أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

أنا ضعيف سمع ولكن من حقي أن أعيش..

أنا ضعيف سمع ولكن من حقي أن أعيش...

كتبت /زينب النجار

ضجيج حركات كثيرة لا تفهم.. أصوات عالية تعلو دون سماعها… لحظات تدريجية حزينة مؤلمة نعيشها نحن مجتمع ضعاف السمع، معاناتنا في مجتمعنا جحيم يسوده السكون، عدم فهم الكلمات، صعوبة في ألتقاط الأصوات..

عالمنا ليس بعيد عنكم ولكنه عالم غامض مثير جميل يجهله الكثيرون منكم ، نعيش به بعيد عنكم بسبب نظراتكم لنا، التى تجعلنا نخلق العزلة والوحدة ؛ فأنتم المسئولؤن عن عزلتنا وعدم دمجنا في مجتمعكم المريض الذي تخلقوا منه ألقاب لمناداتنا بها كما يحلو لكم….

فنحن لنا أحلام وطموحات نستطيع أن نعبر عن أفراحنا وأحزاننا ونستطيع أن نكون سعداء في أي وقت.

فقد خلقنا الله تعالى لحكمة لا يعلمها إلا هو، حرمنا من نعمة السمع ؛ لكن أعطانا نعم عديدة، فقدراتنا تفوق قدراتكم في الصبر والإخلاص والقوة والتحمل .

وبعضنا أستطاع بالعلم والعمل والصبر والأجتهاد والإرادة
أن يمثل الوطن على المستوى العربي والدولي، ونالوا أفضل الشهادات والمراكز العليا والمتقدمة في الأختراع والمحاماة والطب والهندسة والعلم والصحافة والفنون والحسابات والسياحة والرسم والديكور والأنشطة الرياضية..

فنحن ناجحون بدونكم مجتهدون صابرون
نحن نعيش ونضحك ونمشي ونعمل ونلعب ونجتهد ؛ ورغم ذلك نعاني من الوحدة والعزلة…

نضحك ونتحدث ونكتفي بالنظر فقط، دون معرفة لماذا تضحكون؟

وعلى أي شئ تتهمسون!

فهذا سبب عزلتنا عنكم
لأنكم أنتم المجتمع المعاق المريض وليس ضعاف السمع.

فنحن ضعاف السمع أصحاب “الأعاقة المظلومة”

نواجه الكثير من المشاكل بداية بمجتمعكم ، والتعليم والتوظيف والمصالح الحكومية….

من حقنا أن نطالب بحقوقنا ومطلباتنا الإجتماعية.

ومنها التعليم والعلم ، لماذا نواجه الكثير من المعوقات، لماذا ينظر المعلمون والطلاب نظرة غريبة تشعرنا بعدم الثقة والأنطواء وكلمات قاتلة محبطة ،

المزيد من المشاركات

“الفى ذراع”: أنغام الروح فى مسرح الحياة

فالتعليم حق مكفول لنا فنحن مواطنيين نعيش معكم ولنا حقوق مثلكم في العلم والتدريس، فلابد أن تكون المؤسسات التعليمية والجامعات بيئة إجتماعية لفاقدي السمع على وجه الخصوص، فلابد من تقديم المساعدة والأهتمام والإرشاد والتوجيه السليم،

أين ذهب دور الأخصائي الأجتماعي في مدارسنا، الذي من واجبه رعايتنا وحل مشكلات التنمر والإحباط ؛ أين حق رعايتنا فهي مطلباً إنسانياً، قبل أن تكون اجتماعياً.
لماذا لم يتم العمل على أحداث تغيير جذري في حياة ضعاف السمع ومساعدتهم ..

فنحن نعيش مأساة حقيقية تزداد معها معاناتنا، عند محاولة الحصول على خدمات المصالح الحكومية..
فليس لدينا موظفين مؤهلين لمساعدتنا والعمل على إنهاء الإجراءات اللازمة لنا بدون تعصب أو تذمر لعدم سماعنا لهم وسط ضجيج المؤسسات والموظفين ولا مراعاة بإن الأجهزة السمعية بطيئة جداَ وبها شوشرة مع ضغط الأزدحام والضجيج …

كما أننا نواجه مشاكل في المستشفيات وأجهزة السماعات والقواقع، فإذا استعنا بالتأمين الصحي لم نجد الصيانة الشاملة ولا قطع الغيار، فهذا يجبرنا أن نتعامل مع شركات خاصة باهظة الثمن؛.

وأطباء ماديون جداَ ، وقد تصادفنا شركات سيئة السمعة، كما أن عمليات زراعة القوقعة مكلفة، ولا تقتصر على العملية فقط، فهي تشمل الصيانة وقطع الغيار والبطارية والكابل والمكروفون،.

بالإضافة إلى جلسات التخاطب التي تعد أهم مرحلة بعد العملية، وبدونها لم يستطيع زارع القوقعه السماع، وهذا كله مكلف مادياً ونفسياً.

كما أن بعض الأجهزة تتعرض للتلف السريع، وتحتاج كل فترة إلى تحديث وصيانة دورية وقد نضطر إلى شراءها، وأن معظم أجهزة السماعات مكلفة للغاية قد تصل إلى ٤٠ و٥٠ ألف ثمن السماعة الخارجية الواحدة فقط، والمتوسطة من ٧٠٠٠ إلي ١٠٠٠٠ألاف جنيه..

غير أن عملية زراعة القوقعة بمبالغ وهمية والكثير منا من الفئات البسيطة والمتوسطة والفقيرة جداً.

فهذه تمثل أزمة تصل إلى تدهور حالناً ونفسيتناً ، فلماذا لم تنظروا لكل هذه المعاناة التي تواجه مجتمع ضعاف السمع، فنحن في معاناة كبيرة لا أحد يعلم عنها شئ ولا يحس بنا.

فكل ما نحصل عليه تنمر وتفرقة وتعنت دائم من موظفي التعليم والمستشفيات والهيئات والمؤسسات الأجتماعية وبعض الأهالي والأصدقاء ..

ولكننا رغم كل هذه المشكلات والصدمات ، لم نيأس ولا نشعر بأي نقص ، فلدينا عقل وقوة صبر وتحمل…

والأهم من ذلك قلب سليم وبشاشة روح ونقاء، وهي كافية لكي يعيش أي إنسان مناً حياة هانئة جميلة ..

لكن كل ما نطلبه حقوقنا فقط لاغير ؛ وأن نعيش في مجتمع عاقل سليم القلب ولديه أنسانية
وتقبلنا كما نحن بضعف سماعنا وبنقاء قلوبنا الجميلة ؛

والدعوة إلى إندماجنا بالكامل في الحياة وسوق العمل والتعليم، وعدم شعورنا أننا بعيد عن عالمكم، فنحن بشر مثلكم ولنا الحق في الحياة، فنحن ليس عبء علي أحد ومن حقنا أن نعيش ..

فما لنا ذنب في خلقناً هكذا
فهذا قدرنا، فليس بيدينا نغير ما كتبه الله لنا….

فرفقاً بنا…..
أننا مجتمع ضعاف السمع…

أنا ضعيف سمع ولكن من حقي أن أعيش..

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.