أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

باق 30 يوما.. كيف حولت قطر حلم المونديال إلى حقيقة؟

باق 30 يوما.. كيف حولت قطر حلم المونديال إلى حقيقة؟

 

بعد 30 يوما بالضبط ستكون الأعين شاخصة على مونديال “قطر 2022″، بعد أن أصبح الحلم واقعا بإقامة أول نسخة من المونديال في العالم العربي.

و لم يكن الأمر في عام 2009، غير مجرد تمنيات بالتوفيق، عندما أعلنت قطر عن تقدمها بملف لتنظيم أكبر حدث رياضي في العالم و هو المونديال، وذلك ما بدا للجميع من خلال ملف الاستضافة، عندما أعلن عنه على منصة ستاد خليفة الدولي في نهائي كأس سمو الأمير.

لكن في الواقع كانت قطر تحمل مفاهيم راقية في كرة القدم واستضافة البطولات، لم تظهر إلا عند اللحظات الحاسمة.

و قدمت قطر ملفا شاملا، عنوانه الطموح و الرغبة الأكيدة في الوصول إلى الهدف المنشود، بمنافسة ملفات قوية لدول متمرسة في الظهور في كأس العالم، بعضها أتقن تنظيمه في عقود خلت.

و البعض الآخر يملك سيرة تاريخية لمسيرة في مشاركاته المونديالية، و يملك معها دوريات محترفة ونجوما تساوي لمسة أقدامها للكرة عشرات الملايين من الدولارات.

ملف عنوانه السلام

جاء الملف القطري يحمل رسالة لطلب الاستضافة عنوانها السلام من الوطن العربي للعالم كله، و في باطن الرسالة دعوة للعالم لتغيير نظرته نحو المنطقة بأنها قادرة على العيش في سلام و إثبات مفهوم السلام للعالم الذي سيزورها.

و زينت قطر جدران الوطن العربي بكل ألوان الطموح التي تحملها أجيال مقبلة محبة لكرة القدم، و تعرف قيمتها التنافسية و تحاكي بشغفها الرياضي أفضل بلدان العالم في التعلق بكرة القدم، بل و تفوقها ثقافة و معرفة في تفاصيل اللعبة، و ذلك من خلال تلبية الملف لجميع الشروط الفنية المسنودة بالرؤية التنموية في دولة قطر و الإيمان بالقدرة على التنظيم المميز و إضافة بصمة خاصة بالمنطقة العربية عامة وقطر بصفة خاصة.

و دخلت قطر السباق نحو التنظيم بملفها و هي تواجه ملفات قوية أمثال (إسبانيا و البرتغال)، (بلجيكا و هولندا) و إنجلترا عن القارة الأوروبية، و الولايات المتحدة الأمريكية و المكسيك عن القارة الأمريكية الشمالية و الوسطى و غيرها من الملفات التي دخلت السباق في المرحلة الأولى، غير أن قطر أقنعت العالم بأن ملفها فريد من نوعه.

و لم تكتف دولة قطر بملف مستوف للشروط كسابق الملفات التي تقدم للفيفا، بل دعمته برؤية الدولة وخاطبت من خلاله العالم بكل اللغات كتأكيد على جاهزية قطر من الناحية الفكرية، و الإيمان بالقدرات التنظيمية و العقول المتميزة التي تدير الملف.

ملاعب توثق لثقافة قطر و شعوب المنطقة

و لم تغفل قطر وعودها و قدمت صورا لمجسمات الملاعب التي تحمل أيضا معاني خاصة توثق لقطر و تقاليدها و ثقافة شعوب المنطقة من خلال 8 ملاعب، كل واحد له مدلولاته من حيث الشكل والتصميم.

فكانت ملاعب ستاد خليفة الدولي و الثمامة و البيت و المدينة التعليمية و الريان و الجنوب و لوسيل و 974، واقعا مذهلا كما كان وعدا وتصميما مبهرا عند تقديم ملف الاستضافة في عام 2009، و قبل انطلاق البطولة بـ6 شهور سلم آخر ملعب وهو أكبر الملاعب “ستاد لوسيل” .

و راهن الملف القطري على فكرة جديدة لم يسبق أن تم تداولها في تاريخ بطولات كأس العالم و هي الإرث الخاص بالمونديال و الاستفادة الكاملة من المنشآت و الملاعب القطرية للدول التي لا تمتلك بنية رياضية.

و ستقدم قطر عقب نهاية المونديال دعما مقدرا لتلك الدول من إرث الملف القطري و هي سابقة دونها التاريخ لصالح قطر، و هي مكسب جديد يعزز من مفهوم ثقافة نشر اللعبة التي تعتبر أحد مبادئ الاتحاد الدولي لكرة القدم.

قطر ..حولت الحلم إلى واقع

و حولت قطر الحلم إلى واقع ملموس ستعايشه جماهير العالم، بأن تتابع أكثر من مباراة في يوم واحد، وهو ما يتوفر في النسخة الحالية دون النسخ الأخرى من بطولات كأس العالم.

و تتميز نسخة قطر بأنها الوحيدة التي ستقام في تقارب تام بين المنتخبات و الجماهير و الملاعب في مساحات يسهل فيها التواصل و الوصول للملاعب بأيسر السبل، كما أنها تأتي في منطقة عربية خليجية لم يسبق لها أن عرفت إقامة المونديال مما يتيح لجميع أبناء الوطن العربي متابعة الحدث من داخل الملعب كفرصة تاريخية توفرها قطر لجميع أبناء المنطقة.

و تأخذ رحلة الملف القطري صفة التميز منذ أن كان ورقا إلى أن تحول إلى واقع حقيقي يلبي طموحات الجماهير العالمية بالحضور لمنطقة جديدة و متابعة حدث فريد بطابع عربي خالص تتقارب فيه المسافات و الملاعب، و تتوفر فيه كل معينات التشجيع في كرة القدم وتدعمه التقنيات في نسخة أكثر أمانا للجماهير من جميع النسخ السابقة.

قد يعجبك ايضآ