أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

الإقطاع ما بين ثورات 30يونيو و25يناير و23يوليو

كتب أحمد الدليل

تمثل الثورات لحظات فارقة فى حياة الأمم تتوحد فيها القوى الوطنية من أجل تحقيق العدالة الإجتماعية لأفراد المجتمع اللذين توحدوا وقاموا بالثورة بغض النظر عن الإطار أو الشكل الذى قامت من خلاله الثورة فقد كان من أهم المبادىء الستة لثورة 23يوليو1952 هو القضاء على الإقطاع على الإقطاع وسيطرة رأس المال .

وكانت الصورة الغالبة للإقطاع فى تلك الفترة متمثلة فى الإقطاع الزراعى حيث كانت ملكية الرقعة الزراعية فى ذلك الحين محصورة فى أيدى عدد محدود من الأسر الإقطاعية وكان الهدف الرئيسى للثورة هو القضاء على هذه الصورة من الإقطاع.
وقامت الدولة بإصدار قانون الإصلاح الزراعى رقم 178 فى سبتمبر 1952 وتلاه قانون الإصلاح الزراعى رقم 127 لسنة 1961 فى محاولة منها لتحقيق العدالة الإجتماعية وتوزيع الرقعة الزراعي على صغار الملاك من الفلاحين الكادحين ووضع حد أقصى لتملك الأرض الزراعية وبغض النظر عن سلبيات القانون أو إيجابياته فإنه يحسب للدولة المصرية أنها قد تعاملت بحسم مع مشكلة الإقطاع وغياب عدالة التوزيع.

لكن مع بداية الألفية سنة 2000 وما بعدها بدأ ظهور الإقطاع فى مصر فى ثوب جديد هو الإقطاع الرأسمالى حيث يتملك المشروعات الإقتصادية داخل مصر مجموعة محدودة من الأفراد أستحوذواعلى خيرات البلاد لتنمية ثرواتهم بطرق أغلبها ملتوية ناتجة عن تزاوج رأس المال بالسياسة وكذلك سخروا الأيدى العاملة الكادحة فى مشروعاتهم فى مقابل مرتبات ضئيلة لا تغنى ولا تثمن من جوع.
ولم يتوانى هذا اللوبى من الإقطاعيين عن محاولة عرقلة خطى الدولة المصرية فى الفترة الأخيرة فى القضاء على الفساد ومن يستفيدون بهذا الفساد عن طريق خلق الأزمات الإقتصادية المتتالية داخل البلاد .

و بعد ثورة 25 يناير كان الجميع من أبناء الشعب المصرى يمنون أنفسهم باتخاذ الدولة لقرارات ثورية تعيد حقوق الدولة المنهوبة شبيه بقرارات يوليو 1952 ولم يحدث ذلك طوال الخمس سنوات الماضية إلا أنه فى الفترة الأخيرة ومع توجيهات السيد رئيس الجمهورية باسترداد أراضى الدولة المنهوبة بدأنا نشعر بأن روح يوليو 1952 فى طريقها للعودة .
فهل تستكمل الدو لة المصرية بعد الإنتهاء من ملف إسترداد أراضى الدولة المنهوبة إستكمال إتخاذ قرارات ثورية أسوة بثورة يوليو 1952 من شأنها القضاء على الإقطاع الرأسمالى الذى تكون فى مصر فى العقدين الأخيرين الناتج من تزاوج رأس المال بالسياسة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.