أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

الخيانة ولعبة المصالح عنوان لتركيا الإستعمارية

كتب / عبدالرحيم حماد
مع حالة الضعف والهشاشة والفوضى التي تعاني منها بعض الدول الافريقية مثل ليبيا والصومال ، تسعى تركيا للتواجد وإيجاد مؤطى قدم بها. فهي تسعى إلى التغلغل في أفريقيا من خلال دعم التنظيمات الإرهابية وامدادها بالمال والسلاح، بغرض الضغط على مؤسسات الدولة الوطنية، وتوظيف تلك التنظيمات بما يحقق المصالح التركية.

تواجه ليبيا حالياً مخاطر جسيمة في ظل تصاعد الموقف ومؤشرات لتقسيمها، في ظل صمت واضح من العالم على تركيا ومليشياته الإرهابية، وفي ظل وجود السراج خائن ليبيا ، والذي يهل علينا بوجهه الإرهابي ويوقع إتفاقيات جديدة مع تركيا وقطر ضد دولته وجيشه وشعبه ، لتثبيت وجوده في السلطة، ظناً منه بأن هذه هي الطريقة المثلى لمواجهة المشير خليفة حفتر وشرفاء ليبيا.

أن هناك العديد من القبائل والمدن في غرب ليبيا تدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، وتخشى من حكم الميليشيات والعصابات الإجرامية في هذا الجزء من البلاد. وأنه من غير المحتمل أن تقبل هذه القبائل ببساطة بحكم القهر التركي والاستسلام لمصيرهم.

هذة الأحداث المأساوية التي تشهدها الساحةالليبية، يمكن أن تجعل ليبيا سوريا جديدة، حيث إن الأمر سيكون خطيراً للغاية إذا حاولت تركيا الاستيلاء على سرت أو الجفرة بإستخدام القوة العسكرية والمرتزقة ، وخاصة أن مصر لن تتسامح مع حكم الإخوان المسلمين على حدودها. كما أنه يمكن لروسيا أن تتخذ موقفاً عسكرياً لوقف تقدم أردوغان إلى الشرق.

وعلى هذا الوتيرة أصبحت ليبيا بمثابة كرة اللعبة للقوى العالمية وخاصة أن الولايات المتحدة ترغب أن تكون في السيطرة على هذه المنطقة أيضاً وترى أنه يجب طرد روسيا والصين من أفريقيا والبحر المتوسط .

أيضا قد يكون مشهد مستقبل ليبيا على غرار أفغانستان حيث يمكن للغرب أن يحارب إلى الأبد الإرهاب الذي خلقه من خلال دعم تركيا والإخوان باسم «الحرب على الإرهاب»، والحفاظ على الفوضى في البلاد واستغلالها بالتعاون مع السياسيين الفاسدين.

وسط إستمرار التوتر الأوروبي التركي، لاسيما مع فرنسا، وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سلسلة انتقادات إلى نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، وسياسة التمدد والتوسع التي ينتهجها، معتبراً أن سياسته تشكل عامل زعزعة في المنطقة.

وقال ماكرون في مقابلة نشرت، الخميس، إنّ نظيره التركي ينتهج “سياسة توسّعية لا تتفق والمصالح الأوروبية”، وتشكّل “عاملاً مزعزعاً لاستقرار أوروبا.

كما أضاف في مقابلة أجرتها معه مجلة “باري ماتش” إنّه “يجب على أوروبا أن تتصدّى لهذه الأمور وجهاً لوجه، وأن تتحمّل مسؤوليتها. أنا لست مع التصعيد. لكن، بالتوازي، أنا لا أؤمن بالدبلوماسية الضعيفة. لقد أرسلنا إشارة مفادها أنّ التضامن الأوروبي ذو معنى”.

والأربعاء تعهّد أردوغان بعدم الرضوخ لمن وصفهم بالـ”قراصنة”، ومواصلة التنقيب عن مصادر الطاقة في مياه متنازع عليها في شرق المتوسّط.

في حين أعلنت كل من اليونان وقبرص، أن المجلس الأوروبي يبحث قائمة من العقوبات يُمكن فرضها على تركيا بسبب انتهاكاتها المتكررة، خاصة في شرق البحر المتوسط.

وأكد وزيرا خارجية اليونان وقبرص أن “السلوك التركي غير القانوني سيتم بحثه عندما يجتمع زعماء الدول المتوسطية السبع في الاتحاد الأوروبي في سبتمبر، ثم في قمة كاملة لزعماء الإتحاد الأوروبي.

كما شددا على أن “عمليات التنقيب التركية هذه مدانة وغير قانونية، معتبرين أن “دعوات أنقرة للحوار غير جدية.

وكانت تركيا اتهمت فرنسا الأسبوع الماضي بالتصرف مثل “بلطجي” في شرق المتوسط، ووجّهت تحذيراً شديد اللهجة لليونان، وذلك غداة نشر باريس طائرتين عسكريتين وسفينتين حربيتين في شرق المتوسط دعماً لأثينا

وكانت تركيا قد وقعت مع حكومة فايز السراج في ليبيا في نوفمبر الماضي، إتفاقية بحرية وأمنية أثارت انتقادات دولية عدة، لا سيما من اليونان وقبرص ومصر، ومنذ ذلك التاريخ تفاقمت التوترات بين البلدان الأوروبية وتركيا على خلفية الملف الليبي والتنقيب عن النفط في البحر المتوسط.

وبالتزامن مع أعلان الحكومة اليونانية، الخميس، عن موعد تصديق اتفاقها البحري مع مصر بعد أيام من أغسطس الجاري، قام قراصنة أتراكاً باستهداف خلال الـ 24 ساعة الماضية مواقع مرتبطة بالجيش اليوناني ،وثارت عدة مخاوف من أن الجناة ربما تمكنوا من سرقة بيانات حساسة من خوادم هيئة الأركان العامة للجيش.

وقد أفادت المعلومات بأن الهجمات كانت لوحظت صباح الثلاثاء عندما قام قراصنة أتراك بتغيير الصفحة الرئيسية لمنطقة مقدونيا الشرقية – تراقيا، والمستشفى العسكري العام رقم 424 من خلال نشر صور لسفينة رصد الزلازل “أوروك ريس” مصحوبة برسائل نصية قومية.

وأضافت أنه وبمجرد ملاحظة الهجوم، تم إغلاق الموقعين من قبل مديريهما وظلا غير نشطين حتى الليلة الماضية.

في الوقت ذاته هاكرز أتراك تبنوا العملية ، بعدما أعلنت جماعة الهاكرز التركية “أكينجيلار” مسؤوليتها عن الهجمات، وهي ذاتها كانت هاجمت سابقاً مواقع لوزارات وهيئات ومنظمات يونانية أخرى.

وعن التدخل العثمانلي السافر في ليبيا فأن تركيا تحشد بأموال قطرية من أجل خوض معركة سرت، معتبره أن تلك المدينة الإستراتيجية هي الملف الأهم في الصراع ضد حفتر ومؤيدينه.

يذكر أن الإجتماع التركي القطري وحكومة الوفاق الوطني قرر دمج المرتزقة ضمن قوات حكومة الوفاق بإشراف تركي، على أن تسند إليهم مهام من بينها تأمين وحماية مقرات حكومية تابعة للوفاق في العاصمة طرابلس.

ومع هذا الإتفاق تركيا قد حصلت قبل أيام على تبرعات كبيرة من جماعة الإخوان في أوروبا، كما حصلت على ألغام بحرية شديدة التأثير، من أجل تعزيز قدراتها خلال العمليات في ليبيا وخوض معركة سرت.

كما أن أنقرة تعاقدت على صفقة أسلحة من شرق أوروبا منها ألغام بحرية شديدة التأثير والانفجار وألغام أرضية وصواريخ محمولة ومتحركة مضادة للطائرات.

تركيا تسعى لاقتحام مدينة سرت من أجل الوصول إلى الموانئ النفطية في المنطقة الشرقية وإخراج الجيش الليبي منها، كما تخطط لتحويل مدينة مصراتة إلى قاعدة عسكرية تستخدم لانطلاق العمليات نحو محور سرت الجفرة وهو ما تستعد له بحشد مالي عن طريق قطر وجماعة الإخوان، وتدريب المرتزقة والميليشيات التي تدفع بهم من سوريا والدول الإفريقية المجاورة لليبيا وعلى رأسها مالي.

يذكر أن رئيس المخابرات المصرية في زيارة قام بها إلى ليبيا سلم قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر رسالة من الرئيس المصري أكدت رفض القاهرة أن تكون سرت والجفرة منطقتين معزولتين من السلاح ومن الجيش.

كما تضمنت الرسالة فتح خط إتصال مباشر خلال الأيام المقبلة بين القاهرة والجيش الليبي من أجل التنسيق بشكل كامل بين الطرفين.

تأتي الرسالة المصرية لقائد الجيش الليبي، ردا على توقيع الإتفاقية الجديدة بين قطر وتركيا والسراج وعلى اشتراط حكومة “الوفاق” وأنقرة منذ عدة أشهر السيطرة على مدينة سرت الاستراتيجية والجفرة من أجل وقف إطلاق النار بين طرابلس والجيش الليبي، والذي دعت إليه عدة أطراف دولية، فضلاً عن الأمم المتحدة. ويتمسك الطرفان المتصارعان بالمدينة، التي تتمتع بموقع إستراتيجي يربط شرق البلاد وغربها.

جدير بالذكر أن حكومة السراج تنفق المليارات من أموال الليبيين لشراء السلاح التركي،إذ أن الإتفاقية الموقعة بين أردوغان والسراج، التي تخدم بدورها مصالح تركيا في جوانب كثيرة.
هذه الإتفاقية ستمكن تركيا من بيع كميات كبيرة من الأسلحة بمليارات الدولارات. يأتي على رأس تلك الأسلحة الطائرات المسيرة بدون طيار (الدرون) والعربات المدرعة المسماة «كيربي» (القنفد)، التي يجري إنتاجها داخل تركيا. نقطة أخرى مهمة، وهي أن تركيا مع تلك الإتفاقية سوف تكون قادرة على القيام بأعمال البحث والتنقيب في السواحل الليبية الغنية بمواردها من الغاز الطبيعي، وقد صرح أردوغان بالفعل أن تركيا ستبدأ قريبا في التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة سواحل ليبيا.

كشفت صحيفة “أحوال” التركية الخميس، أن تركيا أبرمت اتفاقات مع الوفاق تتيح لها فتح السوق الليبية أمام المقاولين الأتراك.

كما فصّل التقرير النشاط الاقتصادي والمالي التركي المسنود بالنفوذ السياسي على الساحة الليبية عبر حكومة طرابلس التي يقودها فايز السراج.

حيث كشف الموقع ، اتفاقات أبرمتها أنقرة مع حكومة الوفاق تتيح لها فتح السوق الليبية أمام المقاولين الأتراك، وهو ما يفسح الطريق لتتلقى تركيا إيرادات تصل قيمتها إلى 35 مليار دولار.

وأشارت المعلومات إلى إتفاق وقعته وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان مع وزير التخطيط في حكومة الوفاق الليبية الطاهر الجهيمي في 13 أغسطس ، يحل المشاكل بين الشركات التركية وأصحاب العمل الليبيين، وكذلك يمهد الطريق لاستثمارات ومشاريع جديدة ، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الجانبين لحل العقبات التي يواجهها المقاولون الأتراك بعد ذلك بفترة قصيرة.

وأتى هذا الإتفاق في وقت تتراجع فيه قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية وسط مخاوف بشأن احتياطيات النقد الأجنبي التي تستمر في التراجع، ليكون بمثابة إنقاذ لاقتصاد يعاني كثيراً من المتاعب.

ومع إستمرار تركيا ضخ المرتزقة والمليشيات الإرهابية إلى ليبيا، ارتفع منسوب التململ والاستياء بين صفوف الفصائل والميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق الليبية، وسط تنامي القلق على مصيرها ومستقبلها، على خلفية الإعتماد المتزايد لطرابلس على المرتزقة السوريين، ونقلهم من جبهات القتال إلى معسكرات التدريب الرسمية.

وفي هذا السياق، وجّه فرج مصطفى اخليل، وهو أحد قياديي ميليشيات مصراتة، انتقادات لاذعة وغير مسبوقة إلى المرتزقة السوريين الذين وصفهم بـ”القمامة التي جاء بها الأتراك”.

IMG-20200821-WA0054 IMG-20200821-WA0053 IMG-20200821-WA0051 IMG-20200821-WA0055 IMG-20200821-WA0050

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.