أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

أسرار صادمة يكشفها الزعيم سعد زغلول فى مذكراته

كتبت/ روان رفاعي

من هو سعد زغلول؟
سعد زغلول هو واحد من أبرز الزعماء والشخصيات السياسية في مصر في القرن العشرين. ولد سعد زغلول في قرية إبيانة التابعة لمركز فوة في الغربية، المحافظة التي تحمل الاسم نفسه الآن، وكان والده رئيس مشيخة القرية. تعتبر تفاصيل ميلاده محل تضارب، حيث يشار إلى أنه ولد في يوليو 1857م أو يوليو 1858م، ولكن في سجلات شهادته التي حصل عليها في الحقوق، وُلِدَ في يونيو 1860م. وبعد وفاة والده وهو يبلغ من العمر خمس سنوات، نشأ سعد وشقيقه أحمد زغلول في بيئة ريفية مصرية كأيتام.

 إقالة سعد زغلول من وزارة التربية والتعليم 

في عام 1910، تم انتخاب زغلول عضوًا في البرلمان المصري، وتم تعيينه بعد ذلك وزيرًا للتربية والتعليم. ولكن تم إقالته من منصبه بسبب مطالبه بتحسين الظروف المعيشية للفلاحين والعمال والمدنيين الفقراء.

في عام 1919، اندلعت ثورة مصرية شهيرة تعرف باسم “ثورة 1919”. وقد بدأت الثورة كاحتجاج على إرسال القوات المصرية للقتال في الحرب العالمية الأولى بجانب الحلفاء. ولكن سرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى ثورة وطنية شاملة ضد الاستعمار البريطاني، الذي كان يحكم مصر في ذلك الوقت.

زغلول كان واحدًا من أبرز الشخصيات السياسية التي قادت الثورة. واعتقلت السلطات البريطانية زغلول وزملائه في الثورة ونقلتهم إلى جزيرة مالطا. ولكن تم الإفراج عنهم بعد عام واحد بسبب الضغط الدولي والاحتجاجات الداخلية.

استقبال جماهيري حافل بعد العوده من مالطا

بعد مغادرته جزيرة مالطا، عاد زغلول إلى مصر وتم استقباله بحفاوة كبيرة من قبل الجماهير. وقد أصبح زغلول أيقونة للحركة الوطنية المصرية والشخصية السياسية الأكثر شعبية في مصر.

 

بعد الثورة، تم تأسيس حزب وفد المصري الذي قاده زغلول. ونجح الحزب في الفوز في الانتخابات البرلمانية في عام 1924، وأصبح زغلول رئيسًا لمجلس الوزراء. ولكن تم إطاحته من منصبه بعد ذلك بسبب خلافات سياسية داخل الحزب.

توفي زغلول في 23 أغسطس 1927 بسبب نزيف دماغي. ولكن ترك إرثًا كبيرًا، حيث أصبح رمزًا للحرية والاستقلال في مصر والعالم العربي.

بداية ثورة 1919 :
بالنسبة لبداية ثورة 1919، فكانت الثورة الوطنية المصرية في عام 1919 محركًا للتغيير الكبير في مصر والتي قادها الزعيم الوطني سعد زغلول. وبدأت الثورة كاحتجاج على إرسال الجيش المصري للمشاركة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الحلفاء ضد الإمبراطورية الألمانية.

 

وبدأت الاحتجاجات في القاهرة في 9 مارس 1919، عندما خرج العديد من الطلاب والمحامين في مسيرة سلمية للإعراب عن رفضهم لإرسال الجيش المصري إلى الحرب. وبمرور الوقت، انضم المزيد من الفئات الاجتماعية، بما في ذلك الفلاحين والعمال والتجار، إلى الاحتجاجات.

 

وأعلنت الحكومة البريطانية الانتداب على مصر في 28 فبراير 1922 في اتفاقية مصر وبريطانيا. ولكن قبل ذلك بقليل، قاد سعد زغلول وفدًا مصريًا إلى لندن للمطالبة بالاستقلال والحرية، ولكنهم لم يحصلوا على استجابة إيجابية.

 

وأطلقت الحكومة البريطانية حملة قمع ضد الثورة، وخاصةً بعد انضمام الفلاحين إلى الاحتجاجات. وتم اعتقال زغلول وزملائه ونقلهم إلى جزيرة مالطا في 8 مارس 1919. ولكن تواصلت الاحتجاجات في مصر، وشارك فيها العديد من النساء والأطفال.

 

وفي 27 أبريل 1919، قامت الحكومة البريطانية بإطلاق سراح زغلول وزملائه ونقلهم إلى مصر. وكانت هذه خطوة هامة في الثورة، حيث قاد زغلول حركة الاستقلال والحرية في مصر.

الجمعة السوداء

وبعد الإفراج عن زغلول، أصبحت الاحتجاجات أكثر عنفًا، وخاصةً بعد مجزرة “الجمعة السوداء” في 15 أبريل 1920، عندما قتلت الشرطة البريطانية العديد من المتظاهرين في القاهرة. ولكن تواصلت الثورة وتم إنشاء حزب وفد المصري الذي قاده زغلول، والذي نجح في الفوز في الانتخابات البرلمانية في عام 1924.

وبالرغم من أن الثورة لم تحقق أهدافها بشكل كامل، إلا أنها كانت حاسمة في تأسيس الحركة الوطنية المصرية وبناء الوعي الوطني والسياسي في الشعب المصري. وتأثرت به.

الجدير بالذكر أنه ذكر في مذكراته التي كتبها في منفاه في مالطا أنه كان مدمنا علي لعب القمار وإدمان الخمور في فترة شبابه مما كان له التأثير المادي علي حياته فقام ببيع ممتلكاته منها عزبته في قرطسا في محافظة البحيرة مقابل اثني عشر ألفا لسداد ديونه وأصبح يقاوم تردده علي نوادي القمار ووصف المقامرين بالسفهاء والمجانين، وانقطع عنه انقطاعا تاما لانشغاله بالقضية المصرية فصار رمزا للثورة المصرية في 1919 مصرحا بأن الزعيم الحقيقي هو من تصنعه الجماهير.

هل سعد زغلول بطل صدفة؟
قاد سعد زغلول جمعًا من أعضاء الجمعية التشريعية وغيرهم في اجتماع لتشكيل وفد يسافر إلى باريس للمطالبة بإعلان استقلال مصر في مؤتمر السلام. عُقِدَ لقاءٌ بين سعد زغلول وعلي شعراوي وعبد العزيز فهمي مع السير ريجنالد وينجت في دار الحماية البريطانية بعد انتهاء الهدنة في 13 نوفمبر 1918، لكن دون أي نتائج تذكر. وفي الأثناء، اجتمع فريقٌ من أعضاء نادي المدارس العليا وطلبوا من مجموعة سعد زغلول تمثيلهم في المطالبة بالاستقلال. قابل سعد زغلول عمر طوسون للتوصل إلى توحيد صف الوفد، وقام الوفد بجمع توكيلات من المصريين لتمثيلهم في المؤتمر. وظهرت حركة آخرى من أعضاء الحزب الوطني لتشكيل وفد آخر، وحاول سعد زغلول توحيد الجهود مع عمر طوسون قبل انضمامه للوفد.

 

شرارة الثورة
والجدير بالذكر قام الوفد بجمع توقيعات للضغط على الإنجليز للسماح بسفرهم إلى باريس، وألقى سعد زغلول أول خطاب في الاجتماع الأول للوفد في 13 يناير 1919، وذلك في منزل حمد الباسل، حيث أعلن في هذا الخطاب أن الحماية باطلة بموجب القانون الدولي، ووضع مبادئ الدستور السياسي لمصر المستقلة، والتي تضمنت بقاء نظام الامتيازات الأجنبية بهدف كسب دعم الدول التي تتمتع بتلك الأمتيازات، حتى تتعاون مصر في مؤتمر السلام لنيل استقلالها.

 

وأيد حسين رشدي باشا رئيس الوزراء حينها وعدلي يكن وزير المعارف حركة التوكيلات، ولكن المعتمد البريطاني رفض السماح للوفد بالسفر، بحجة انشغال اللورد بلفور بمفاوضات الصلح لقرب انعقاد مؤتمر السلام. قدم الوزيران استقالتهما للسلطان فؤاد الأول في 2 ديسمبر 1918، ولم يقبل السلطان هذه الاستقالة، على أمل قبول عرض رشدي باشا بالسفر إلى لندن. وفي 21 يناير 1919، سافر المعتمد البريطاني السير ونجت إلى لندن في محاولة لإقناع حكومته بالسماح للوزيرين بالسفر، لكن الحكومة البريطانية رفضت ذلك.

تراجعت السلطات الأنجليزية فيما بعد، وسمحت للوزيرين بالسفر إلى لندن دون غيرهم، لكن رشدي باشا أصر على طلبه بالسماح للمصريين الآخرين بالسفر إلى أوروبا، ولكن الأنجليز رفضوا ذلك، مما أدى إلى قبول السلطان للاستقالة في مارس 1919.

وما حدث بعد ذلك كان متوقعا فتم إلقاء القبض علي سعد وزملائه ونفيهم إلى جزيرة مالطا ولكن ماحدث في أعقاب هذا كان مؤثرا فقد حول نهر الهتاف الوطني مسيرته من الهتافات باسقاط الحماية وجلاء المستعمر البريطاني إلي “سعد سعد يحيا سعد! ” فأصبح سعد زغلول بطلا قوميا بين عشية وضحاها والهتافات بإسمه يرددها المتظاهرون مطالبين برجوعه لمصر سالما وكانت هذه هي القوة التي غلبت شجاعة الإنجليز والمقصود هنا بأن القوة في الحق والتحالف الوطني هو أحد أهم عوامل صمود الأمة وتماسكها عبر العصور في وجه كل المعتدين.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.