رمضان فى ام الدنيا حاجة تانية
بقلم / غادة العليمى
رمضان فى مصر حاجة تانية ،، ليست مجرد اغنية وانما وصف حقيقي لمظاهر تتفرد بها ام الدنيا
وتعبير يخبرك به كل من صادف السفر خارج مصر فى الشهر المبارك ، او حضر الى ام الدنيا ليقضى على ارضها خير شهور العام
تفاصيل وتفاصيل وراء كل تفصيلة منها تاريخ طويل
وعلى مشارف وداع الشهر الكريم سنودع معه طقس من الطقوس الرمضانية التى لا تجدها الا فى مصر وهى ظاهرة المسحراتى .. تلك المهنة التى يعمل صاحبها لشهر واحد فى العام
فمن يكون ؟؟
وكيف ظهر ؟؟
ولما فى مصر وحدها بدأ ؟؟
ظهرت مهنة المسحراتي في مصر خلال عهد الفاطميين، وكما يقول الباحث الأثري أحمد عامر فقد ظهرت أيام السلطان الحاكم بأمر الله، حيث كان يأمر بأن ينام المواطنون عقب صلاة التراويح مباشرة، وكان جنوده يمرون على كافة المنازل يطرقون الأبواب قبل أذان الفجر، ليوقظوا النائمين للسحور، وخلال مرورهم كانوا يستخدمون الطبلة والدف لإيقاظ النائمين مرة واحدة بدلاً من طرق الأبواب وإيقاظ كل أسرة على حدة.
ويعتبر الوالي عتبة بن إسحاق هو أول من قام بمهنة المسحراتي عام 832 هجرية، حيث كان يسير على قدميه من مدينة الفسطاط حتى مسجد عمرو بن العاص، وكان ينادي ويقول: “يا عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة”، ومنذ ذلك الحين أصبحت المهنة تلقى قبولًا عند عامة الناس لكون الوالي أول من عمل بها
【 المسحراتى 】
حتى اصبح المسحراتى جزء لا يتجزء من طقوس رمضان واصبحت مهنة معتبرة لها مشايخ قبل ان تتحول الى طقس تراثى يحرص المصريين على بقاؤه ،، رغم اندثار اسبابه ونهاية مهمته
كان نظام مشايخ المهن قائما فى مصر حتى أواخر القرن الـ 19
وكان للمسحراتية كما كل المهن شيخ المسحراتية يعين لكل من أفراد طائفته قسما من المدينة يمارس المهنة فيه ، ويعين مسحراتية جدد فى الأماكن التى خلت بموت المسحراتية فيها ، والمعينون الجدد يكونون فى العادة من أبناء الطائفة ، لإن نظام الطوائف القديم لم يكن يسمح بأن يدخل على المهنة غريب عنها .. لهذا لم يكن كل إنسان يستطيع أن يكون مسحراتيا .
والمسحراتى قديما كان يسير فى الليل وخلفه مساعدا يحمل قنديلا ، وهو يسرد الأقاصيص الدينية والعظات النبوية ، وكانت النساء يلقين النقود من نوافذ المشربية ملفوفة فى الورق بعد أن تشعل الواحدة طرف الورقة حتى يراها المسحراتى فى الظلام ، وعند ذلك يتلو عليهن المسحراتى إحدى القصص الطريفة .
ويمتاز المسحراتى بذاكرة حادة تستطيع أن تحفظ أسماء رجال الحى وسيداته كلها ، ويمتاز أيضا بقدرته على التغيير والتبديل فى المدائح التى يحفظها بحيث يدخل فيها الأسماء المختلفة التى يريد أن يوقظ أصحابها أو يطالبهم بنصيبه من لذائذ رمضان والعيد .. على سبيل المثال ” شعبان أفندى شمس فى المندرة .. الحتة منه كلها منورة .. والست حسنه شرفت حيها .. حلفت فى الجود ماتلقيش زيها .. والست كوكب بنتها زيها .. وكل حاجة بتشبه أصلها ” ، وكان المسحراتى يتمتع بجانب العطايا فى رمضان والعيد بصداقة أهل الحى ، وكان يطيل الوقوف أمام أبواب وجهاء الحى ، ويسترسل فى مدحهم أملا فى صداقتهم لنيل الكثير من العطايا .
ورحل شيخ المسحراتية وانتهى عهده
وظل التراث قائما
بل ان كثير من شباب هذا الجيل اضافوا اليه
فتجد فى الغردقة على سبيل المثال مسحراتى يجوب الشوارع على موتوسيكل
وفى دهب المدينه الساحرة تتطوع احدى الفتايات لتحى التراث بأن تحمل الطبلة التراثية وتوقظ الصاحيين لتعيد اليهم بهجة الاحساس بالشهر الكريم
اما اشهر مسحراتيه ماسبيرو فكان الملحن والمغنى العظيم سيد مكاوى بصوته وكلمات عمنا سيد حجاب فى زمن الفن الجميل