أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

أسامة فوزى أخر المخرجين المحترمين قليل من الآعمال كثير من التميز والإبداع

كتبت/سمية مجدي
ـ تتلمذ على يد عباقرة الإخراج فى مصر وأنتج واحدا من أهم افلام التسعينات .
ـ أحترم عقول الجماهير وخاطب عقولهم فظلت أعماله باقية.
ـ اثار ردود افعال واسعة بأفلامه واثار ضجة بقنبلة “بحب السيما”.
ـ سلوى خطاب وصفته بعد طلاقها منه بإنه واحدا من أهم المخرجين فى تاريخ مصر .
ــــــــــــــــــــــــــــ

الإنسان بصفة عامة والفنان بصفة خاصة لايمكن تفييمة والحكم علي ماقدم وفقا لعدد السنوات التى عاشها , فكم من رجال عاشوا فوق الآرض سنوات قد لاتتجاوز الآربعين اوالخمسين وودعوا عالمنا تاركين خلفهم أشياء كثيرة عظيمة وظلت سيرتهم وإنجازاتهم باقية بعد رحيلهم بعشرات بل وبمئات الآعوام .
وكم من فنانين “ممثلين ومطربين ومخرجين ومؤلفين وموسيقيين ” عاشوا سنوات طويلة وقدم كل منهم عشرات بل مئات الأعمال وحينما رحلوا لم يتذكرهم أحد لعدم قوة اوجدوى ماقدموا من أعمال ففشلوا فى الوصول لقلوب وعقول الجماهير على مر الآجيال.
فن راقى
وعلى الطرف الآخر هناك فنانين أخرين عاشوا سنوات قليلة مقارنة بما عاشها الآخرين , وأيضا قدموا أعمال أقل بكثير مما قدموه فقد مارسوا المهنة بحب وإحترام وحرصوا على مخاطبة العقول وليس الغرائز فلم يبحثوا عن المكاسب المادية ولم ينشغلوا بجذب المراهقين وأصحاب الثقافات التافهة والمتواضعة لشباك التذاكر اوترديد العبارة السخيفة “الجمهور عايز كده” بقدر ماسعوا لتقديم فن راقى محترم يعيش على مر السنين .
ـ وأمثلة هؤلاء الفنانين لاتعد ولاتحصى ليس من اليوم بينما منذ سنوات طويلة تعود لنشأت الفن العربى , ويعد أخرهم المخرج الكبير قيمة ومكانة وليس سنا أسامة فوزى الذى صدمنا جميعا بخبر وفاته يوم الثلاثاء الماضى دون أن يصل لسن الستين من عمره ولم نتمكن للآسف الشديد من اللحاق بتغطية نبأ رحيلة وتسليط الضوء على أعمالة ومشواره الفنى والإنسانى شديد الرقى والتميز لتزامن نبأ رحيلة مع صدور العدد الآخير لمجلتنا الكواكب .
اعمال خالدة
ـ فدائما وابدا كلما كان اسمه يذكر امامى او اطالع اخبار عن إستعداته لعمل جديد او أجلس لمشاهدة أحد الآعمال التى أخرجها أجدنى أتذكر على الفور مجموعة بعينها من المخرجين مثل كمال سليم وعاطف الطيب ورضوان الكاشف وغيرهم ممن قدموا أعمال قليلة خلال مشوارهم ” مع إختلاف المدارس الإخراجية لكل منهم ” والشئ الذى جمع بينهم جميعا إنهم ودعوا عالمنا بشكل مفاجئ وهم فى عمر الشباب اوأكثر قليلا ولكنهم ظلوا باقيين فى قلوبنا وعقولنا لحرصهم الشديد على إنتقاء موضوعاتهم وأحترامهم لعقول الجماهير فقد عشقوا الفن للفن ومن ثم عاشت أعمالهم وستظل تعيش اضعاف السنوات التى عاشوها هم .
مشوار حافل
فقد ولد مخرجنا الراحل أسامة فوزى فى يوم 19 مارس من عام 1961 وعشق الفن بصفة عامة والإخراج بصفة خاصة منذ نعومة أظافره فلم يكن يرى لنفسه طريقا سواه , ومابين سنة الميلاد وعام الرحيل فى بدايات عامنا هذا وهو فى الثامنة والخمسين من عمره رحلة طويلة وحافلة مع الفن الراقى المميز .
فقد تخرج من قسم اﻹخراج بالمعهد العالي للسينما فى منتصف الثمانينات , وينتمى بشكل اوبأخر لدفعة من المخرجين المميزين الذين اكتسبوا الخبرة الكبيرة على يد المخرج الكبير يوسف شاهين فيعد أحد تلاميذة , والملفت أن مشواره مع الفن بدأ قبل تخرجة بعدة سنوات وهو دون العشرين من عمره فعمل مساعدا لمجموعة من كبار مخرجى السبعينات والثمانينات مثل هنرى بركات وأشرف فهمى وحسين كمال ونيازى مصطفى .
ومن ابرز الآعمال التى عمل فيها كمساعد مخرج ” المشردان” عام 1983 , “الراقصة والطبال” و” ارجوك اعطنى هذا الدواء” و”المجهول” عام 1984 , “أيام فى الحلال” و”عسل الحب المر ـ دنيا الله” عام 1985 , “التوت والنبوت ” و”قفص الحريم” عام 1986 .
الآقزام قادمون
وفوجئنا جميعا بإختفاءة وإبتعادة عن الساحة قرابة الستة أعوام دون معرفة الآسباب حتى عاد مرة ثانية عام 1992 كمساعد مخرج أيضا فى فيلمى “الحب فى الثلاجة” و”الفاس فى الراس” , وفى عام 1993 كمساعد فى إخراج فيلمى “مرسيدس” ليسرى نصر الله و”ليه يابنفسج” مع رضوان الكاشف , ثم خاض تجربة الإنتاج الوحيدة له فى الفيلم المميز “الآقزام قامون” للمخرج الكبير شريف عرفة عام 1996 والذى يعد واحدا من ابرز وأهم افلام هذه الحقبة السينمائية .
ـ وشهد نفس العام قيامه بإخراج أول فيلم سينمائى له هو “عفاريت الآسفلت” تأليف مصطفى ذكرى وبطولة محمود حميدة وسلوى خطاب وجميل راتب وحسن حسنى وعدد كبير من الفنانين والفنانات ونال عنه جائزة التحكيم الخاصة في مهرجان لوكارنو.
ورغم هذا فاجئنا بالغياب ثلاثة أعوام كاملة حتى عاد بالفيلم المميز “جنة الشياطين” تأليف جورج امادو وبطولة محمود حميدة ولبلبة وعمرو واكد وسرى النجار وكارولين خليل .
بحب السيما
وعاد مرة ثانية للآبتعاد قرابة الخمسة أعوام حتى عاد عام 2004 بالفيلم الذى اثار جدل واسع “بحب السيما” تأليف هانى فوزى وبطولة محمود حميدة وليلى علوى ومنه شلبى وادوارد ويوسف عثمان فقد صنف بعدة ضمن قائمة المخرجين المثيرين للجدل .
وتوقعنا بعد هذا الفيلم والنجاح والجوائز التى حصدها إلى جانب حالة الغضب لدى غالبية المسيحيين فى مصر أن غيابة لن يطول مرة أخرى , إلا أن ماحدث هو أن غيابة تكرر من جديد حيث عاد بعد خمسة أعوام وللمرة الآخيرة بفيلم “بالآلوان الطبيعية” تأليف هانى فوزى وبطولة يسرا اللوزى وكريم قاسم وفرح يوسف وفريال يوسف ومنى هلا ومجموعة كبيرة من الشباب واثار ايضا ردود افعال كبيرة وقتها ثم عاد للغياب من جديد ولكن هذه المرة قرابة العشرة أعوام حتى ودع عالمنا .
زواج وحب
وعلى صعيد حياته الخاصة فقد أحب بشدة الفنانة سلوى خطاب وظل عائف الديانة حائلا بينهما مما دفعة لإشهار إسلامه ليتزوج منها ورغم إعترافه بإنها صاحبة اقوى قصة حب فى حياته إلا أن زواجهما لم يستمر سوى ثلاثة أعوام وحدث الإنفصال ورغم هذا حينما تم سؤالها عنه بعد سنوات من الطلاق وصفته بإنه فنان قوى وجيد جدا يعد رغم قلة أعماله من أهم المخرجين فى تاريخ السينما المصرية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.