أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

نجلاء فتح الله تكتب: نون … والقلم

يجب اذابة الفروق الضخمة بين المدارس ودمج الطلاب جميعا تحت مظلة تعليم واحدة للنهوض بالتعليم فى مصر

لم يكن البوست الذى نشرته صديقتى على صفحتها الخاصة على الفيس بوك عن رفض المدرسة الدوليية استمارة التقديم للالتحاق بها او “الابليكيشن”
” الخاص بقبول ابنها ذى االعامين لانه ويا حرام لم يجب على اسئلة الممتحنين عن اصوات الحيوانات والوانهم باللغة الانجليزية لأن الطفل ذو العامين ينبغى عليه ان يكون واعيا بكل علوم الحيوانات والانسانيات وباللغات الأجنبية كى ينول شرف الإلتحاق باحدى تللك المدارس التى إمتلات بها بلدنا مصر او ابتلت بها منذ عقدين من الزمان تقريبا , لم يكن ذلك البوست الا انعكاس لحال وطن تمتزج فيه التناقضات بشكل صارخ فى وطن يعانى من نسبة فقر تخطت نسبة الاربعين بالمائة وكم من المدارس الدولية التى تتخطى مصارفها حاجز العشر الاف دولار للطفل الواحد ، وطن تنتشر فيه المنتجعات السكانية الفخمة نفس انتشار المساكن العشوائية، وطن يئن فيه المواطن من تكاليف المعيشة الباهظة وتنتشر فيه اغلى ماركات السيارات التى لا يوجد كل هذا الكم منها فى بلدانها المصنعة لها !وطن يبحث فيه ابناء الطبقة المتوسطة عن وظيفة تحقق طموحهم بالمرتب اللائق وتبحث بنات نفس الطبقة عن ملابس براندات فى المولات الفخمة فى الأحياء الراقية وهم ذوى الدخل المحدود !!وطن يشكو فيه المواطن ويعانى الفقر لكنه لا يدخر جهدا ان يقتنى احدث اجهزة المحمول !!
ومن الطبيعى ان نجد فى هذا الوطن ووسط كل تللك التناقضات والتفاوت الصارخ بين الواقع والأحلام كل تللك المدارس المتنوعة الأشكال والأطياف المسماة باالدولية على أرض وطن صدر العلم والمعرفة والحضارة لكل العالم من الاف السنين وقت ان كانت المدارس المقامة على ارضه مصرية ومصرية فقط ..والآن يدفع الوطن من كبده الأموال الصعبة لمدارس اتت لتحتل عقول ابناءنا وسلوكهم وتخترق عاداتنا واصولنا لتحل عاداتهم هم واصولهم هم _بل_ وحتى اعيادهم هم فنجد اطفال تللك المدارس لا يحتفلون بالمولد النبوى ,لكنهم يحتفلون بالهالوين ! وسط ترحيب من الاهالى _بل_ وفخرهم بذلك لانهم يعتقدون ان هذا سبب تميزهم !
من الغريب ان نجد ابناء الطبقة المتوسطة والذين تعلموا فى مدارس حكومية مصرية هم اكثر اللاهثين والداعمين لتلك المدارس باللهاث لالحاق ابنائهم بها ودفع مبالغ طائلة بداية فى الابليكيشن واما يقبل ابنائهم او لا وان ساعدهم الحظ والتحقوا بها تبدأ الطاحونة بالعمل لسد احتياجات مصاريف تللك المدارس والنتيجة اب مطحون وأم مهمومة واطفال بلا مسئوليات لمجرد ان يكتسبوا “”accent”
من مدرس اجنبى قد يكون مزارعا او نجارا فى بلده لكنه هنا فى وطننا يكون معلم لابناءنا ومرتبه اضعاف مرتبات المدرسين المصريين !!
لما اذا لا تعمل الطاحونة حتى يجد الالاد حمام سباحة ومضمار للخيل وملاعب تنس _غالبا لا يستخدمها الطلبة وانما هى ديكور لجذب المزيد والمزيد من الطبقة الحالمة بالمظاهر دائما _ وكسب المزيد من العملة الصعبة !
اتذكر جملة قالها دكتور زويل المصرى صاحب نوبل فى الكيمياء ان مدرسته لم يكن بها ملاعب ولا حمام سباحة ولا حتى جهاز كمبيوتر ..لكنه وجيله تلقوا افضل تعليم اخرج لمصر وللعالم علماء واساتذة فى مجالات عدة ..هل يصل ابناء المدارس االدولية لتلك المكانة يوما ما ؟!
نردد دائما على اسنتنا وعقولنا ان العيوب فى المناهج المصرية هى السبب لهروب الكثيرين للتعليم الاجنبى ..رغم ن مناهجنا المصرية وبشهادة متخصصين فى التعليم فى العالم من اكفأ المناهج على مستوى العالم ولكن كيف يتم تطبيقها ؟!
العيب ليس فى المناهج وانما العيب فينا ..العيب فى مدرس لا يرقى للتعامل مع الطالب لانه مثقل بالاعباء واصبح هدفه الاساسى مكسبه من الدروس الخصوصية بغض النظر عن مكسبه من تخريج جيل يحترمه !
العيب فى اهالى لات رغب فى ان يتحمل ابنائها المسئولية ويتحملونها هم عنهم حتى فى المذاكرة ! العيب فى مدارس مأهولة بعدد هائل من الطلبة والنتيجة كثافة فصول عاليه وتهرب من المدارس وصل مداه تحت مسمع ومرأى من وزارة التربية والتعليم
العيب فى تعيين مدرسين بالواسطة بغض النظر عن الكفاءة وكل من تقرب الى مدير التعليم فى منطقة تعليمية ما كان صاحب الحظوة والتقرب له اشكال عديدة وكله يقع تحت مسمى الفساد!
قبل ان تهتم الدولة بالطرق والكبارى يجب عليها الاهتمام بالانسان والبداية من التعليم …و فى فنلندا الدولة صاحبة المركز الأول على العالم فى التعليم يعطون لامدرس اعلى مرتب ولا يوجد بها مدارس دولية او حتى اجبنية وانما كلها مدارس اهلية حكومية وبدأ الاصلاح التعليمى هناك فى ستينيات القرن العشرين من خلال درج جميع المدارس الفنلندية فى نظام واحد يعرف بالمدارس الشاملة او التعليم العام الشامل وذلك من اجل التأكد ان جميعا طفال فنلندا من كل المستويات سوف يحصلون على تعليم كفئ وجاد وعلى نفس المستوى وقد اصدر البرلمان الفنلندى عام 1979 قرارا يستوجب حصول كل مدرس على درجة الماجيستير ذات الخمس سنوات من واحدة من الجامعات الفنلندية وعلى نفقة الدولة مما جعلهم يتساوون بالمحاميين والاطباء فى المزايا الممنوحة لهم ..مسيرة فنلندا الاصلاحية فى التعليم امتدت لاربعين عاما حتى استطاعت الوصول للمرتبة الاولى على العالم واعتمدت على المساواة بين كل الطبقات فى التعليم وحق كل الاطفال فى تعليم موحد دون تمييز عن ان الطالب من المدن او الريف ولان اصحاب المدارس هناك بالاساس معلمون وليسوا رجال اعمال او قادة عسكريين او سياسيين ..ولان كل المدارس الفنلندية لها نفس الهدف الوطنى وكل المعلمين لديهم خبرة تعليمية عالية بالاضافة ان الميزانية المخصصة للتعليم عالية جدا
نموذج اخر للتعليم الذى لا يعترف بالطبقية فكانت النتيجة ازدهار واحتلال مكانة مرموقة عاليما بين الدول على كل الاصعدة ..فى المانيا فالنظام التعليمى هناك يتساوى فيه الغنى مع الفقيرفالتعليم الخاص ممنوع وهو فىحكم الجريمة فى المانيا والمرحلة الابتداءية مدتها اربع سنوات وهى اجبارية بعدها يتم تقسيم الاطفال الى : مجتهدين جدا .. مجتهدين .. لابأس به..موسط وضعيف
المجتهدون جدا والمجتهدون يتم ارسالهم الى الثانوى … ولا بأس بهميتم ارسالهم الى اعدادى ..امتوسطون يتم ارسالهم الى المدرس الرئيسية او المهنية ..أماالضعفاء فيم ارسالهم الى مدارس خاصة ويمكن لاى طفل يتحسن مستواه حلال المرحلة ما بين القسم الخامس والبكالوريا ان ينتقل لمستوى اعلى والسنوات الالزامية هى تسع سنوات فى المانيا واذا رفض تلميذ الذهاب للمدرسة يتم احضاره عن طريق الشرطة مع تكليف علماء نفس واجتماع لمتابعة حالته
ومرحلة الجامعة هى سر تقدم المانيا فتنتشر الجامعات فى كل مدينة صغيرة او كبيرة فى المانيا وكل زاوية من زوايا اى مدينة خاضعة لبحوث جامعية من حيث الاقتصاد والتقنيات وعلم النفس وعلم الاجتماع ولا يمكن فصل اى فرد من المجتمع عن البحوث العلمية الجاميعة
اما الجامعات الطبية فهى موجودة فى كل مستشفى ولا يعمل الطبيب فى المستشفى فقط بل وفى دور للعجزة وكذللك مستشفيات الاطفال ومستشفيات الامراض النفسية والعصبية ولا مكان للرشوة لكى يلتحق احد بكلية الطب

فنلندا والمانيا من اكثر الدول تقدما الان فى المستوى التعليمى والاقتصادى واعلمى ..لآنهم امنوا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ان الاستثمار الحقيقى فى الانسان وان سبب تقدم اى دولة هو التعليم والعلم ومزج ابناء الدولة الواحدة فى مجتمع واحد له لون طيف واحد وليس متعدد الاطياف والثقافات المستوردة المعلبة فى شكل مدارس تستنزف اموالنا وتغير مفاهيم وعقول ابناءنا تقام على ارضنا ولا تحترم عاداتنا _بل_ وحتى لا تقوم بتحية علمنا المصرى

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.