أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

الراموستادا المدريديه

يقولون أن ريمونتادا هى كلمة اسبانية تعني التعافي، والعودة وفي اسبانيا تحديداً كانت تستخدم لوصف المعارك الأهلية وثورات الاستقلال بين القرن الـ16 و الـ19، عندما كانا أقليما الباسك وكاتالونيا يحاولان الاستقلال بعيداً عن الحكم الملكي الإسباني,والـ”ريمونتادا” أضحت بعد ذلك كلمة أدبية، يستخدمها أدباء اللغة اللاتينية في معارض وصفهم للمعارك الملحمية التي انتصر فيها طرف على آخر بعد انكسار.
وفي كرة القدم، كان ذلك المصطلح يستخدم باستحياء في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي ثم عاد للظهور بشده فى الفتره الاخيره بعد فوز برشلونه على باريس سان جيرمان بال6
بعيدا عن ظهور الريمونتادا الخافت ظهرت بوضوح جلى فى الحقبه الزمنيه الاخيره ظاهرة(الراموستادا) المدريديه على غرار الملهم خوانيتو احد اعظم ايقونات ريال مدريد والذى وقف الجميع فى احدى المناسبات ينظرون إليه وهو يستشيط غيظًا ، كانت نفسه تُصارع عينه في محاولة لمنع دموعه أن تظهر للعوام ، لم يكن أحدهم يُصدق أن كل مايظهر علي وجه خوانيتو وكل مايشعر به الأن هو فقط لخسارته مباراة وهو الذى لم يكن يكره شئ في حياته أكثر من الخسارة ، حتي لو كانت تحت مُسمي ” مباراة ودية ”,فنحن الان فى حضرة قائد جديد للملكى من اهم رموز جرينتا كرة القدم عبر تاريخها قائد الفريق سيرجيو راموس
ضمن اغلب فعاليات مباريات الريال الذى يتأخر فيها فوز الريال غالباً ما يأتى فارس واحد و,قائد أوحد يعود بالنصر من غيبات الخيبه والانكسار بعد الثلاث انصاف الساعه من الجهود المبذوله وسط سواد بارد ومتعب ضغط شديد يشد على رأسه يجعل قلبه يخفق بسرعه ويشعر بالاختناق وسط ظلمات حالكه تبشرعن النهايه المحزنه لا ريب فيها يمضى الوقت ويقترب كل شئ من النهايه ويتأهب المنافس للاحتفال فها هو الحلم بدء للتو الزحف الى الظلام
احس على نحو غامض ان هذه الهزيمه لن تمضى من دون تبعات يخطو بضع خطوات باتجاه مناصرى فريقه ليرى انعكاسات الشعار الملكى بألوانها المبهجه تأمل لثوان قليله مشهد خروج المغرمين بألوان فريقه مطنطنين الرؤس والحزن يخيم على جبهاتهم متجهين نحو معقل الأبطال الى السنتياغو برنابيوهناك فى وسط العاصمه مدريد يشعر بتعكر المزاج يبذل جهدا مضاعفا لكى يتظاهر بالثقه حتى لا يظهر امام منافسيه الذين يعرفونه قائدا مغوارا منذ الصغر مع مرور الوقت تداخلت الهمهمات الحزينه والتشنجات الشبه باكيه وحل السكون على ارجاء الميدان الأخضر توسط القمر كبد السماء الكل يومىء الرأس يزفر مغمضا عينيه
مازال الوقت يمضى وشحوب رفقاء الميدان وارهاصات العواقب الوخيمه جعلته يلملم شتات نفسه وكأن هدفاً قد ظهر جليا لا رجعة فيه يطرد كل تلك الارهاصات اللعينه ويعود من خضم افكاره القاتله الى ارض الواقع يرفض القهقهات الصاخبه من انصار المنافس الحالم بالنصر يتقدم وسط ارضية الميدان الذى يكتسى بالعشب الاخضر واثق الخطوة منتصبا وسط الحضور بثبات يضفى عليه عرض منكبيه كمنكبى محارب حضورا قويا محدقا بعينيه الثاقبتين فى اعين المنافس ليتسارع تنفسه على نحو غريب وتتشتت افكاره لوهله يحل صمت رهيب داخل غرفة انهاء الهجمات يتأرجح القائد على نحو خفيف يمينا ويسارا تحمل شفاهه ابتسامة منقبضه يلقى علانية نظرة ثاقبة على منافسه واخرى على الموقع المنشود انطلق بعنفوان وتحدى يختال بهيبته وسرعته انظار المتابعين تتعالى فى اسماعه اهازيج انصار الميرينجى وهم يرقصون بصخب وبهجة النصر
بالقرب من الاسوار اصطف المتابعين بشكل عشوائى يشاهدونه ينتفض ويشرئب بعنقه متجهاً نحو مرمى المنافس موزعا بعض ومضات النظرات لزملاء الميدان مومئين له برؤوسهم فى صمت مغلف بالثقه والتأكيد على المضى قدمأ لتحقيق الهدف المرجو وفى الحين ذاته ترى المنافس ينقل بصره من فرد لأخر بنظرات مرتعشه يشوبها الخوف والهلع
توقف اللعب بعد صافرة من حكم الساحه معلنة عن خطأ قام به الخصم يستوجب ركلة حره او ركنية ثمة تعثر ما يلوح ف الافق واختلط الارتباك بالقلق واذا بالقائد يتأهب لاقتناص الفرصه كحل سحرى للخروج من مزيج الافكار المخيبه للامال انسلخ من بين احضان منافسيه مبتعدا يخطو خطوات واسعة وسريعه يكاد يسمع دقات قلبه مختلطة بصوت انفاسه اللاهثه واطراف حزائه الذهبى يطرق الارض طرقات عنيفه معلنة عن رفع حالة التأهب لنوع جديد من الصخب ينطلق ويتوغل وسط كل مناهضيه كالوحش الهادر وكأنه شريطا سينمائيا لا يوجد به سوى هذا المشهد فقط مكررا نفسه امام اعين المنافس الذى طالما فشل فى ادراكه ودائما ابدا ما يدور معه فى حلقه مفرغه ترتطم بتخيلات وأحلام زائفه تحطم وتبعثر بقوه على مرأى ومسمع من الحالمين به والرافضين لوجوده فى ان واحد تندثر فيه انامل يدين المنافس بالهواء الطلق وتبتلع جسده حطام الامل بالفرحه المنشوده ويغلف الظلام عقله واحاطت خيبة الأمل بأوصاله حتى شعر بالصمم المفاجىء
لاح شعاع ابيض من جديد يضرب مقلة المناصرين بضوئه المبهر يطلق صراح اهازيج الفرح وصيحات النصر العائد بعد عناء وكأن الفاصل الزمنى قد انعدم تماما فى تلك اللحظات انطلق القائد وسط همهمات البهجه من الزملاء متجها نحو مناصرى فريقه القاطنين مدرجات اكتست باللون الابيض الممزوج بزخارف الوان الشعارالملكى ملوحاً لهم بابتسامة المنتصر الشغوف مقبلاً شارة القائد الحاضنه لرسغه القوى الجمع منتشى وسعيد والبهجه تعم اركان أرض عشاق الميرينجى ومن ثم اغمض القائد عينيه فى سكون وأثر الصمت بعد انجاز مهمته على أكمل وجه ليسطر فى التاريخ مصطلحا حديثا يستحق من الجميع كل تقدير واحترام (الراموستادا )المدريديه التى لا تنتهى.

fpm_start( "true" ); /* ]]> */
Post Views: 66
المشاركات 398 تعليقات 0
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.