سكرتيرة وأشياء أخرى .. وظائف وهمية ورواتب خيالية
سكرتيرة وأشياء أخرى .. وظائف وهمية ورواتب خيالية
كتبت : زينب النجار
أصبحت التكنولوجيا تتحكم فى كل تفاصيل حياتنا اليومية بدءا من التسويق إلى التدريب والتعليم عن بعد وغير ذلك فى جميع المجالات، وأستغل البعض شبكات التواصل الإجتماعى للدعاية والإعلان وأستحوذت عمليات التوظيف عن طريق الإنترنت على أهتمام الكثيرين, لدرجة أن البعض أعتبرها بديلا عن كل وسائل الإعلان التقليدية، وبدأ الراغبون فى الحصول على وظيفة يلهثون وراء المواقع ويقومون بتقديم بياناتهم وسداد بعض الرسوم المطلوبة منهم كشرط للتوظيف….
فأن عدد كبير من الشباب في حالة بحث دائم عن الوظيفة المناسبة، كما أن العديد من الأشخاص يستغلون هذا الجانب ويقومون بعمل بعض إعلانات التوظيف الوهمية من أجل الإيقاع بالضحايا وسرقتهم وغيرها من المكاسب الأخرى التي يمكنهم جنيها من خلال تلك الإعلانات المزيفة ، فهي عمليات وهمية تسمي عملية نصب الوظائف …
فعملية نصب الوظائف لا تحتاج إلي مجهود ، يقوم ناشر الأعلان بإنشاء حسابات وهمية ينشر من خلالها إعلانات للتوظيف على مواقع التواصل الإجتماعى ومواقع البحث عن وظائف، وعادة ما تكون هذه الإعلانات تحمل وظائف متميزة فى رواتبها ومجالاتها وعادة ما تكون إعلانات وظائف لدول خارج حدود الدولة المنشور بها الإعلان ، ويعلن أصحاب الشركات عن توفر فرص عمل للخريجين لا حصر لها ، وخصوصا الفتيات حديث التخرج ، ويشترط بالمتقدمات أن يتمتعن بمظهر جميل جدًا وشكل لائق والراتب يحدد بعد المقابلة ….
المشكلة بأن هنالك فتيات كثيرات متخرجات منذ سنة أو أكتر بتقديرات ممتاز ، ولا يعملن بأي وظيفة وهن في حاجة ماسة للوظائف لأعالة عوائلهن ..
فنجد عندما تذهب الفتاة تتفأجي أن الشركة عبارة عن شخص واحد وقد أستأجر شقة صغيرة ويحتاج إلي سكرتيرة خاصة ، تقوم بأي عمل يطلبه منها ، سكرتيرة ومنظمة ومسئولة المشتريات ، وتكون الوظيفة المطلوبة منها بعيد جدًا عن الوظيفة التي بالأعلان والراتب يصبح ضيئل جدًا ….
والمشكلة الأكبر أن بعض هؤلاء المعلنين يقوم بتعيين سكرتيرة له كل شهر وحسب جمال الفتاة وجاذبيتها …
فهل تدرس فتياتنا وتصل إلي الشهادة الجامعية بعد جهد ومعافرة لتنهي حياتها ووضعها الإجتماعي في هذه الوظائف المشبوهة….
كما أن هذه الشركات تجمع الملايين من الجنيهات كرسوم تقديم وتجرى مقابلات شخصية مع هؤلاء الضحايا ثم تخبرهم بأنهم لم ينجحوا وأخفقوا فى هذه الأختبارات وللأسف فإن السمة العامة لهؤلاء الضحايا أنهم من خريجى الجامعات النظرية وجزء كبير أيضا من خريجى الكليات العملية معدومى الخبرة والذين ئكتفوا بالحصول على الشهادات الدراسية فقط وهداهم تفكيرهم الضال إلى زيارة هذه المواقع لهثا وراء أوهام الثراء بالرواتب الخيالية التى يعلنونها حتى إن الكثير من هؤلاء باعوا أثاث منازلهم وبعضهم اقترض بضمان أصول عقارية رهنوها للبنوك ثم اكتشفوا أنهم يلهثون وراء السراب ورواتب هزيلة جدًا ..
أين عقول أسر الشباب من هذه الأعلانات الوهمية، أين الرقابة على إعلانات التوظيف من الدولة؟
فلابد من وجود رقابة علي مواقع التوظيف….