إش تعمل الماشطة    

بقلم/ إنجي عمار

أيتذكر أحدكم هذا المثل الشعبى؟ من منكم يستطيع إكماله. نعم ..”إش تعمل الماشطة فى الوش العكر”. الأمثال الشعبية هى خلاصة القول فى تجارب ومواقف وخبرات وأشخاص يتعامل معها البعض كمنهاج حياة، وتراه يكررها فى مختلف المواقف، كمتلنا هذا .. هو تعبير عن بعض وجوه تقابلها مظهرها يوحى بالحسن وباطنها رمز القبح، وجوه تستهل بها صباحك وتجد نفسك لا شعوريا تنطق يا فتاح يا عليم ..قاصدا النجاة من مثل هذه الوجوه العابسة البائسة، ترسم على قسماتها علامات عدم الرضا والانهاك : حقيقة أو زيف لا تعلم. تصدر طاقة سلبية تأخدك فى (سكة اللى يروح ميرجعش). هذا النوع من الشخصيات على شاكلة أنا عندى برد … (لا لا البرد اللى عندى مش زى أى حد). وتجد نفسك مدهوشا مذهولا متسائلا على اعتبار أن الكحة والعطسة مختلفة. تحاول أن تنتشل نفسك من براثن طاقتها السلبية، تجدها تبحر بك فى قاع الجحيم وذكريات عقيمة أليمة من زمن فات. أسالها عن حالها وتأتي الإجابة : هاتى ورفة وقلم واكتبى ورايا ياست الكل كم الأحزان والمشكلات. تلك الشخوص تتعامل بمنهج ودرأ العين وأن الشكوى نصف الرقوة على حد اعتقادهم. تشعر معهم بثقل على قلبك من لدغة التأوه والآهات حتى ولو بمجرد اتصال هاتفى. على العكس تماما هناك ملامح هادئة بسيطة ضاحكة السن، مطمئنة مستبشرة، لا تحتاج ما يزينها فهى حلوة المظهر والجوهر، تحدثها عن الألم؛ تحوله بكلمات بسيطة وبسمة راضية الى أمل، تذكرك وتهدئ روعك بكلمات الله جل شأنه ووعده ووعد الرحمن حق أن بعد العسر يسر. تكرر أن كل مر سيمر ..تسرد وتقص ما يجول بخاطرك دون رتوش مصدقا موقنا أن هناك قلب يستوعبك ولا يزايد عليك، جمال الوجه انعكاس لجمال الروح، نقوا نفوسكم وصفوا نواياكم تزهر قسماتكم .