود عبدالمغني يظهر طوال مشاهده في المكتب ببدلة واحدة، سيدة المولد “سماء إبراهيم”، تظهر بالملابس نفسها، وبروج فاقع لا يليق بسيدة تبيع البخور في المولد، حتى شقتها لا يوحي ديكورها بأنه ديكور سيدة بسيطة، كل شيء يلمع كأنه صنع لتوه، وإجمالًا هو فيلم جيد لكنه يصلح للمشاهدة مرة واحدة، وستشعر أنك شاهدت الفيلم من قبل بسبب نمطية الشخصيات.
وبصياغه ناقدنا الكبير نختتم الحديث عن الفيلم الذي ارى من وجهه نظري الشخصي انه يحمل اسم أسامة أنور عكاشة لكنه بعيد جدًا عن إبداعات أسامة أنور عكاشة.