أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

الروائي شعبان منير:ألاحظ أن بعض الروائيين يكتب روايات عجيبة جدًّا لا تمتُّ للفن القصصي والروائي بصلة

الروائي شعبان منير:ألاحظ أن بعض الروائيين يكتب روايات عجيبة جدًّا لا تمتُّ للفن القصصي والروائي بصلة

أجرى الحوار/لطيفة محمد حسيب القاضي

المزيد من المشاركات

البعد البعيد … بقلم: خالد العامري

الروائي المصري شعبان منير يعشق الكلمات في الحقيقة لأجلها ويعتبر السرد والمصطلحات الجديدة كيمياء الكلمات وتضاريسها وموسيقى النص غاية مقدسة بالنسبة له..صدر له عدة مؤلفات قصصية وروائية أحب قراءة التاريخ فكتب في التاريخ ومن أهم مؤلفاته:
” رواية ” وإن كانت لا تراني” – رواية مذكرات ملحد- رواية هيت لك.
المجموعات القصصية: طرَّاد النيل- صندوق الفريسكا- شيطان النهر- الوتين النازف- سيزيف.
فن التدقيق اللغوي. وكتاب سيرة الإمام علي ” أبو الحسنين”.​
كان معنا هذا الحوار مع الاستاذ شعبان منير إليكم نص الحوار:
– من هو شعبان منير؟
* كبير معلمي اللغة العربية بالمدارس المتوسطة، ومدقق لغوي، وكاتب قصة قصيرة وروائي ومؤرخ. تخرجت في كلية التربية قسم اللغة العربية عام 1992م. هذا أنا ببساطة.
– كيف كانت البدايات مع كتابة القصة القصيرة، ومن ثم الرواية؟
* بدأت الكتابة في الصف الأول الثانوي عام 1984م، حيث كانت محاولات ساذجة غير مكتملة، ثم مع مرور الزمن أصقلت الهواية بالدارسة، فقد التحقت بقسم اللغة العربية، ومن ثمّ درست أصول كتابة القصة القصيرة والرواية.. كما تعلمت أصول البحث العلمي والتاريخي.
– أنت تكتب في التاريخ، حيث صدر لك كتاب بعنوان ” أبو الحسنين” حدثني عن الكتاب.
* تحدثت عن الإمام عليّ بنِ أبي طالب- رضي الله عنه- وذكرت أهم مراحل حياته، وبيَّنتُ أنه كان ممتحنًا طوال عمره، وتعرَّض لكثير من الابتلاءات.. تلك التي انتهت باغتياله.. كما عرضت تراجم مختصرة لبعض أزواجه وأولاده.. ومنهم الإمامان الحسن والحسين رضي الله عنهما، ثم عرضت في فصل خاص من كتابي بعض مفتريات الشيعة على الصحابة رضوان الله عليهم. ورددت عليها ردًّا علميًّا موثّقا بالمراجع التاريخية.
– هل المثقف العربي عنصر فعّال، ومؤثر، أم مؤدلج، ومتعال، وألعوبة في يد من يملك المال؟
* السؤال يدخل بنا إلى منطقة وعْرة، فهناك العديد من النماذج، حيث نجد المثقف المؤثر في الجماهير، فنجد الذين مرُّوا بنا عبر التاريخ كمحمد أسد، وعلي شريعتي، والعقاد، وطه حسين، ومحمود محمد شاكر. ثم نجد المؤدلج كسيد قطب، ونجد الألعوبة .. وكثير منهم موجودون بيننا للأسف، وأتحفظ على ذكر أسمائهم!
– ما أهم الأعمال التي قد ساهمت في تكوين رؤيتك الفكرية والأدبية؟
* قرأت مئات الكتب والروايات بحكم عملي في مجال التدقيق اللغوي، فمنذ عام 1994م وأنا أقرأ بصفة متواصلة ودائمة، حيث قرأت كتابات أنيس منصور، وعبقريات العقاد، والرافعي، وبعض كتب طه حسين، والكثير من كتب التاريخ التي أكسبتني خبرة، وزَخَمًا وثباتًا في مجال البحث التاريخي. كما أني بحكم دراستي قد قرأت في الفقه، والحديث والتفسير..
– هل ما هو رائج الآن من قصة ورواية يعبّر عن الإنسان العربي، وأزماته، وصراعه مع ضغوط الحياة، ومع ذاته؟
* لا أعتقد، فالكاتب والمؤلف لا يزال يعيش بعيدًا عن آمال وطموحات المواطن العادي الذي يبحث عن لقمة الخبز، وشربة الماء! وأنا ألاحظ أن بعض الروائيين يكتب روايات عجيبة جدًّا لا تمتُّ للفن القصصي والروائي بصلة.. كما أن هناك بعض الأدعياء الذين يحسبون أنهم روائيون وهم ليسوا كذلك.. حقيقة لا أتنمّر على أحد، ولكني أتكلم من واقع عملي كناقدٍ وروائيّ.. معظم المتواجدين الآن على الساحة الأدبية أدْعياء..​ والأمر ينطبق على الشعر أيضًا، ففي أحد المعارض سمعت أحدهم يلقي بعضًا ممَّا كتبه على الناس ويسميه هو شعرًا. وصُعِقْتُ ممّا سمعت.. والله لم يكن يحسن القراءة، فهو يرفع المنصوب، ويجر المرفوع! ناهيك عمّا يقوله.. لقد اعتقد صاحبنا أن مجرد لصق بعض الكلمات، وفي آخر كلّ جملة يضع سجعًا معيّنًا، فهذا هو الشعر عنده!
​ ​ ​ كما أني أعتب على من يجرؤون على الكتابة بغيرامتلاك الموهبة، أو المهارة.. وأضيف أن معظمهم لم يقرأ ديوانًا واحدًا لشاعرمعروف كصلاح عبد الصبور، أو نزار، أو حتى الشعر العامي.. فلم يصافح عينَه ديوانٌ لعبد الرحمن الأبنودي مثلا، أو فؤاد حداد، أو عمنا “بيرم التونسي”.. ثم يأتي ويدَّعي أنه شاعر!
– ما الذي يلهم قلمك عادةً؟
* أتحدث في أعمالي القصصية والروائية عن ملح الأرض” الفقراء”، فقد نشأت في حيٍّ شعبيٍّ فقير من أحياء القاهرة، وشاهدت كيف يعيش الناس. أولئك الذين يشدّون اليوم حتى ينتهي! كما أضيف إلى هذا أني أتأثر بحادثة معينة، فتتكون عندي حالة شعورية، ومجموعة من الخواطر.. أبدأ في كتابتها على الورق فتتحول- رغمًا عني إلى قصة قصيرة، أو رواية طويلة! ولكِ أن تعلمي أن معظم القصص القصيرة التي كتبتها مستوحاة من حياتي في شارع جسر البحر.. وتلك المنطقة الشعبية التي تزخر بالحكايا، والملاحم..
– صدر لك أخيرًا رواية “هيت لك”، فكيف بدأت كتابتها؟ وعمّ تتحدث بين ثناياها؟
* أنا أحب شخصية سيدنا يوسف النبي- عليه السلام- كما يحبه العرب والمسلمون جميعًا؛ لذا كتبت تلك الرواية عنه. وقد بدأت كتابتها في شهر رمضان ، فكنت أجلس على الحاسوب بعد صلاة التراويح، وأكتب ما شاء الله لي.. وقرأت تفسير سورة يوسف، والعديد من الكتب المنشورة عنه..أما عن الرواية، فهي تتحدث عن الصبر، والثبات في حياة هذا النبي العظيم، كما أبنت بعض مواقف المصريين.. وأنا لست مع من يمجد تاريخ المصريين، ويقول إنه خير كله، فهم ككل شعوب الأرض يصيبون ويخطئون كما أن بهم بعض المثالب التي ذكرها القرآن عنهم.​ ​ ​
– النقد اليوم وهل أخذت أعمالك حقها من المتابعة النقدية والداراسة؟
* في الحقيقة الكاتب يعاني من تعنُّت بعض النقاد، فقد واجهت- عن نفسي- موقفًا عجيبًا من ناقدة، حيث قالت عن مذكرات ملحد إن أسلوبها أسلوب مدرسي، بينما قال ناقد آخر إنها رواية جديرة بالقراءة، جيّدة السبك، ولكن عابها القفز بالأحداث دون تمهيد.. وأنا أحترم هذا الناقد؛ لأنه كتب عن دراية وعلم، لا عن تحامل وتحيّز.
ما مقومات نجاح العمل الروائي من وجهة نظرك؟
* التعبير عن آمال وطموحات، وأحلام الناس البسطاء.. والإلمام بأمراض النفس البشرية، فالروائي كالطبيب النفسي الذي يعالج النفس والروح.. لكن ليس من وظائفه كروائي إيجاد حل لتلك المشكلات التي يواجهها الناس.. وقد سئل أحد الكتاب الفرنسيين : لماذا تكتب عن قاع المجتمع الفرنسي؟ فرد عليهم: نظفوا مجتمعكم أنظف قلمي!
– أترى الجمهور هم العامل الأول في نجاح العمل الروائي، أم أسلوب الكاتب؟
* الاثنان لا ينفصلان، فلن تنجح رواية دون أن تؤثر في وجدان الإنسان، كما أن أسلوب الكاتب يمثل 50 بالمئة من نجاح العمل الروائي..
– أيهما أكثر قدرة على التعبير والتواصل مع القارئ: الرواية، أم القصة القصيرة؟ وهل انتهى زمن القصة القصيرة؟
* أعتقد أن الرواية هي ديوان العرب الحديث الآن.. كما كان الشعر هو ديوان العرب القديم.. والقصة القصيرة كَفَنّ قصصي يجاهد كي لا يندثر!
– هل ظهور النسخ الإلكترونية سوف يعزز انتشار النتاجات الأدبية؟ ويلغي الورقية؟ أم هو مكمل.. كما أكمل التلفاز وجود جهاز الراديو ولم يلغه؟ وما أبرز المعوقات التي تواجه الكتابة الإبداعية اليوم.. خاصة في ظل الانشغال بهموم الحياة اليومية؟
* الناس لا يزالون يقرؤون، ويشبعون نهمهم للقراءة في شتى فنون العلم والثقافة. ولست مع من يقول إن الناس لا يقرؤون، والدليل الأعداد التي تحرص على دخول المعارض كل عام.. ولو كانت قليلة إلّا أنها تنبئ بأملٍ في أجيال جديدة محِبّةٍ للثقافة.
وأرى أن أهم المعوقات هو ثمن الكتاب الورقي، ويجب على الدولة أن تدعم الكتاب.. فعندنا في مصر مثلًا مشروع” القراءة للجميع”.. الذي أعتبره فتحًا للثقافة العربية، وأدعو جميع الدول أن تدعم الكتاب الورقي، ومؤسسات النشر في العالم العربي..
– لك عدة مجموعات قصصية من بينها شيطان النهر. وهي الفائزة بمسابقة طفرة للنشر والتوزيع. حدثني عنها؟
* حكيت في شيطان النهر عن أحد أصدقائي وهو أيمن عبد السميع، الذي غرق في نهر النيل ، كما تحدثت عن الغريق العاري الذي قتله أحد البلطجية، ورمى به في النيل.. ، كما حكيت قصة مبتعث سعودي إلى الصين​ في قصة” ثعبان مسلوق للغذاء”​ تلك القصة التي بينت فيها كارثة “فايروس كورونا”.
– ماذا عن كتاب التدقيق اللغوي؟
* هو كتاب متخصص لمصحِّحي اللغة العربية، أفتح أمامهم- بفضل الله- آفاقًا للعمل في الفضائيات ودور النشر، والصحف والمجلات.. فأحاضرهم في الكتاب عن معنى التدقيق اللغوي، وبعض أخطاء المدققين اللغويين.. وأعلمهم تخريج الحديث النبوي الشريف..
– رواية مذكرات ملحد. ماذا عنها؟
* تحكي “مذكرات ملحد” عن أحد المبتعثين المصريين في أمريكا.. ذلك​ الذي يبتعد عن الدين شيئًا، فشيئًا.. الأمر الذي يودي به إلى الإلحاد التام.. بعدها يلاقي (مارثا هيجنز) وهي صوفية أمريكية تغيّر فكرته عن الإلحاد، ويتعرّض أبوه لموقف مرضي معين، فلا يجد مفرًّا إلّا في العودة للدين..
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.