عادل امام فى سطور
…
تكتبها / غادة العليمى
كلما نظرت اليه من كل الزوايا لا استطيع ان اراه الا ،،
– صرح فنى كبير
– حاله فريدة فى عالم الكوميديا والدراما
– صاحب ذكاء حاد وموهبه استثنائية
– رجل لديه حواس اضافيه تفوق حواسنا الخمس البشرية بكثير
– زعيم للفن والفنانين عن حق وليس مجرد لقب او تجمل
عادل امام الاسطورة المصرية الذى
تربع على عرش السينما والمسرح والتليفزيون لمده نصف قرن كامل من الزمن لا ينازعه فى ملكه احد
الذى قدم قضايا الوطن كما يليق بمواطن محب لبلده يعى قيمه وقدر وحجم مسئوليته وقدرته وادواته
منسى وارهابى و حنفى الابهه وبوبوس ومرجان احمد مرجان لعب مع الكبار وكشف طيور الظلام ودخل الى السفارة فى العمارة وصادف كراكون فى الشارع و القى سلام ياصاحبى وصنع المولد وعاش احلام الفتى الطائر وآسال الدموع فى العيون الوقحه وتخفى فى صورة بخيت وعديله اهدانا حسن ومرقص
قدم فى افلامه معظم نجوم الكوميديا الحاليين مثل / مكى ؛ هنيدى ؛ علاء ولى الدين ؛ اشرف عبد الباقى ؛ احمد ادم ؛ وغيرهم كثيرين يدينون
له بالفضل فى الفرصة والمساحه التى صنعت النجوميه
صاحب ايادى بيضاء فى مجاله
ومن يراقب افلامه ومسرحياته سيجد انه لا يتخلى حتى عن الشخصيات البسيطة التى تؤدى ادوار الكومبارس فى اعماله وسيجد الوجوه الطيبة البسيطة تتكرر معه فى عمل وراء عمل وكأن افلامه العظيمة باب رزق للبسطاء ممن يعملون معه فلا يتركهم
عادل امام قصة كفاح من القاع الى القمه تروى وتقدم كمثال للكفاح الذى يعقبه النجاح
صعد سلم عرشة درجه درجه حتى اعتلى العرش وتربع عليه وحده
اجيال في مصر تربت علي اعمال هذا الفنان الكبير وشهدت قصة كفاحه
كان يصعد نحو القمة مثل قطار مجري سريع واثق الخطى ..
تشعر معه انك امام مصرى يشبهك .. يعانى معاناتك يقدم ما يهمك يتحدث عما تريد ان يسمعوه منك
حتى ملامح وجهه تشبه ملامح ملايين المصريين نحتها الجوع والفقر والكبرياء والسخرية من الواقع معا ..هو ابن جيل الستينات العظيم الذي تربي ثقافيا وسياسيا وشارك في الحلم بمصر الكبيرة ثم افاق من الحلم بقسوة بعد النكسة ..اختار عادل امام ان يتمرد بطريقته علي ضياع الحلم وان يبني اسطورته الذاتية ..كانت عبقريته انه اخفي ملامح المثقف العميق خلف ملامح الكوميديان وصانع الضحك حتي يصل للناس ..
كانت مدرسة المشاغبين حكاية تمرد جيل كامل على السلطة متمثلة في ناظر المدرسة
كان النجاح الجماهيري غايته الاولى .. والتعبير عن المجتمع المصرى بكل عيوبه وعقدة وهمومه هو هدفه الاوحد
بعد قرارات الانفتاح التقط خيط القروي الذي يغزو المدينة ويصارع الاشرار فيها ليدين من خلاله كل هذه القسوة والتوحش التي لم تكن من ملامح المدينة قبل الانفتاح ..في الفيلم الذي عمده نجما جماهيريا اول (رجب فوق صفيح ساخن )طرح سؤاله الذي بدا ساذجا ..(هو منين بيودي علي فين )؟!كان شعارا مناسبا جدا للمرحلة التي اتسمت بفوضى كبيرة انتهت باغتيال رئيس الجمهورية علي يد ارهابيين يرفعون شعار الدين ..
- واصل عادل امام طرح وجهة نظر سياسية متطرفة تغازل الجماهير ولكنها تعبر ايضا عن نبض المرحلة وقدم بعد رحيل الرئيس السادات ثلاثة افلام تنتهي بمقتل الرجل الكبير في الفيلم وهي (الغول )و (حب في الزنزانة )و (انا اللي قتلت الحنش )ثم اعتذر ضمنيا بعد سنوات وقال ان هذه الافلام كانت تبشر بالحل الفردي وان وجهة نظره تلك قد تغيرت بعد سنوات لدرجة انه يدين هذه الطريقة في التفكير ..
موقفه السياسي الاعظم كان في ذهابه بفرقته المسرحية لاسيوط عام ١٩٨٨ بعد ان منعت الجماعات الاسلامية عرضا لفرقة شبابية صغيرة فاعلن عادل امام التحدي ..
كان موقفه من الارهاب موقفا حقيقيا متسقا مع تكوينه الفكري وثقافته التي تدرك دور الفن في صياغة وجدان البشر والتوحيد بينهم
ترسخت مكانته بعد ان قدم فيلم الارهابي عام ١٩٩٤ في وقت كان الارهابيون موجودون علي الارض. ويشكلون خطرا كبيرا ..قبلها كان واحدا من قليلين رافقوا فرج فودة في ساعاته الاخيرة وبكاه بصدق معترفا بفضله قبل ان يقدم تحية لشخصيته في فيلم الارهابي ..
قدم ثلاثية رائعة مع وحيد حامد وشريف عرفة قرر فيها ان يكون صوت المواطن المصري في اذن الدولة ورفع راية الاصلاح من داخل النظام بدلا من خطاب التمرد السياسي الذي عبر عنه في الغول وحب في الزنزانة ..احب فيه المصريون انه يشبههم في ملامح الوجه والعادات الاجتماعية والارتباط بالاسرة والعصامية الباهرة والذكاء الشديد ..كان عادل امام بالنسبة للمصريين هو الابن المشاغب والمحبوب الذي يؤمن جانبه مهما كانت درجة شقاوته وتمرده تصب فى مصلحه تنوير اذهان الشعوب ..اتسم بعبقرية فنية حقيقية عبرت عن نفسها في كل ادواره
واليوم لسنا بصدد الاحتفال بميلاد نجم مصرى قارب الثالثه والثمانين
ولكننا نحتفل بأنفسنا برجل يشبهنا يهتم بهمومنا ويقدمنا فى ابهى واحلى صورة
نحتفل بقصة كفاح استثنائية لرجل استثنائى اسمه عادل امام
ونحن بأسرار المشاهير
نقدم لهم التهنئة ونقول له
سنة حلوة يا زعيم
