وداعا ثروت عبدالرؤوف .. هكذا كتب ونعى نفسه قبل رحيله بساعات

وداعا ثروت عبدالرؤوف .. هكذا كتب ونعى نفسه قبل رحيله بساعات

عبر صفحته الشخصية بالفيس بووك كتب الأستاذ ثروت عبدالرؤوف هذا المقال ولم يكن يتصور اويتصور أحد إنه سيكون أخر مقال له في الدنيا .
وقد جاء المقال بعد أيام قليلة من خروجه للمعاش بعد سنوات طويلة من العمل المستمر ببلاط صاحبة الجلاله تحديدا بمؤسسة أخبار اليوم العريضة حيث وصل لأعلي المناصب الإدارية فيها ولطالما قدم خدمات جليلة لصحفنا ” أسرار المشاهير واليوم الدولي” حيث يتم توزيع الصحيفتان بمعرفة المؤسسة الكبيرة أخبار اليوم.
فلم يكن يتأخر علي الإطلاق في القيام بكل مانطلبه منه .
وقد ربطتنا به علاقة قوية وكبيرة عبر سنوات طويلة .
ولطالما قمنا بنشر مقالاته ورقيا والكترونيا ونشهد إنها كانت تتميز دائما بالعمق الشديد .
ولانملك سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة ونشر أخر ماكتب كما هو .
هاجمتنى ألام فى الصدر والذراعين فشلت معها كل أنواع المسكنات٠٠ تلتها نوبة كحة متواصلة فشلت معها أيضا كل أدوية الكحة٠٠ ثم بعيد عنكم نوبة كرشة نفس لا تطاق فشلت معها كل موسعات الشعب الهوائية!!
كل من حولى طلب منى الذهاب للمستشفى وأنا بعافر وأعاند عناد طفولى غريب ؟!
المعافرة والعناد ليس من طبعى بالعكس ، أنا بشهادة الأخرين مشهور بالسلاسلة والليونة
ولكن تجاربى مع المستشفيات لا تسر عدو ولا حبيب، وها أنا ذا أعترف بكل صراحة أن عندى عقدة نفسية من المستشفيات
ناس كتير زى حلاتى عندهم نفس العقدة ، ومتعرفش ليه ، أو كل واحد وله أسبابه، وأنا هنا أتحدث عن نفسى وعن أسبابى فى هذا المقال ٠

عبر سنوات طويلة من التعامل مع المستشفيات أقتنعت بأن البعد عنها غنيمة للعبد لله ، والقرب منها غنيمة لأشخاص ليسوا من خلق الله
تاريخ طويل مع نفسى وأولادى وزوجتى ووالدتى وإخوتى وأقاربى وأصحابى ٠٠ شوفت فيه العذاب ألوان
ما بين أخطاء أطباء يشهد بها زملاء لهم لا تحصى ولا تعد، وما بين إهمال ولامبالاة ، ومابين عدم تركيز من الأطباء وأطقم التمريض والعاملين والإنشغال فى عشرات الحالات وعشرات الموضوعات وعشرات الأشياء أثناء تقديم هذه الخدمة الخطيرة
وكله كوم و طغيان البيزنس على الضمير المهنى والإنسانى والوازع الأخلاقى فى هذه الخدمة كوم تانى !!
– تدخل للطبيب يحولك لمعمل أو مركز أشعة أو مستشفى أو لكل هؤلاء ليس لأن حالتك تستدعى ذلك ولكن بهدف العمولات
– تدخل مستشفى وحالاتك لا تستدعى الحجز يحجزوك يوم أو إتنين ٠٠حالتك تستدعى غرفة عادية يحجزوك فى غرفة عناية
– كل أو معظم الأدوية التى يكتبها الأطباء بناءا على توصية من شركات الأدوية بمقابل وطظ فى توصيات منظمات الصحة

وللأسف كل هذا الكلام لم يعد سر وأصبح معروف للجميع، والمصيبة الأكبر أن الناس تتحدث عنه عادى وكأنه قدر ومكتوب أو من المسلمات أو البديهيات ، والمصيبة الأكبر والأكبر لو فكرت تحكى لواحد عن مشكلة صادفتك ٠٠صدمك وحكى لك عن مشكلة أفظع منها ٠٠ وكأن لسان حاله بيقولك ٠٠يا إبنى انت عبيط البلد كلها بزرميط !!

كيف تحولت مستشفياتنا إلى بزرميط ٠٠ مأساة سببت لنا عقدة نفسية٠٠ تتضرنا إلى تأخر طلب العلاج وتحملنا ما يترتب على هذا التأخير من أضرار جسيمة؟!
بمعنى
هل لعبت الصدفة دور ؟
أم هناك أسباب أخرى ؟!
الحقيقة أن هناك أسباب كثيرة من أهمها
١- رداءة التعليم الذى خرج لنا أطباء وأطقم تمريض لا تعى ولا تدرك رسالتها فى الحياة ، بالعكس تؤمن بمفاهيم خاطئة مثل ( معاك قرش تساوى قرش) يدخلون فى سباق مع الفئات الأخرى حول جمع الأموال ، والأسوأ من ذلك أن هناك من يبرر لهم ذلك بدعوى الرغبة فى الحياة ويقولون بإستحمار من حقهم ؟!
ويسألون بإستنكار كيف يعيش هؤلاء ؟!
هل حياة الكلاب السعرانة حياة؟!
هل الحياة بدون شفقة ولا رحمة حياة ؟!
هؤلاء بدون شعارات ولا مبالغة يؤدون مهمة مقدسة يا عالم٠٠ أرواح الناس بين أيدهم ٠٠ الشفقة والرحمة هم أهلها!!!

٢- تخلى الدولة تدريجيا عن دورها فى تقديم الرعاية الطبية للمواطنين وإفساح المجال أمام القطاع الخاص فى ظل غياب أو تدنى دورها الرقابى سواء على مستوى توفير منافسة حرة أو على مستوى تنمية الوعى والإدراك أو حتى على مستوى نظام عدالة أو حوكمة بين طرفين بينهما تعارض مصالح
مواطن يرغب فى الشفاء بأقل تكلفة ممكنة
مستثمر يرغب فى تحقيق أكبر قدر من الأرباح لا يتحقق فى حال شفاء المريض المبكر

– تجذر الفساد والبيروقراطية والرشوة والمحسوبية الذى أفسح المجال أمام القطاع الخاص فى تقديم هذه الخدمة وقيد القطاع الحكومى
ووصل الأمر بالبعض إلى تقييد دور القطاع الأهلى بحجة تجفيف مصادر تمويل الإرهاب وإسناد الأماكن التابعة له إلى القطاع الخاص كما سنرى
لا تسأل كيف لمشروع خيرى يقوم على التبرعات ويقدم خدمات جليلة بأسعار زهيدة للناس أن يكون لديه فائض يمول منه الإرهاب !!
لا تسأل مثل هذا السؤال أو غيره فى بلد حرم وجرم على أهله السؤال بينما أباح لهم الطبل والزمر والرقص أمام اللجان وإعتبره من أعمال المواطنين الشرفاء !!

أصبحت خريطة مستشفيات مصر إجمالا مرسومة فى عقلى كالأتى
– مستشفيات قطاع خاص بدون منافسة حقيقة ولا رقابة فعلية تبتز كل من يقترب منها بلا رحمة ولا شفقه
مستشفيات حكومية بدون دعم ولا تطوير وفى ظل تدمير ممنهج وتضيق تقربك إلى الموت أكثر من الإنقاذ
مستشفيات أهلية يقف خلفها أهل البر والصلاح من ذوى الإيمان وهذا النوع كل الموجود منه فى مدينة نصر طلع تابع للإخوان المسلمين

يا راجل جهات حكومية بدلا من التعاقد مع جهات حكومية من أجل الحصول على خدمات الرعاية الصحية للعاملين فيها٠٠٠ تتعاقد مع مستشفيات القطاع الخاص!!!
حرمان متعمد للمستشفيات الحكومية من التمويل وتوجيه هذا التمويل للقطاع الخاص على عينك يا تاجر وطبعا الفضل للسمسرة والعمولات والحجة فشل ورداءة المستشفيات الحكومية!!
نعم الجميع يعلم مدى فشل ورداءة المستشفيات الحكومية ولكن
هل يجوز إستبدال الفشل والرداءة بالجشع والإبتزاز ؟!
أليس الفشل والرداءة أهون من الجشع والإبتزاز ؟!
الجشع والإبتزاز غول ينهش فى جسد مجتمع منهك ويمص دم شعب ممصوص مسبقا بلا رحمة من كل الجهات !!
لكن كما قلنا فى بلد السؤال فيه محرم ومجرم لا تطرح مثل هذه الأسئلة!!!

الأماكن التى تقدم الرعاية الطبية المملوكة للقطاع الخاص فى مصر موجودة أمام أعين الجميع ٠٠من أصغر العيادات ومعامل التحاليل ومراكز الأشعة والصيدليات وحتى أكبر المستشفيات
الأسعار بألف ذمة ٠٠ العمولات والسمسرة على عينك يا تاجر وفى إيدك يا فاجر ٠٠الإبتزاز عينى عينك بلا رحمة ولا شفقة ٠٠ الخدمة الفندقية فوق الخدمة الطبية ٠٠المنظرة والمظرطة فوق العلاج ٠٠
والمصيبة الكبرى أن كل هذه الممارسات تتم بشكل طبيعى وعادى والدنيا فى الخلاط زبادى
ومصر جميلة ٠٠مصر جميلة ٠٠وخليك فاكر ٠٠تحيا مصر تلات مرات !!

رداءة التعليم المسؤول عنه الدولة + التخلى عن توفير رعاية صحية للمواطن مسؤولية الدولة + الفساد والبيروقراطية فى الجهاز الإدارى للدولة الذى أفسح المجال أمام جشع القطاع الخاص ووضع العراقيل عامدا متعمدا أمام القطاع الحكومى مسؤولة عنه الدولة
الذى صنع هذه الوكسة أو قل النكسة التى تفوق من وجهة نظر العبد لله ٠٠ نكسة ٦٧ !!
هى الدولة والنظام
لكل هذه الأسباب مجتمعة ولأسباب أخرى لا يتسع المقام هنا لذكرها كرهت المستشفيات
كرهت قطاع الرعاية الصحية فى بلدى بكل مشتملاته وسلاطاته وبابا غنوجة ٠

أشعر بالذل وأنا أتسول واسطة للعلاج فى جهة تابعة للحكومة مستوى الخدمة فيها لا يليق بحمار ٠
أشعر بأننى أهطل أهبل مغفل مذنب وأنأ أحصل على هذه الخدمة من القطاع الخاص
الأماكن الوحيدة التى كنت أشعر فيها بالراحة والإطمإنان هى الأماكن التابعة للقطاع الأهلى والتى تعتمد على أهل البر
العيادات والمراكز الملحقة بدور العبادة سواء المساجد أو الكنائس إو التى يديرها القطاع الأهلى ( لا حكومة ولا خاص )
فى شبرا كانت الأماكن المفضلة لنا أو لى أنا شخصيا تابعة لدور عبادة مسيحية وفى مدينة نصر مركز تابع لمسجد رابعة العدوية ومركز التيسير يقف خلفهم كما قالوا إخوان!!

بالرغم من أن جهة عملى وفرت لى رعاية صحية فى أشهر أماكن القطاع الخاص لكننى كنت أفضل مثلا مركز رابعة أو التيسير ٠٠أطباء أكفاء ٠٠لديهم أمانة علمية وطبية ومهنية ٠٠ أسعارهم غير مبالغ فيها
لا تحليل ولا أشعة ولا أنواع أدوية من صاحبة العبوات الفاخرة بدون لازمة
مرة طلبت من طبيب فى رابعة حجز زوجتى لمدة إسبوع فضحك:بسخرية وإستنكار وقال هذه مستشفى وليست فندق يا أستاذ ٠٠ ولم يذكر إسمى عمدا كنوع من الإستنكار المهذب

كثيرا ما أسأل نفسى كيف وصلنا إلى هذه الحال ؟!
على الفور أتذكر كلام أهل زمان( بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم ) فما بالك ببيت مهمل وظالم فى آن

أصبحت الرعاية الصحية فى بلدنا مدعكة٠٠شبح ٠٠ غول ٠٠ إثم كبير فيه منافع لبعض الناس وأذية لأغلب الناس والناس فى ذهول من أكل الطعمية و الفول ووجود الغول إم عيون حمرا !!
كرهت مراكز الرعاية الصحية بكل أنواعها وأشكالها أو إن شئت قل تعقدت منها
أرى الأغلبية فى المحروسة يلجأون إلى الرقى الشرعية حتى لو من عالم دين مسلم أو مسيحى كسكسى وبتاع نسوان٠٠ أو يستعينون بأحجبة النصابين أوأعشاب حراز وبراز ٠٠ فيقطر قلبى دما حتى إتنيل على عينة وتعب !!

معلش نصيبنا كده إبتلينا بحكومات
بينها وبين الرعاية الصحية والتعليم شيء غير مفهوم
الحكومة من هذه الحكومات مهما كانت كاتعه ٠٠ تهد الدنيا وتبنيها وعند التعلبم أو الرعاية الصحية تتحول إلى بطة بلدى تضع منكارها فى الطين وتهز ديلها الأزعر اللعين!!
كلهم بلا إستثناء
بداية من حكومة الثورة ومرورا بحكومة الحرب والسلام وحكومة لا مساس وإنتهاءا بحكومة الطرق والكبارى

أصبحت خدمة الرعاية الصحية فى المحروسة بالنسبة للعبد لله كابوس٠٠ يحتاج إلى فلوس٠٠ فى زمن الجنيه المنحوس
كمايحتاج إلى صهينة (والصهينة بمعناها المتعارف عليه هى أنك ترى الغلط بعينك وتعمل نفسك حمار من أجل عيون صاحب الحمار )

عندما يصبح سفر وجهاء بلد للعلاج فى الخارج مفخرة إعلم أعزك الله أنك هذه البلد خرة !!
عندما تعلم أن دولة ما منذ أكثر من ١٠٠ عام كان فيها مستشفى خيرية بالإسكندرية تدعى المواساة يقصدها وجهاء العالم طلبا للعلاج
ثم أمسى وأصبح وبات وجهاء هذا البلد يقصدون الصين وتركيا طلبا للعلاج
إعلم أعزك الله أن خطأ ما فادح قد وقع فى هذه البلاد!!

وعندما تعلم أعزك الله هذا وذاك فمن حقك يا عزيزى المواطن أن تشخر وتقول أحيه!!

ولكن الحياة فى بلاد تركب الأفيال وتضرب بالكرابيج مؤخرة الرجال وتسند المناصب العليا لشوية عيال تحيط بهم شبكات معقدة من أصحاب المصالح تكتم أصوات الأحرار ٠٠هذا طبيعى بل أقل من الطبيعى وتجارب العالم من حولنا تشهد بذلك !!

أضف إلى كل ما سبق أن العبد لله حاليا من أهل الأعراف !!
لا أنا عارف إن كنت مازالت تحت مظلة رعاية جهة العمل الطبية
ولا أنا دخلت تحت مظلة التأمين الصحي !!
يقول لك المترفون والذين يعتبرون أن الفقر عيب يجب إخفاءه عيب تتكلم عن الفلوس
والحقيقة أن الفقر عيب وإبن ستين كلب لكن إخفاء الحقيقة هو العيب الحقيقى وإبن ألف كلب
الناس تقول علينا إيه٠٠ فقرا أوى ؟!
ما قالوا خلاص وعايرونا وإللى كان كان وكل شيء إنكشف وبأن !!

سيبك من الناس ومن كلام الناس هما فين الناس ومنين نجيب ناس لمعاناة الكلام يتلوه!!

لهذه الأسباب وأسباب أخرى لا أعلمها الله يعلمها
فضلت أعافر وأدوحر وأعاند زى العيال الصغيرة وأقول إصبر يا واد !!
شدة وتزول يا واد ٠٠يا ما دقت على الراس طبول يا واد ٠٠ياما رقصت كلاب على جثث الإسود يا واد
العمر واحد والرب واحد يا واد ٠٠ محدش حيعيش أكتر من عمره يوم واحد يا واد ٠٠ يا نعيشها زى الفل يا نموت زى الكل يا واد
ويا واد يا واد ٠٠يا منتا عجبنى يا واد !

طالت أيام المعافرة وطالت ليالى الصبر وأنا صامد كالجبال معاند عناد الأطفال
الألم مقدور عليه ٠٠الكحة أيضا مقدور عليها ٠٠ لكن كرشة النفس بعيد عن السامعين حاجة لا تضاق !!
أمام كرشة النفس وتوسل إبنى الكبير خار صمودى ولم يسعفنى عنادى الطفولى !!
وافقت على الذهاب للمستشفى

فكرت بينى وبين نفسى ٠٠
يعنى أنا لو كنت مواطن فرنسى كافر٠٠ أو إنجليزى ضال٠٠ أو سويسرى فاسق ٠٠أو أمريكى منحل مش كان زمانى إرتحت من كل هذا العذاب
أذن الفجر فإستغفرت الله
تذكرت أغنية ٠٠أنا منك وأنت منى ٠٠قلت لنفسى متزعلش نفسك يا واد عشان شوية عيال هبلة ملهمش تلاتين لازمة!!

نروح فين يا حاج ؟!
مستشفى رابعة العدوية
سمعت أنهم طوروها !!
الحمد لله

دخلنا المستشفى فعلا طورها وياريتهم ما طوروها
تطوير بمفهوم الفشلة ٠٠تطوير بلدى غشيم ٠٠ كل حاجة هى هى فقط رفعوا شعار معاك فلوس تتعالج ممعكش إركب الصعب يا حمار !!
المستشفى الذى كان يعالجنا من باب الرأفة والرحمة والإنسانية وتبرعات ذوى القلوب الرحيمة أصبح كل واحد فيه وكأنه يجرى خلفه شخص ما ممسك بكرباج ويسأله أين الإيراد !!

وكل واحد وله تارجت ٠٠وكل واحد وله يوم ٠٠ولك يوم يا ظالم مهما تأخر !!

تكلفة نفس الخدمة التى كنا نحصل عليها فى الطوارئ من قبل بمبلغ ٢٠٠ جنيه تخطت الألف جنيه
نقلونى من الطوارىء للعناية وفى العناية أعادوا كل ما فعلوه فى الطوارئ بحجة الدقة وزيادة الإطمأنان
نقلونى من العناية لغرفة القسطرة
لإجراء عملية بسيطة لا تستغرق ربع ساعة وتتكلف ٤ ألاف جنيه
إتصلنا بالدكتور أحمد حشيش الذى أتابع معه علاج السكر والضغط فأوصى بعمل أشعة مقطعية على الصدر قبل دخول المنظار وأكد إحتمال وجود إلتهاب فى الرئة ووجود مياه عليها وهذا يمثل خطر كبير كما طلب منا إبلاغ الجراح بإرتفاع نسبة الكلاراتين حتى يعطى دواء محدد وأرسل لنا إسمه
لم نتمكن من رؤية الطبيب الجراح قبل عملية القسطرة وأبلغنا المساعدين الله أعلم أبلغوه إم لا
المكان أقرب بالسويقة ناس خارجة وناس داخلة وناس فى الإنتظار وكل من حولك يقول بإستسهلال حاجة بسيطة إن شاء الله

فى غرفة القسطرة رأيت الموت بعينى
بعد دخول المنظار وإطلاق أول جرعة من الصبغة التى صادفت كما توقع الدكتور أحمد حشيش إلتهاب حاد فى الرئة ووجود مياه عليها ٠٠ضاق تنفسى بشكل لا يطاق٠٠ شعرت بأن صدرى يكاد أن ينفجر ٠٠ صرخت على غير عادتى وعلى غير ما هو معروف عنى بالصبر وقوة التحمل
أنا بموت يا دكتور !!
مش دا كلامك عن القسطرة يا دكتور !!
إرحمونا يا عالم لوجه الله!!
فى هذه الحظة رأيت شبح الموت رأى العين ٠٠توسلت إليه أن ينقذنى بالموت من هذا الألم الذى شعرت به !!
أمام هلعى وتعجب الحاضرين وأنا أتضلع إليهم وعندى إستعداد للنهوض والفتك بهم جميعا
تم حقنى بمخدر قوى
بعد حوالى أربعة ساعات بدأت أتحرك فهتف كل من حولى
الله أكبر ٠٠ الحمد لله ٠٠ إلحق يا دكتور شريف الرجل صحى تانى
بدأت أفوق تطلعت فى وجوه كل من حولى سعادة لم أراها من قبل
سألت الدكتور شريف هو إيه إللى حصل يا دكتور
صمت برهة قال فيها كلام كتير ثم قال انت بهدلتنا بما فيه الكفايه بس ربنا بيحبك ووهبك فرصة جديدة للحياة
حاولت أتكلم ولكنه قال
من فضلك لا تتكلم ولا تفكر وأنت معانا شوية لتظبيط الضغط وضربات القلب والسكر والكرايتين وبعدين نتكلم
وبأدب جم ورجاء قال وهو يضع يده على كتفى ويقترب منى بحنان من فضلك عشان خاطرى لا تفكير ولا كلام
فاتورة هذه المسرحية العبثية فى مستشفى رابعة بعد التطوير ٤٠ ألف جنيه
هذه المستشفى التى ظللت لمدة ثلاثين عام تقريبا أتردد عليها ولا أتذكر مبلغا دفعته أكثر من ١٨٠جنيه!!
السؤال
هل هذا هو التطوير وهل يعد ذلك إنجاز؟!
مشهد أخير أحببت ذكره
بنوته طبيبة شابة٠٠عرفت بعد ذلك أن مهمتها تسويق خدمات المستشفى وجلب زباين لها
سألتها
مش دى برضه مستشفى رابعة العدوية بتاعت زمان
نظرت نحوى وهى تقول بمركعة بنات ليل محترفات
مستشفى رابعة العدوية بح ٠٠وداست على حرف الحاء بمحن وكهن ومعلمة ٠٠ثم قالت دى مستشفى مدينة نصر الجديدة
ورقعت ضحكة لا تسمعها إلا فى المواخير ولا تخلو من خبث وهى تقول رابعة ما تت يا أستاذ

دخلت مستشفى رابعة العدوية وأنا قلبنى واجعنى ومش عايز أتكلم فخرجت من مستشفى مدينة نصر الجديدة وقلبى واجعنى أكتر ومش قادر أتكلم
بالعافية كتبت هذا المقال

قد يعجبك ايضآ