يوسف السباعي فارس الرومانسيه ..
يوسف السباعي فارس
الرومانسيه ..
بقلم… إيمان سامي عباس
اجد متعة فى الكتابة عن هؤلاء الأدباء العظام .. انهم اصحاب رسالة .. كل واحد فيهم يحمل فكرا .. قادر على الإنارة ..انهم يحملون مشاعل الثقافة التى تقود الى التنوير .. الثقافة التى تتحكم فى سلوك وتصرفات الانسان .. ولعل اهم مكونات الثقافة .. القراءة .. وليست القراءة وحدها .. يوجد عدة مكونات مهمة ايضا للثقافة .. منها البيت ( الاسرة ) فالمدرسة فالبيئة المحيطة كالجيران او الاقارب .. ثم الدين .. الذى يبث المبادئ النبيلة .. فالضمير .. ثم السفر .. فالتعامل الحياتي اليومى .. وان كانت القراءة اهم مقومات الثقافة .. من هنا يجئ دور عمالقة الأدب .. فى ترسيخ الثقافة فى وجداننا وسلوكنا .. فاعمالهم .. مرتبطة باوثق الارتباط بحياتنا .. واعترف بأن الكثير من العناصر الهامة فى كتاباتهم .. لا يمكن فهمها الا بربطها بظروف الحياة التى تتصل بها .. وكثيرا ما يقدمون مضمون يهم الناس .. بل ويتغلغل الى أعماق شخصياتهم .. وحتى فى بعض شططهم او خيالهم .. فإن الحقيقة قد تطغى على الخيال .. واتوقف هنا لأقول : ان الانسان عندما يدرك الفارق بين الخطأ والصواب .. يستطيع ان يصلح نفسه بنفسه .. لكن اذا اراد .. اقدم لكم اليوم الأديب الذى اطلق عليه نجيب محفوظ .. فارس الرومانسية .. انه الأديب الفنان يوسف السباعي .. من مواليد الدرب الأحمر ١٧ يونيو ١٩١٧ .. التحق بالكلية الحربية .. بعد تخرجه من مدرسة شبرا الثانوية .. وتدرج فى الجيش حتى وصل لرتبة عميد .. وقد تأثر بمهنة والده محمد السباعي .. الذى عمل مترجما للانجليزية .. وشاعرا .. وكاتبا .. ومهتما بصفة خاصة بالادب العربى والاوربى .. وكان الأب يتعمد مشاركة ابنه فى مختلف الأعمال الأدبية .. كطلب مساعدته فى كتابتها .. وتجهيزها للطباعة .. مما كان له اكبر الاثر فى تنمية الحس الأدبى ليوسف السباعى .. وجاء يوم وفاة والده .. يوما عصيبا فى حياته .. فقد كان السباعى ذات الأربعة عشر ربيعا من عمره .. ولم يصدق خبر وفاة والده .. ونتيجة لحب يوسف السباعي لوالده هذا الحب الشديد .. عاش عاما كاملا .. بنفسية متوترة مضطربة .. وقد صنعت هذه الضغوط النفسية المضطربة .. هذا الإبداع .. بل ودفعته ليقدم لنا روائعة فى الأدب المصرى والعربى .. ساعده على ذلك اتساع اطلاعه على الكتب والترجمات العديدة التى تركها والده .. وقد جمع يوسف السباعي بين العسكرية والسياسة والفكر والادب .. فقد تولى التدريس فى الكلية الحربية .. وانضم لسلاح الفرسان .. وجاءت رواية نائب عزرائيل ..اول رواياته عام ١٩٤٧ ..ثم انطلق فى رواياته التى تحولت إلى افلام .. وأعتقد أن ” رد قلبى ” .. هو الاكثر شهرة .. ويكاد الناس يحفظون مضمونه ويرددون اسماء ابطاله ( انجى وعلى ) فى مختلف المناسبات .. خاصة فى ذكرى ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ .. بالاضافة إلى روايته بين الاطلال _ ونحن لا نزرع الشوك _ وانى راحلة _ والسقا مات _ وأرض النفاق .. وفى عام ١٩٧٣ اختاره الرئيس انور السادات .. وزير للثقافة .. ورئيسا لمؤسسة الاهرام ونقيبا للصحفيين .. وكلنا يعرف جيدا حكاية اغتياله فى قبرص عام ١٩٧٨ .. وعمره ٦٠ عاما فقط .. اثناء حضوره لمؤتمر التضامن الاسيوى الافريقى المنعقد فى قبرص فى ذلك الوقت .. وقد ارسلت مصر قوة عسكرية خاصة الى مطار لارنكا .. فى محاولة لإنقاذ الوزير والرهائن .. وتم الإفراج عن الرهائن .. واغتيال الوزير .. وهروب مرتكبى الجريمة وكان عددهما لا يزيد عن اثنين فقط .. ظهرت موهبة يوسف السباعي فى الأدب مبكرا .. وهو طالب فى مدرسة شبرا الثانوية .. حيث عمل على تأسيس مجلة المدرسة والتى تولى مسئولية تحريرها .. حتى تخرجه من المدرسة .. وقد أعجبت بشخصية يوسف السباعي .. الانسان .. والاديب الصحفى والسياسى .. وايضا العسكرى .. فهو صاحب مقولة ان الأديب ” صاحب رسالة ” .. وقد اخترت عنوان احدى رواياته ” العمر لحظة ” .. عنوانا لإحدى مقالاتى .. كما تأثرت بأسلوبه البسيط السلس فى الكتابة .. والتفنن فى استخدام الرمز فى كتاباته .. بالاضافة إلى مظهره .. فقد كان مهندم .. حريص على حسن وشياكة مظهره .. وقد حرص السباعي .. على الا يكون له أعداء او خصوم .. وكان بشوش الوجه .. لا يعرف الحزن طريق الى قلبه قبل وجهه .. وله مقولة فى الحب عند المرأة .. فهو القائل : ان المرأة .. إذا أحبت فهى تفضل مسح حذاء زوجها على رئاسة الوزراء .. فى رأيى ان رواية ” أرض النفاق ” .. أعظم ماكتب يوسف السباعي .. وقد أهداها الى نفسه .. فى سابقة هى الأولى بين الأدباء فى كل التاريخ .. قائلا : أهديها الى أقرب الناس الى قلبى .. الى يوسف السباعي ..