أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

أحمد عبد الصبور : مهما تحدثنا عن صلاح جاهين لن نوفيه حقه

أحمد عبد الصبور : مهما تحدثنا عن صلاح جاهين لن نوفيه حقه

إستضافت قناة النيل الثقافية في برنامج واحة الفنون الناقد والمؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” ، وحلقة عن الشاعر والأديب والفنان والسيناريست والمنتج ورسام الكاريكاتير ( فيلسوف البسطاء ” صلاح جاهين ” ) … بمناسبة إختيار ” صلاح جاهين ” لشخصية العام في الدورة الـ 54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 ، والذي من المقرر إنطلاقه في الفترة من 24 يناير حتى 6 فبراير ، في مقر مركز مصر للمعارض الدولية في التجمع الخامس .
برنامج ” واحة الفنون ” ، من تقديم الإعلامية : ” رانيا عادل ” ، ومن إعداد : ” محمد أبو بكر ” ، وتنسيق : ” وليد عبد العال ” ، وإخراج : ” أشرف السايس ” .

والجدير بالذكر أن :
معرض القاهرة الدولي للكتاب يُعد من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط ، وفي عام 2006 أُعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب … حيث يزور المعرض حوالي مليوني شخص سنوياً .

بدأ في عام 1969م ، آنذاك كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي ، فقرر وزير الثقافة آنذاك ” ثروت عكاشة ” الإحتفال بالعيد ثقافياً ، فعهد إلى الكاتبة والباحثة ” سهير القلماوي ” بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب … لهذا إحتفلت دورة 2008 م بـ ” سهير القلماوي ” بإعتبارها شخصية العام .

وقد أعلنت اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 في دورته الـ 54 – التي تنطلق في الفترة من 25 يناير الجاري حتى 6 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية في التجمع الخامس ، عن إختيار الشاعر ” صلاح جاهين ” شخصية المعرض ، وهو ما يأتي تأكيداً على أهمية العامية المصرية ، ودورها الراسخ في التعبير عن الواقع ببساطة ووضوح تتناسب مع المستويات الثقافية المختلفة .

ومن جانبها قررت الهيئة العامة للكتاب طباعة أشعار ” صلاح جاهين ” في مجلد كامل يشمل ستة دواوين شعرية ، وهي : ” قصاقيص ورق – أوراق سبتمبرية – كلمة سلام – موال عشان القنال – القمر والطين – رباعيات صلاح جاهين ” ، كما تجري طباعة باقي الأعمال التي نفدت في كتب منفردة .

وقد تحدث الناقد والمؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :
مهما تكلمنا نحتاج للكثير من الوقت لكي نوفي حق ” صلاح جاهين ” …
” صلاح جاهين ” هو شاعر ورسام كاريكاتير وصحفي وفنان ، من مواليد 1930م ، إلتحق بكلية الفنون الجميلة ثم تركها وإلتحق بكلية الحقوق .

وفي منتصف الخمسينيات بدأت شهرته كرسام كاريكاتير في مجلة روزاليوسف ، ثم في مجلة صباح الخير التي شارك في تأسيسها ، ثم في جريدة الأهرام حيث ظل باباً ثابتاً تميز بخفة الدم المصرية والقدرة على النقد البناء .

وأشهر أعماله الأدبية ” الرباعيات ” التي تحمل فلسفته وخلاصة تأملاته في الحياة ، و قام بتلحينها الملحن الراحل ” سيد مكاوي ” وغناها الفنان ” علي الحجار ” .

فنياً ، أنتج ” صلاح جاهين ” العديد من الأفلام الخالدة في تاريخ السينما الحديثة مثل : ( أميرة حبي أنا ) و ( عودة الإبن الضال ) ، كما ألف سيناريوهات أفلام مثل : ( خلي بالك من زوزو ) – والذي يعتبر أحد أكثر الأفلام رواجاً في السبعينيات – و ( شفيقة ومتولي ) ، بالإضافة إلى مسلسل ( هو وهي ) .

ثم أضاف ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :
لقد قال ” صلاح جاهين ” لولده ” بهاء جاهين ” ذات يوم :
” إذا ذكرني التاريخ فسيذكرني شاعراً وبالذات بالرباعيات ” .

وقال ” يحيى حقي ” عن ” صلاح جاهين ” : ” هذه الرباعيات هي ” صلاح جاهين ” ، و ” صلاح جاهين ” هو هذه الرباعيات ، لذلك لم يجد غضاضة في أن يتخذ من نفسه هو مرجعاً لكل رموزه ، فقد وصف نفسه بأنه قرين مهرج السيرك ، لا تدري هل هو يضحك أم يبكي ، هل هو مطمئن أم خائف ، هل هو مستسلم للحياة أم رافض لها ، هل هو يؤمن بالبشر أم يكفر ، بالفناء أم بالبقاء ، هل يعطف على ضعف الإنسان أم يضيق به ؟ قد لا تعرف كيف تجيب على هذه الأسئلة ولكنك ستعرف – ولا ريب – شيئاً واحداً لا يمكن لك إنكاره هو أنك لقيت عنده السعادة التي كنت تتمناها ولا تجدها ، أن تقابل فناناً أصيلاً لا حد لإنسانيته ورقته وصدق نظرته وعمقها ، هو وحده الذي يجود عليك بفيض الكريم ” .

وأستطرد ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :
كان شعر ” صلاح جاهين ” في نظر ” يحيى حقي ” ماء كالبحر الخضم الذي يصعب عليك أن ترى ساحله إنه يبتلعك فتغوص فيه ، وهيهات أن تصل إلى أعماقه ، متعدد الأمواج والألوان ، بل هو كالغابة المتشابكة يتكشف لك عند كل خطوة منظر مختلف ، أنت ماض في سبيلك ولكنك ربما تكون قد ضللت الطريق من حيث لا تدري وكأن الغابة تستدرجك عن عمد لتفنى بين أحضانها ، أما ” صلاح جاهين ” نفسه فهو في نظر ” يحيى حقى ” إبن بلد مصفي ، لم يفسده التعليم أو التثقيف بل زاده رقة على رقة .

 

وأشار ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :
إذا كان إبداع ” نجيب محفوظ ” جاء من الحارة ووصل منها إلي روح مصر وعبقريتها ، وإبداع ” عبد الرحمن الإبنودي ” جاء متوهجاً كقرية صعيدية حرون ، وقصص ” يوسف إدريس ” كانت ساحرة فاتنة مثل ريف مصر مستودع الحكايات ، فإن إبداع ” صلاح جاهين ” هو كل ذلك ، كان الوطن من الصعيد للريف للمدينة للحارة للباعة الجائلين ، للبيه والباشا ، والتلميذ ، والموظف ، والفلاح ، والمغنواتي .

ولإن ” صلاح جاهين ” كان واحداً من معالم مصر يدل عليها وتدل عليه كما قال ” محمود درويش ” … فإنه كتب في إحدى لحظات الفرح أجمل قصيدة عشق للوطن :

على إسم مصر التاريخ يقدر يقول ما يشاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
بأحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب
وبأحبها وهي مرمية جريحة حرب
بأحبها بعنف وبرقة وعلى إستحياء .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.