عنز الشعيب ما يحب الا التيس الغريب هكذا حالنا

يوم عالمى للحب
كتبت / غادة العليمى
انه عيد الحب العالمى
١٤ فبراير اشهر واكبر مناسبة استهلاكية فى الاسواق المحلية والعالمية
اليوم ستطلق النكات من الراشدين
واليوم سيحتفل المراهقين
واليوم سيأخذُ قاطنو هذا الكوكبِ إجازةً طارئةً من ممارسةِ الكراهية ليحتفلوا بعيد الحُبّ قبل أن يعودوا إلى سيرتهم الأولى
فى أجواء سوداوية كئيبة عقب وقوع احداث جسيمه عظيمة زلازل وحروب واطباق فضائية تلوح فوق سماء امريكا
صدق او لا تصدق العالم يحتفل بالحب على إثر
مدينةٌ تُبادُ هنا، وحيٌّ يُسوّى بالأرض هناك ، مدرسةٌ تُهدمُ، ومقبرةٌ تُشيّدُ،
ومازال الاحتفال مستمراً كأن شيئاً لم يكن !
منذ اخترعوا للحب عيدا وهذا اليوم مناسبة مثاليه للحديث عن الحب الذى عز وقل واصبح شعار وصورة وتعبير مبتور بورد احمر ودميه ملونه
أمّا عن اختيار مناسبة عيدِ الحُبّ فى مثل هذا اليوم ، ففيه روايتان تاريخيّتان، تتفقان على الزّمان والمكان، وتختلفان في الأحداث ! فالمكانُ كان روما، والزّمانُ كان العام ٢٠٧ للميلاد. أمّا عن الأحداثِ فتقولُ الرّواية الأولى أنّ القسيس فالنتينو وقع بحب ابنه الامبراطور كلاوديوس وزنى بها لأنّ إيمانه الكنسيّ يُحرّم عليه الزّواج ! فما كان من كلاوديوس إلا أن أعدمه ثأراً لشرفه، وإن كان من بطل لهذه الرواية فهو كلاوديوس لا فالنتينو ، وكان على البشرية أن تحتفل بعيد الشّرف بدل عيد الحُبّ !

أمّا الرّواية الثّانية فتقول أنّ الامبراطوريّة الرّومانيّة زمن كلاوديوس كانتْ ما تزالُ تدين بالوثنيّة، وكانت النصرانيّة ديانة قلّة مضطهدة كحال الإسلام أوّل البعثة في مكة! وكان كلاوديوس قد منع الزّواج بين الجنود، غير أنّ القسيس فالنتينو كان يعقده لهم سرّاً، فلما علم به كلاوديوس قتله !
وبحسب هذه الرّواية فإنّ فالنتينو بطل حقاً، ويحقُّ للقوم هناك أن يُبجّلوه، ولكن نحن الذين نستورد كل شيء من الإبرة حتى الصاروخ، لماذا علينا أن نستورد العُشّاق أيضاً ؟!

يقولُ المثلُ العاميّ : “ عنز الشّعيب ما يحب إلا التّيس الغريب ! ”
والمثلُ يُضربُ للزاهد في قومه المفتون بالغرباء ! وحالنا مع عيد الحُبّ حال عنز الشّعيب مع التيس الغريب !
هل خلا تاريخنا من العشّاق حتى نستوردهم ؟!
ماذا عن قيس بن الملوّح وقد جاء يوم عرفة مناجياً ربّه :
تبتُ إليكَ يا رحمنُ من كل ذنبٍ
أمّا عن هوى ليلى فإنّي لا أتوبُ !
ماذا عن ابن بُردٍ يقولُ لحبيبته :
لو كنتُ أعلمُ أنّ الحُبّ يقتلني
لأعددتُ لي قبل أن ألقاكِ أكفاناً
ماذا عن جميل يهيمُ ببُثينة، وعن كُثيّر يُجنُّ بعزّة، وعن بني عذرة أرقّ العرب قلوباً، وأحنّهنّ أفئدة، ينام الفارس منهم طريحاً في فراشه ليس فيه مرضٌ إلا الحُبّ !

ماذا عن محمّد صلى الله عليه وسلم وقد كان عنده أقرباء كثر، وأصدقاء مخلصون، وقبيلة كبيرة، ولكنّه يوم نزل عليه الوحي، وأصابه الخوف والبرد، ذهبَ إلى حضن خديجة كأنما يقول لها : أنتِ قبيلتي !
ماذا عنه وقد بلغ الثّانية والسّتين، فيرى نسوةً قد شارفنَ على الثمانين، فيخلع رداءه ليجلسنَ عليه، ويقول لمن حوله يُزيل عنهم دهشتهم : هؤلاء صويحبات خديجة !
ماذا عنه تغار عائشة منها وهي في قبرها، وتقول له : أما زلتَ تذكر خديجة وقد أبدلك الله خيراً منها ؟! فيقول لها : والله ما أبدلني الله خيراً من خديجة ، هذه امرأة رُزقتُ حبّها !عندنا من قصص العشق ما إن أردنا أن نجعل من كلّ قصّة عيداً للحُبّ ما كفتْ أيام العام، ولكن عنز الشّعيب ما يحب إلا التيس الغريب!وهذا الغلاء لم يخلف فى نفوس البعض منهن الاستغناء فرحن يطلبن الورد والهدايا فى يوم معلوم غير مفهوم

لكن ما نفهمه ونعرفه ونتأكد منه انه مناسبة استهلاكية صنعها التجار لرواج البيع ولا علاقة لها بالحب العربى او الغربى او اى حب فى اى مكان على كوكب الارض

مادام الحب نفسه محكوم بزمان محدد للمحبة ومقترن بالورد والدباديب

قد يعجبك ايضآ