أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

أهمية مظاهر الحب الشرعية والطبية

*أهمية مظاهر الحب الشرعية والطبية6

 

بقلم: د. رحاب أبو العزم*
*القُبلة في السنة النبوية الشريفة*
ذكرتُ سابقًا ضرورة الاعتراف بالحب، وأهمية الصدق والشفافية في التعريف بالشخصية للطرف الآخر، حتى يستقر الطرفان في بيت واحد ويهنأ كل منهما بالآخر. يأتي الحديث عن أهمية إبداء وإظهار الحب للطرف الآخر طالما كُتب بينهما مع الأهل ذلك الميثاق الغليظ الذي عظمه كتاب الله. تمر العلاقات بين الزوجين بمحنى يتصاعد بفضل التفاهم والمصداقية والاحترام والحب، وقد ينزل المنحنى وتتساقط نقاطه وهذا أمر طبيعي بيد أنه من الواجب على الزوجين الإمساك بزمام الأمور والمسارعة لوقف النزول والاتجاه بالمنحنى نحو الصعود، وتعد القُبلة من أولى وأهم الخطوات للتصالح بين الزوجين؛ لأنها تحقق لهما المتعة الحلال، وتوصلهم للعفاف حيث هناء القلب وراحة البدن. ولقد ورد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبَّل السيدة عائشة، وقبَّل السيدة أم سلمة، وقبَّل السيدة صفية، بل كان يمر على أزواجه بعد العصر فيقترب ويُقبِّل حتى يصل إلى صاحبة النوبة فينام عندها. وتُعد القُبلة وسيلة مهمة لخلق البساطة والمرونة والأريحية بين الزوجين وزوال الكُلفة بينهما، ومن ثم تحقق العِفة للزوجين حيث تعتبر من أهم مظاهر التقديم للجِماع، وبهما يتحقق المقصود الشرعي المهم للنكاح وهو العفة والطمأنينة النفسية، وإن شاخت القلوب وطاف عليها طيف البرود العاطفي فبالإمكان استمرار القبلة بنية إحياء السنة النبوية الشريفة لتعود بالقلوب إلى تأجج المشاعر.
*الأهمية الطبية للقُبلة*
يقوم الدماغ أثناء القُبلة بانتاج نسبة أقل من هرمون الإجهاد”الكورتيزول”، ويقوم بزيادة مستويات السيروتونين مما يهيء البدن للاسترخاء وخفض نسبة القلق والمشقة. ويقوم بإفرارز هرمون الدوبامين مما يحسن الحالة المزاجية للطرفين. ويؤكد الباحثون العلميون أن التقبيل يزيد من اللعاب الذي يعيد للأسنان دهونها التي تحميها من الهجمات الحمضية، والتخلص من البكتيريا الضارة. وسبحان من خلق فسوى؛ فلا يوجد شخصان يمتلكان نفس تركيبة الجراثيم الفموية؛ لذا فإن تبادل اللعاب لمدة 10ثوان مع شخص آخر يمكن أن يدخل بكتيريا جديدة إلى الجسم تعيش تريليونات في داخل أجسامنا، وتعرف مجتمعة باسم الميكروبيوم المتنوع الذي يساعد في تنظيم جهاز المناعة والحماية من الجراثيم الضارة. وقد يقلل التقبيل حساسية الأنف والجلد حيث يقلل من إفراز الجسم المضاد المسبب للحساسية. ويعمل التقليل على توسيع الأوعية الموجودة في الشفتين مما يعمل على خفض مستوى الكورتيزول في الدم فينخفض معدل ضغط الدم المرتفع. إن القبلة بين الزوجين تعطي معلومات عن حالة ومستقبل العلاقة بينهما، وتتبادل معلومات عن طريق الشم، ومعلومات عن طريق اللمس، ومعلومات عن حالة البدن لتتفق حالة الطرفين بعد غضب ما؛ لأن الشفاه تمتلك أرق وأنحف طبقة جلدية في الجسد، وتمتلك عددًا كبيرًا من الخلايا الحسية لذلك فهي ترسل إشارات عصبية للدماغ لتحفيز المشاعر المبهجة أثناء عملية التقبيل. إن بين القُبلة والجماع مراحل رائعة إن استشعرها الزوجان، وكم من بيوت كادت أن تُهدم بسبب برود المشاعر تجاه القبلة والجماع وما بينهما؛ فصارت كأنها اعتياد ميكانيكي وليس اعتياد قلبي، وكم من زوجين صعدت سعادتهما إلى السماء بسبب الإحساس بطعم القبلة ولذة الجماع ودفء الأحضان التي بينهما؛ ولذا أكدت السنة النبوية الشريفة أهمية طريق النكاح فقال صلى الله عليه وسلم “لم يُر للمتحابين مثل النكاح”. فإن قُدِر أن يقع بين رجل وامرأة محبة؛ فإن أكبر ما يدفع الفتنة والفاحشة بينهما أن يتزوجها؛ لأنه سوف يبقى قلبه معلقًا بها وكذلك هي، وعلى هذا قد تحدث الفتنة المنهي عنها. وقد يسمع إنسان عن امرأة بأنها ذات خلق ودين فيرغب أن يتزوجها، وكذلك هي تسمع عن هذا الرجل بأنه على دين وخلق وثقافة ونجاح فترغب فيه زوجًا، ومحظور في الأديان السماوية أن يرغبا بطريق آخر غير النكاح
*لذلك تابعوني في اللقاء القادم وأهمية الجماع ومقدماته*

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.