أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

عالم إفشاء الأسرار بطريقة مبتكرة .. السر مابقاش سر

عالم إفشاء الأسرار بطريقة مبتكرة .. السر مابقاش سر

يلاشك أن رائحة أجسامنا  تكشف الكثير عن صحتنا، مثل وجود الأمراض وفي حين أن رائحتنا يمكن أن تتغير اعتمادًا على نظامنا الغذائي وصحتنا، فإن الكثير مما يجعل رائحتنا فريدة من نوعها يعتمد في الأساس على جيناتنا، فلكل شخص رائحته المميزة، ومن عبير الزهور وروائح النباتات النضرة في الصباح إلى عبق العطور التي يستخدمها الأشخاص المحببون إلى القلب، فيمكن لكل شخص منا يستنشق الروائح من حوله في كل خطوة من حياته اليومية، بل وتنبعث منه أيضا رائحة مميزة تتيح إمكانية التعرف عليه وتمييزه بين سائر المحيطين به.

الصفات الوراثية

 هناك عوامل عديدة يمكن أن تتأثر بها الرائحة الشخصية لكل فرد من بينها الصفات الوراثية، حيث يعتقد العلماء أن مجموعة معينة من الجينات هي المسئولة عن إفراز الرائحة، كما تتعلق هذه الجينات بالاستجابة المناعية للجسم، كما يعتقد أنها تؤثر على الرائحة من خلال إنتاج بروتينات ومركبات كيميائية معينة ,وقد يؤكد فريق بحثي متخصص في “علم الروائح البشرية”

أن هذه المركبات الغازية التي تنبعث من الإنسان، ويطلق عليها اسم “المركبات العضوية المتطايرة” هي في حقيقة الأمر غنية بالمعلومات التي تهم الباحثين في مجال الطب الشرعي والصحة العامة.

وعندما تقترب من شخص ما، فإنك تستشعر بحرارة جسده دون الحاجة لملامسته، بل وتستطيع استنشاق رائحته دون حتى الاقتراب منه عن كثب، فحرارة الجسم الطبيعية تخلق مجالا حراريا مختلفا حول الشخص، بمعنى أنك تقوم بتسخين الهواء المحيط بك فيما يظل الهواء البعيد باردا، مما يخلق تيارا من السخونة حول الجسم.

المجال الحراري

وقد يعتقد العلماء أن هذا المجال الحراري يساعد في توزيع رائحة الشخص عن طريق دفع الملايين من خلايا الجلد بعيدا عن الجسم على مدار اليوم، وهذه الخلايا تقوم بدور العبوات التي تنقل الإفرازات الغددية والمكونات المهجرية من داخل الجسم إلى البيئة المحيطة. ويرى الباحثون أن المكونات الرئيسية المسببة للرائحة تتعلق بعوامل داخلية ثابتة مثل العرق والنوع وصفات وراثية مختلفة.

 فضلاً أسباب أخرى عديدة ومتغيرة مثل التوتر والغذاء الغير صحي والمرض، ثم تمتزج هذه الإفرازات بمؤثرات أخرى خارجية مثل العطور أو صابون الاستحمام وغيرها لتخلق في النهاية رائحة مميزة لكل إنسان.

الروائح البشرية

أثبتت تجربة أجريت عام 1988 أن بعض أنواع الكلاب يمكنها تمييز الرائحة المختلفة لتوأمين يعيشان في ظروف بيئية مختلفة عن طريق الرائحة وحدها، وجدير بالذكر أن التمييز بين التوائم المتطابقة لا يمكن تحقيقه باختبارات الحمض النووي، نظرا لأنهم يشتركون في نفس الشفرات الجينية. واتسع مجال دراسة الروائح البشرية في السنوات التالية، بحيث أصبحت من الأدلة التي يتم الرجوع إليها في مجال الطب الشرعي.

كما يرى الباحثون أن الروائح الشخصية تمثل وسيلة غير تدخليه لجمع العينات، وفي حين أن الاتصال المباشر بسطح ما مثل الإمساك بمقبض باب أو ارتداء سترة معينة يمثل مسلكا واضحا للحصول على عينة من رائحة شخص ما، فإن مجرد تواجده في مكان معين هو كفيل بانتشار رائحته في البيئة المحيطة به.

الروائح الشخصية

وعلى الرغم أن الروائح الشخصية قد تصبح فرعا جداً مهما من فروع الطب الشرعي في المستقبل، فهي ما زالت في مرحلة التطوير، وقد نصل يوماً ما إلى جمع عينات من الروائح في مسرح الجريمة لتحديد هوية المشتبه بهم. ولاشك أن إجراء مزيد من الدراسات بشأن تحليل الروائح البشرية سوف يتيح سد الثغرات في فهم تفرد الرائحة البشرية، والاستفادة من هذا العلم في تطبيقات عديدة في مجالات الطب الشرعي ومختبرات الطب الحيوي.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.