أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

أنماط تربية مرفوضة بقلم د. سلوى سليمان

المزيد من المشاركات

فوائد زيت الكمون المدهشة لشعر صحي وناعم

أنماط تربية مرفوضة …
بقلم د/سلوى سليمان

أطفالنا أمانة في أعناقنا ، علينا حق رعايتهم والعناية بهم عناية كاملة متكاملة، وتتطلب مسؤولية هذه العناية أن نهتم إهتمام بالغ بسبل التربية التي تشبع احتياجاتهم، وتنمي قدراتهم، وتخلق منهم أطفال اليوم ، وآباء ، وأمهات المستقبل ..
لذلك يجب أن نحترس ! ولا نستخدم نمط التربية السلبي الذي يقتل كل شئ جميل في الأطفال ،ويخلق منهم شخصيات غير سوية؛ فذلك النمط من التربية
يحوي في طياته تدميرا لكيانهم ! وهنا بعض المواقف التي تحاكي هذا النمط المرفوض تربويا وإنسانيا :
– طفل دخل على أمه مقهورا يشتكي لها أنه وقع عليه الضرب من أحد زملائه، وكان رد الأم :أنت السبب، أكيد غلطت في شئ جعله يضربك .. النتيجة مستقبلا سيكون انسان يعاني من جلد الذات ! في حين من المفترض أن تدع الأم له الفرصة كي يشرح لها الموقف بصدق، وتوضح له خطأ كل منهما ؛فهذا يعود الطفل على البوح بما يحدث له؛ فلا يشعر بالإهمال ،وبالتالي لا يكتم ما يعاني منه .
– وهنا أب يعاقب ابنه بحرمانه من اللعب، وعندما سأله عن ماذا فعل كي يُعاقب ؟! لم يخبره ،وتركه هكذا بدون لعب حتى يعرف السبب من نفسه..
مما سيؤدي ذلك أن يصاب بفرط التفكير، في حين أنه من الافضل أن يوضح له خطأه بهدوء ،وأنه معاقب لهذا الخطأ وأن عليه أن يعتزر وأن لا يكرر ذلك.
-أما عن طفل يشعر بالحزن ، وعند سؤاله عن ما يحزنه مجرد أنه قال أنا زعلان .. الرد خذ كل الحلوى هذه ولا تزعل نفسك ، النتيجة رجل مصاب بالشراهة المصاحبة لمشاعر الحزن ..
فلو كان كلف نفسه، وسأله عن سبب شعوره بالضيق هل بسبب المدرسة؟ أم بسبب أحد المعلمين ؟هل ضايقه أحد من زملاؤه ؟ويظل يبحث معه عن السبب حتى يشعر بالراحة …
– وذلك طفل يرتمي في حضن أمه باكيًا بحرقة؟ فسألته ماذا بك ؟
يجيب أنه خُبطّ في المنضدة .. وتقوم الأم كحال أمهات كثيرات
بضرب المنضدة، وتقول لها لماذا فعلتي ذلك؟ خلاص يا حبيبي ضربتها ..!
هنا سيمارس الإسقاط مستقبلا ، وسيكون دائم اللوم على الآخرين ، ويتبنى دور الضحية ..
في حين أنه يجب أن تقول له لا تبكي لأنك لم تكن حريص بالدرجة الكافية .
-وهذا طفل يتعرض للتنمر من زملائه ويشتكي لوالده ، فيكون رده ،معلش …
قطعا سيكون في المستقبل انطوائي أو مصاب برهاب اجتماعي؛ لأنه من الصح أن يخاطب الأب المدرسة عن الأمر دون علم الطفل من منطلق أن التنمر يؤثر على شخصية الطفل مدى حياته إلى جانب محاولة تقوية شخصيته بعمل الرياضة، والذهاب للتسوق مع والده وايضا المسجد والنادي والمكتبات العامة .
– أما عن حال أم تشجع ابنها على سلوكه الجيد ، وتقول له كن مؤدبا كي أحبك !!! هذا التصرف يخلق طفل يتخلى عن مبادئة مقابل أن يجد قبولا من المجتمع. في حين أن الحب ،وخاصة حب الأم لا يجب أن يكون مشروطا ؛فهى تحبه مهما فعل صواب أو خطأ ، لجعله صريح وجريئ يتصرف حسب فهمه وليس كما يملي عليه الآخرون .
– وهنا أب صارم ، يخبر طفله دائما لا تفعل أي شئ ولو بسيط دون اذني .. فقد دمر هذا الأب ابنه؛ لأنه خلق منه شخص منقاد ،فلا ذنب لهذا الطفل في ترهيبة وتخويفه، وتحويله إلى شخص سلبي ضعيف الشخصية .
اخيرا…. اولادنا ولدوا في زمان غير زماننا فليس لهم ذنب أن نُذيقهم معاناتنا في الماضي ، ونورث لهم قسوة ظروفنا التي تربينا عليها، فقد خلقوا لمستقبل يستحق أن يكونو أسوياء من أجله ….

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.