أسرار ورجال فى حياة سمراء النيل “مديحة يسري” بقلم أحمد علي

أسرار ورجال فى حياة سمراء النيل “مديحة يسري” أحدي نجمات زمن الفن الجميل في الفن المصري، التي قدمت عشرات الأعمال الفنية السينمائية والتلفزيونية والاذاعيةأسرار ورجال فى حياة سمراء النيل “مديحة يسري” أحدي نجمات زمن الفن الجميل في الفن المصري، التي قدمت عشرات الأعمال الفنية السينمائية والتلفزيونية والاذاعية، وتنوعت أعمالها ما بين الكوميدى والتراجيدى، وصنفت كأجمل واحدة من نساء العالم، وفي حياتها رجال واسرار نكشفها لك عزيزي القارئ في هذا المثال. 

مولد مديحة يسري وأسرار من حياتها

 ولدت الفنانة الجميلة مديحة يسري فى 3 ديسمبر من عام 1919، وهي احدي أشهر النجمات فى تاريخ السينما المصرية، وقدمت العديد من الأدوار، وعن حياتها الخاصة فكان بها عدد من الرجال الذين أثروا فى حياتها ومسيرتها بشكل عام،وككل نجوم الفن ، كان في حياة النجمة الكبيرة مديحة يسري،زيجات وأسرار، لا يعرف عنها الكثير من محبيها.

أسرار زواج مديحة يسري ومحمد امين

من أجل السينما وتحقيق حلمها في الشهرة والنجوميةوافقت الفنانة مديحة يسري، على أول عرض بالزواج قدم لها من الملحن والمطرب “محمد أمين” الذي عرض عليها الزواج أثناء تصويرها فيلم “ممنوع الحب” عام 1942 من بطولة الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، كانت مديحة يسري ومحمد امين يؤديان أدوار بسيطة داخل الفيلم، فأعجب بها محمد أمين وقرر الارتباط بها،وعرض عليها الزواج،من أجل عشقها للسينما والاستمرار في طريق الفن،وافقت مديحة يسري على عرض الزواج للهروب من سيطرة والدها الذي كان يرفض عملها في التمثيل، وفرض عليها قيودا كبيرة.

سر حب مديحة يسري ومحمد امين تكشفه ام كلثوم

 لعبت كوكب الشرق أم كلثوم دور في تطور علاقة مديحة يسري وتتويجها بالزواج السعيد، حيث قال أمين في حوار له: “إنه جاء إلى القاهرة على أن يرى مديحة ليستمتع بجمالها الأخاذ، وفي27 سبتمبر عام 1942 وأثناء احتفالها بعيد ميلادها في منزل مصطفى القشاش رئيس تحرير مجلة الصباح حضرت أم كلثوم وزينب صدقي ومديحة”،وسألتهم “أم كلثوم” بطريقتها الطريفة: “قصة حبكما تملأ البلد، لماذا لا تتزوجان؟ فضحك الثنائي وفي اليوم التالي قررا العمل بنصيحة أم كلثوم وتم زواجهما”.

وبعد أربعة أعوام من الزواج طلبت مديحة يسري الطلاق، بعدما أكتشفت،غير سعيدة في حياتها مع محمد أمين ولا توجد داخلها مشاعر حب ناحيته، كما أن حبًا آخر بدأ ينمو في حياتها،وشاركت مديحة يسري محمد امين في بطولة وإنتاج عدد من الأفلام، أبرزها “تحيا الستات”، وهو صاحب الفضل في إطلاق عليها لقب “سمراء النيل.

 

أسرار زواج مديحة يسري من الوسيم أحمد سالم

خلال أستضافتها في أحد اللقاءات التليفزيونية،قالت النجمة الجميلة مديحة يسري،أن أحمد سالم هو الوحيد بين أزواجها الذي لم يخنها، كما اعترفت أنها أحبته كثيرا، وكان احمد سالم متعدد المواهب حيث كان من الفنانيين الأوائل في السينما المصرية، وهو أول اذاعي نطق بعبارة “هنا القاهرة”،بالاضافة الي عمله ممثلا، مخرجا، ومنتجا، وطيارا

كل هذه المواهب بلاضافة الي وسامته،جذبت النجمة السمراء مديحة يسري لتقع في غرام الشاب الوسيم أحمد سالم، فبعدما شاركته بطولة فيلم “رجل المستقبل” تزوجا عام 1946، وأحبها احمد سالم كثيرًا، وقالت عنه أنه كان رقيقًا حنونًا للغاية، وفي يوم 10 سبتمبر 1949، وبعد زواج استمر 3 سنوات، رحل المخرج الكبير بعد تعرضه لآلام مفاجئة، نقل على إثرها للمستشفى، ليجري عملية “الزائدة الدودية”، غير أن انتكاسة حدثت له بسبب جرح قديم من رصاصة في صدره، ورحل عن عالمنا عن عمر يناهز 39 عامًا.

مديحة يسري والزواج من محمد فوي

تعتبر هذه الزيجة هي الأشهر، فقد كونا وقتها ثنائيا فنيا، أثمر عن عدة أعمال، وبعد عدة سنوات انفصلا، وكانت هذه الزيجة قد أثمرت عن ابنها الوحيد “عمرو” الذي رحل في حادث سيارة.

محمد فوزى التقى مديحة يسرى للمرة الأولى فى فيلم (قبلة فى لبنان) من إخراج أحمد بدرخان ،كان محمد فوزي فى الثالثة والثلاثين من عمره، ولديه ثلاثة أبناء من زوجته الأولى، بينما كانت مديحة يسري فى الثلاثين من عمرها، ولها تجربتان سابقتان فى الزواج من الفنانين محمد أمين وأحمد سالم دون أن يمنحها الله الأبناء”.

وفي حوار صحفي لمجلة الكواكب نشر فى 24 مارس 1959 ، قالت الفنانة الراحلة الجميلة مديحة يسري عن بداية تعارفها بمحمد فوزى : ” لا أستطيع أن أحدد بالضبط أين التقيت بالمطرب محمد فوزى لأول مرة”،لكن عادت بعد ذلك فى كل حواراتها ومن بينها ما نشرته مجلة نصف الدنيا فى 14 مارس 2004 لتشير إلى أن لقاءها الأول بمحمد فوزى كان عام 1945.

اما زوجها الفنان محمد فوزى ، قال فى حوار الكواكب السابق، مقاطعا زوجته فى ذلك الوقت، أذكر أننى بعد مقابلتى الأولى لمديحة بخمس دقائق قبلتها قبلة حارة فى فيلم (قبلة فى لبنان) ويا لها من قبلة لا تعوض.

 تم الزواج بين محمد فوزى ومديحة يسرى في عام 1951، وأقاما بشقة بسيطة فى عمارة إيموبيليا بوسط القاهرة التى تحولت بعد عدة سنوات لتكون مقرا لشركة أفلام محمد فوزى إثر انتقال الزوجين لشقة أنيقة بعمارة السعوديين بالعجوزة عام 1954.

وسارت الحياة بالزوجين هادئة يملؤها الحب والتفاهم والعمل الفني ،حيث أصبحا شريكين فنيين أيضا،وتمكنت مديحة يسرى من السيطرة على اسراف زوجها محمد فوزى، واساسا معا فيلتهما الشهيرة على ترعة المنصورية بالهرم،وانتقلا للإقامة بها عام 1956، كما أنجبت له مرتين، الأولى ابنة اطلقت عليها اسم “وفاء” سنة 1953،لكنها ولدت غير مكتملة النمو وتعانى انسدادا فى الشرايين وماتت بعد ذلك، ثم أنجبت له ابنهما الثانى عمرو الذى تخرج فى كلية السياحة والفنادق وأصبح بطل مصر فى الكاراتيه قبل أن يغيبه الموت هو الآخر فى 1982 في حادث سيارة عن سبعة وعشرين عاما.

طلاق محمد فوزى ومديحة يسري 

رغم الحب الكبير بينهم لكن،وقع الطلاق بين محمد فوزى ومديحة يسرى فى عام 1959، وفي جميع حواراته الصحفية او الاذاعية، لم يكشف او يتحدث و لو لمرة واحدة عن سبب طلاقة من مديحة، رافضا الدخول إلى هذه المنطقة الخاصة من حياته، مكتفيا بالقول إنها سيدة عظيمة وأم ابنه وشريكته فى النجاح وأن الزواج قسمة ونصيب، وإرادة الله قضت بالتوقف عند هذا الحد.

أما مديحة يسرى فبعد سنوات من رحيل فوزى بدأت تفصح دون الدخول فى التفاصيل عن أسباب هذا الطلاق، فقالت لمجلة نصف الدنيا إن سبب الطلاق كان خطأ لم يتمكن محمد فوزى من مواجهتها أو النقاش معها.

وفى عام 2014 كشفت مديحة يسري عن سبب طلبها الانفصال عن محمد فوزي في حوار لمجلة الكواكب، حيث قالت”إن الطلاق تم بناء على رغبتها بعد أن شعرت بجرح عميق فى كرامتهاإثر دخول امرأة أخرى فى حياته،فأحست بأنه أمسك بسكين وذبحها، على حد وصفها.

لكن الكاتب الصحفى جليل البندارى ذكر سبب لطلاق مديحة يسري،هو الخلافات مع أطفال محمد فوزى من زوجته الأولى،بالاضافة الي الغيرة وثالثا لأن فوزى كان “حمش” إلى أقصى درجة، وخلاقه تشبه أخلاق الفتوات.

وعندما سئلت مديحة يسرى قبل سنوات من رحيلها عن تجربة زواجها من محمد فوزى قالت إنها كانت أنجح زيجاتها الأربعة، رغم أنها انتهت بالانفصال،وحدث الطلاق بين مديحة يسري ومحمد فوزي بعد زواج استمر 10 سنوات، لكن الصداقتة بينهم استمرت ولم تتأثر بالانفصال، ووقفت إلى جواره فى محنة تأميم ثورة يوليو لشركته وإصابته بالمرض، وكانت تزوره حتى آخر أيام حياته، وحزنت بشكل كبير عندما توفي.

 

قصة حب الاديب عباس العقاد للجميلة مديحة يسرى

إعلان نشر في احدي المجلات الفنية سنة 1939 كتب فيه “الاسم هنومة خليل حبيب علي.. من مواليد 3 ديسمبر العام 1921، تلميذة بمدرسة التطريز بشبرا.. مؤهلها الدراسي شهادة الابتدائية.. تهوى التمثيل”، مرفق بالاعلان صورة لفتاة سمراء جميلة الملامح، وبالصدفة قرأ لأديب المصري الكبير محمود عباس العقاد هذا الإعلان،وجذبته صورة الفتاة وملامحها، ولفت انتباهه جمالها الهادئ، وابتسامتها الساحرة، ولم تفارق عيناه، ولمدة أسبوع كامل، بقيت صورة الفتاة السمراء في ذاكرة الاديب العقاد، تطارده في أحلامه، فقرر أن يبحث عنها وكلف أحد أصدقائه بالذهاب لمدرسة التطريز بشبرا للبحث عنها وعن عنوانها.

عرف بطلب الأديب الكبير أحد أصدقائه ، واخبره ان الفتاة هنومة هي صديقة شقيقته، فكانت سعادة العقاد كبيرة بهذا الخبر، وطلب منه دعوة شقيقته وصديقتها حنونة لندوته الأسبوعية بمنزله يوم الجمعة والذي يتردد عليه تلاميذه ومحبوه.

كان الأديب عباس العقاد في ذلك الوقت قد تجاوز عمره الخمسين بقليل، وكانت الفتاة الصغيرة الجميلة قد تجاوزت العام الثامن عشر لها، وجاءت لمنزل العقاد، وحدث لها نوع من الصدمة والذهول من هول ما شاهدته.

ويحكي الكاتب الصحفي الكبير الراحل مصطفى أمين، عن هذه الواقعة،إن هنومة وافقت علي دعوة الاديب عباس العقاد، وحضرت الي منزله،فانبهرت بآلاف الكتب التي تغطي جدران منزل العقاد، وبكبار الصحافيين والكتاب الذي يجلسون بجانبه، وفور دخولها صافحها العقاد وأجلسها بجواره، وهنا شعرت الفتاة أنها تجلس بجانب شخصية عظيمة، وكان يبدو أنها لم تكن تعرفه، أو تقرأ له من قبل، ولاحظ العقاد ذلك، فسألها بذكاء عن الكتب التي قرأتها، فلم تجب بل ردت على سؤاله بابتسامة فهم منها العقاد أنها لم تقرأ شيئاً.

ويكمل مصطفى أمين قائلاً: “هنا قرر الأديب الراحل أن يتبناها فكرياً وثقافياً، وأنشأ لها في منزله مكتبة كي تقرأ من كتبها، ويكون هو معلمها الوحيد، وبعد لقاءات بينهما تولدت قصة حب قوية وعميقة ولكن من جانب واحد، وهو الأستاذ والأديب الراحل، أما هنومة فقد شعرت أن الأستاذ يريد أن يسجنها في عالمه الخاص، ويرفعها لمستواه، لكنها كانت ترغب في العمل بالسينما وهو الطموح الذي من أجله تقدمت بصورتها لنشرها في المجلة الفنية التي وقعت عينا العقاد عليها.”

شعرت هنومة بحصار الأستاذ لها، فقد أصبح ومن خلال أصدقائه ومحبيه يراقب كل تحركاتها وخطواتها، لكنها مع الوقت بدأت تضيق بهذا، كانت تشعر أن العقاد هو أحد النجوم في السماء، وأنها مازالت على الأرض، والفارق بينهما في كل شيء كبير، وأنه قد يعيقها عن تحقيق طموحها بالعمل بالسينما.

وفي احد الايام طلب والد هنومة منها أن تأتي إليه لمقابلته في محل حلواني شهير، وذهبت إلى هناك لتجد العقاد بجوار والدها، ذهلت من ذلك، وعلمت أن الأديب الكبير يعرف عنها وعن أسرتها كل شيء، وأن ما يفعله معها هو حب أقرب إلى العشق. 

ويعلق الكاتب الكبير مصطفى أمين، ان هنومة كانت تشعر اتجاه الكاتب الكبير عباس العقاد باحترام شديد، ولكنها لم تحبه، ولذلك فكرت أن تهرب منه ومن السجن الذي يريد العقاد وضعها فيه، والذي يحد رغبتها في الانطلاق نحو الفن حلمها الدائم.

وعندما تأكد الاديب عباس العقاد ان الفتاة الجميلة لا تبادله مشاعر الحب،طلب من صديقه الرسام صلاح طاهر أن يرسم له صورة قطعة كبيرة من الحلوى يحيط بها الذباب من كل جانب، ونفذ الرسام الكبير لصديقه ما أراد، وكانت هذه الحلوى هي مديحة يسري، وظلت الصورة معلقة فوق سرير العقاد في غرفة نومه حتى توفي.

ثم انحصرت علاقة مديحة يسري بالاديب الراحل عباس العقاد في إطار الصداقة فقط، فلم يتزوج الأديب الكبير، بينما تزوجت مديحة يسري اربع مرات،وقيل أيضًا أن الشاعر عبد المنعم السباعي كان يحبها كثيرًا ويقدرها، وكتب فيها قصيدة “أروح لمين” التى قامت بغنائها أم كلثوم.

 

الشيخ سلامة الراضي آخر ازواج مديحة يسري

تزوجت من الشيخ سلامة الراضي مؤسس الطريقة الشاذلية ، وهي الزيجة الوحيدة التي كانت من خارج الوسط الفني،وتعود قصتها معه إلى أنها كانت تتردد مع شقيقتها وزوجها على منزله في المناسبات الدينية، وتوطدت علاقتها به، حتى فاجأها ذات مرة بطلب الزواج.

ووافقت مديحة يسري علي الزواج من الشيخ سلامة الراضي،وعاشت معه أكثر من ثلاث سنوات معه، وكان دومًا يناديها بـ”الهانم”، بينما حرصت خلال فترة زواجهما على التركيز في حياتها الزوجية ورعاية ابنها عمرو فوزي، لكن هذه السعادة لم يكتب لها الاستمرار طويلًا، بعدما علمت من إحدى صديقاتها بخبر عودة الشيخ سلامة إلى زوجته الأولى.

مديحة يسري تكشف خيانة ازواجها

  في مقابلة تلفزيونية على القناة الفضائية المصرية قبل ثماني سنوات ، كشفت الفنانة الجميلة مديحة يسري،أن أزواجها أقدموا على خيانتها، وأن ذلك هو سبب انفصالها عنهم، مشيرة إلى أن إيمانها بالله سبحانه وتعالى صبّرها على وفاة ابنها مبكرا، وتأميم كل أموالها الخاصة.

 

وقالت مديحة: “لا أحب الرجال الذين تزوجتهم، لأنهم خانوني، ولم أفكر فيهم أبدا بعد الانفصال، خاصة بعدما اكتشفت حقيقتهم وضبطتهم متلبسين بالخيانة”.

وأضافت “أزواجي طلبوا مني الانفصال في هدوء، لأنهم فشلوا في مواجهتي”، مشيرة إلى أن أزواجها كانوا يستغلون أسفارها الكثيرة لحضور المهرجانات في الخارج ويخططون لخيانتها”.

وفاة مديحة يسري

ورحلت النجمة الكبيرة عن عالمنا يوم 30 مايو، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 97 عاما، كما أنها شاركت فى العديد من الأفلام التى اقترب عددها من 90 فيلمًا، وكانت علامات فارقة فى تاريخ السينما، بسبب تجسيدها المستمر لدور المدافعة عن حقوق المرأة.