أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

“الحرب التجارية”… هل تتحول إلى مواجهة مسلحة بين أمريكا والصين؟

كتب حسام الجبالي

تواصل وسائل الإعلام والعديد من السياسيين التركيز على العلاقات الأمريكية الروسية ، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى الكشف عن تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 والتحقيق المستمر الذي أجراه مولر. لكن وراء الكواليس ، فإن معظم كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين في السياسة الخارجية في واشنطن ينظرون إلى الصين ، وليس روسيا ، باعتبارها العدو الرئيسي للبلاد. في شرق أوكرانيا والبلقان وسوريا والفضاء الإلكتروني وفي مجال الأسلحة النووية ، تشكل روسيا بالفعل مجموعة متنوعة من التهديدات لأهداف واشنطن ورغباتها. ومع ذلك ، كدولة نفطية متعثرة اقتصاديًا ، فإنها تفتقر إلى نوع القوة التي تسمح لها بالتحدي حقًا في وضع هذا البلد كقوة مهيمنة في العالم.

الصين قصة أخرى تماما. بفضل اقتصادها الواسع ، وبراعتها التكنولوجية المتنامية ، ومشروع البنية التحتية “الحزام والطريق” العابر للقارات ، وتحديث الجيش بسرعة ، يمكن للصين الجريئة في يوم من الأيام مطابقة أو حتى تفوق القوة الأمريكية على نطاق عالمي ، وهي ما تسعي النخب الأمريكية على منعها بأي ثمن.

حيث قالت وسائل اعلام عالمية ،إن تطور الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، يدفع الكثيرين إلى الاعتقاد باحتمالية انتقال هذه الحرب إلى مواجهة مباشرة بين الطرفين ، مشيره أن المواجهة المباشرة والتي تصبح مسلحة، تعد الآن أقرب من أي وقت مضى.

وفي تقرير تم نشره علي موقع “سبوتنيك ” الروسي ، ” افترض بأن الواقع الحالي بين الدولتين ينطبق على نظرية أستاذ التاريخ في جامعة هارفارد، جراهام أليسون، المعروفة بـ”فخ ثوسايديداس” التي ينطلق فيها من الصراع بين إسبرطة وأثينا قبل قرون والمرتبطة بقلق قوة عظمى موجودة من صعود قوة عظمى أخرى تتحدى سلطتها.

وجائه في التقرير بحسب ماحذر أليسون في كتابه “الحرب مقدرة بينهما”، فإنه بناء على المعطيات الحالية فإن اندلاع حرب بين البلدين أقرب من أي وقت مضى.

ونقلت وكالة” سبوتنيك ” في تقريرها ،بأن في الوقت الذي شكك فيه الكثيرون بنظرية أليسون حول هذه الحرب، ومنهم موقع “nationalinterest” الذي نشر تقريرا حول إمكانية وقوع حرب.

كما أشار التقرير بأن مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكم، بدأ تداول مصطلح “الحرب التجارية” بشكل كبير في أروقة البيت الأبيض وفي الشارع الأمريكي،مؤكده بأن كبار المسؤولين في الإدارة والبنتاغون بأن الصين تمثل الخطر الأبرز على الهيمنة الأمريكية.

كما كشف التقرير عن أسباب تحول الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الي حرب مسلحة، ومنها نمو الاقتصاد الصيني وتنوعه بالإضافة لتنامي قوة الصين التكنولوجية بصورة متسارعة ومشروع “الحزام والطريق” الدولي الذي تبنيه شركاتها وقواتها العسكرية التي تزداد وتصبح أكثر حداثة بصورة مذهلة.

كما أشار التقرير إلي أن كل هذه العناصر قد تمكن الصين من مضاهاة أو التفوق على الولايات المتحدة كقوة عالمية مسيطرة، وهذا ما لن تسمح به واشنطن، وهنا بالتحديد مكمن الخطر في أن تتحول الحرب التجارية إلى مواجهة مسلحة.

ونوه التقرير بأن يوجد العديد من الخبراء يرون بأن استمرار الحرب التجارية من جانب ترامب قد يكون له نتائج عكسية، حيث سيتسبب ذلك بالضغط على الحكومة الصينية نتيجة لتراجع الاقتصاد، الذي سيتسبب بشكل مباشر بحدوث هزات في الشارع الداخلي الصيني، وهو ما لن يسمح به زعماء الحزب الشيوعي الصيني، حيث يعتبر الحفاظ على التماسك الداخلي هو الغاية الأهم لهم.

كما لفت التقرير ،الى أن ترامب قد فرض رسوم بقيمة 60 مليار دولار على الواردات الصينية في مايو 2018 ورفعها في سبتمبر إلى 200 مليار بهدف إصلاح الميزان التجاري بين البلدين الذي يميل بشدة لصالح بكين.

وبدراسة مطالب الوفد الأمريكي في المحادثات التجارية مع الوفد الصيني يظهر أن هدف واشنطن الرئيس ليس حماية اقتصادها بقدر ما هو عرقلة نمو الاقتصاد الصيني.

وعلي الجانب الاخر ، قال التقرير بان على الرغم من التوترات المتزايدة بين البلدين، إلى أن هناك الكثيرين من الذين يؤمنون بأن هذه المواجهة العسكرية لن تحدث، وذلك بسبب الظروف الداخلية لدى كل منهما، فالصين سوف تتجنب أي حرب عسكرية مع الولايات المتحدة، لأن عصب سياستها الحالية قائم على الحفاظ على الاستقرار الداخلي.

كما اشار الي ان الأمر نفسه ينطبق على الجانب الأمريكي، حيث إن العنصر الحاسم في الانتخابات الرئاسية منذ عقود هو الاقتصاد، وبالتالي فإن هدف ترامب الحفاظ على قوة الاقتصاد الأمريكي الحالية، وبالتأكيد الدخول في حرب مع الصين لن يفيد

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.