عام سعيد وموعد على موسم جديد…بقلم / غادة العليمى
عام سعيد وموعد على موسم جديد
بقلم / غادة العليمى
نحن على موعد مع موسم جديد للتحريم
مع اقتراب نهاية العام الميلادى تتجدد فتاوى بعض المشايخ وليس جميعهم فى هذا التوقيت من العام بتحريم المعايدة على اخواننا وجيراننا الاقباط ، ربما لانه فى ذات زمن بعيد ، ووقت ان كانت بغداد العزيزة تحت ايدى التتار و القدس الجميلة تحت حكم الصليبيين ، و فى ظرف تاريخي استثنائى به حالة حرب وحشد لجهاد واسترداد حق اصدر بعض فقهاء هذا الزمن فتوى انه لا يجوز معايدة الكافرين باعيادهم ،
وهذا امر طبيعى ومنطقى فى زمنه ولظرفه
اذ ان المعايدة فى حد ذاتها إفشاء للود والسلام
وكيف لمُغَتَصَب ان يهنأ غاصب لحقه بدعوى الود والسلام والجيرة فى الارض
لكن اجمالاً تاريخ المسلمين مليئ بالسماحة والبر والامر بالمعروف والايثار
وهو الاصل ولا يجوز اختزاله باستثناء ظرفى وتاريخى له عصره واسبابه ولكن ما يحدث اليوم من اصرار بعض المشايخ بدعوى الغيرة على الدين بتجديد الفتوى واحياءها بعد زوال ظرفها واسبابها الان فى كل ذات عيد لاخواتنا فى الجوار والوطن والمكان والزمان المحكوم بقوانين مواطنة وظروف سلم وسلام فضلا عن ان السيرة النبوية للصادق الامين.. تتجلى فيها اعلى درجات السلم والمسالمة والسماحة مع غير المسلمين
الم يزور الرسول عليه افضل الصلاة والسلام جاره اليهودى الذى كان يلقى القاذورات والاذى فى طريقه فى مرضه
ألم يأمر عليه افضل الصلاة والسلام بأفشاء السلام بين الناس كل الناس
ألم يوصى صلوات الله عليه وصية مباشرة بالاقباط خيرا
أما القرآن فكان صريح وواضح فى آياته ففى قول الله تعالى (( وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ))
وفي سورة الممتحنة يقول تعالى :- (( عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (7) لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) .
وامر الله فى سورة البقرة ( وقولوا للناس حسناً)
نحن مأمورون بنص القرآن والسنة النبوية على الأقل بالعدل والبر وافشاء السلام وقول الحسن والطيب من الكلام مع الناس كل الناس هذا ديننا الذى اسمه الاسلام والذى اشتق اسمه من التسليم لله والسلام مع خلق الله ،
وبالقياس سنجد ان المعايدة والكلمة الطيبة والتهنئة اقل ما يمكن ان يقدم لجار قبطى او شريك عمل مسيحى او زميل فى مدرسة او جامعة وليس محتل غاصب للارض والعرض
قد اوصانا رسول اللى صلى الله عليه وسلم منذ اكثر من الف وربعمائة سنة بأقباط مصر
وأقل الخير الذى نقدمه لهم اعمالا لقول الرسول الكريم هو معايدة مريضهم والسؤال عن مصابهم وتهنئتهم وافشاء السلام بيننا وبينهم
لا نطالبك بارسال البرقيات للبورمى والهندوسى وعابد النار والبقر بمعايدته على الهه ابتدعوها واعياد اخترعوها ولكن نرجوك ان تستوصى باقباط مصر خيرا وتقيم دعوة الرسول الصريحة الواضحة وتراعى الظرف الزمنى والسببى والتاريخى للفتوى قبل ان تتجاهل تاريخ سماحة دين كامل من اجل حقبة لها مالها وعليها ماعليها.
وفى ختام العام وفى مطلع اعياد الميلاد
دعونا نهنئ الجميع بعام جديد وعيد سعيد وايام مباركة على العالمين