خالد فؤاد
ـــــــــــــــــ
ـ قصة خلافه مع والده لإصراره على ترك الزراعة والإتجاه للفن .
ـ عانى فى شوارع القاهرة وذاق الآمرين قبل النجاح .
ـ ماذا قال الجيران لوالدته بعد مشاهدته على شاشة التليفزيون .
ـ تفاصيل ماقاله له نور الدمرداش وماحدث مع رمسيس نجيب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خلال مشواره الفنى الطويل الذى تجاوز حاجز الـ 45 عاما , منذ بدايته فى مطلع السبعينات بمسلسل “كلاب الحراسة” , وإختتمه فى نفس عام رحيلة 2016 بمسلسل “رأس الغول” ومابينهما اكثر من 120 عملا مابين سينما ودراما إذاعية وتليفزيونية والقليل من العروض المسرحية.
وخلال هذا السنوات الطويلة اطل علينا فناننا الكبير الساحر محمود عبدالعزيز الذى نحتفل هذه الآيام بالذكرى الثانية لرحيلة حيث اوجع قلوبنا جميعا بوفاته يوم 12 نوفمبر من العام قبل الماضى فلا يوجد إنسان عربى واحد لم يصاب بالحزن لفقده بعد أن ظل سنوات طويلة يمتعنا باداء راقى مميز , فهو إتفاق كافة النقاد والمتابعين برع فى تقديم كافة الآلوان الفنية وكما اقنعنا بأداءة فى تقديم الآدوار التراجيدية , نجح فى إنتزاع الضحكة من بين شفاهنا فنافس أعتى الكوميديانات فى عقر دارهم كما يقولون بإفيهاته واداءة وحركاته ونظراته بل وبأغانية التى لايزال الشارع المصرى والعربى يعشقها ويرددها فى مناسبات مختلفة حتى اليوم , فإستحق وعن جدارة أن يكون واحدا من أهم النجوم الذين تربعوا على عرش السينما والدراما لسنوات ليست بالقليلة .
أحاديث صحفية وتليفزيونية
نقول إنه خلال هذه السنوات الطويلة أطل علينا بالكثير من الآحاديث الصحفية والتليفزيونية والإذاعية , عند قيامنا بالتبحر والغوص فيها إكتشفنا إنه كما كان مميزا ويمتلك كاريزما خاصة على الشاشة فى كل إطلالته السينمائية والتليفزيونية كان كذلك فى كل الآحاديث التى كان يدلى بها فيعرف متى كان يتكلم ومتى كان يجب عليه الإبتعاد وإلتزام الصمت .
ـ ومن هنا قررنا الإحتفاء بذكرى رحيلة بطريقة جديدة ومختلفة , بإستخراج أهم حواراته الصحفية , والإستماع لآهم احاديثة التليفزيونية والتوقف عند أهم ماجاء فيها وقام بالتصريح بها سواء فى بداية مشواره مع الفن اوبعد وصوله لمصاف نجوم الصف الآول ومدى الإختلاف بين اراءة فى هذا التوقيت وبعد تقدم العمر به وشعورة بإقتراب نهاية الرحلة .
حديث الكواكب
كان من اوائل الآحاديث المميزة التى ادلى بها نجمنا الكبير الراحل بمجلة “الكواكب” فى النصف الثانى من سبعينات القرن الماضى وتعرض فيه لنشأته وميلاده وسبب عشقه للفن حيث قال :
أسمي بالكامل محمود عبد العزيز محمود ومن مواليد حي الورديان بمدينة الآسكندرية فى يوم 4 يونية عام 1946 وتخرجت من كلية الزراعة التى دعمت الفن بعدد كبير من الفنانين الكبار خاصة فى مجال الكوميديا وكأن هناك علاقة ما غير معروفة اوظاهرة بين فن الكوميديا والزراعة .
وعن نفسى أنا فأنا مقتنع بأن التمثيل موهبة تولد مع الإنسان مثل بقية المواهب الآخرى , ففى طفولتى كنت أعشق تقليد أطفال الآسرة وزملائى بالمدرسة الإبتدائية , وزادت شهرتى حينما أعلن مدرس الموسيقى عن قيام رحلة قمت فيها بتقليد زملائى بل وتقليدة هو شخصيا وتم تقديم مسرحية اسندوا لى فيها دور الشيطان وأصبحت نجم الحفلات المدرسية وتضاعف الحلم بداخلى وبعد أن كبرت وتضاعف الحلم معى تأكدت من أن هذا هو طريقى حينما شاهدنى المخرجين الكبار نور الدمرداش ومحمد فاضل وسعد اردش خلال زياراتهم للآسكندرية ونصحونى بضرورة الحضور للقاهرة , وحاولت إقناع والدى بعد حصولى على الثانوية بالحضور للقاهرة والالتحاق بمعهد التمثيل إلا إنه رفض بشدة من منطلق خوفه علئ وكان حازما لاقصى درجة وإستجبت لرغبته بالإلتحاق بكلية الزراعة “تخصص نحل” وعند إلتحاقى بها كان أول شئ بحثت عنه فريق التمثيل بالجامعة والتحقت به وأصبحت أحد نجومه الاوائل فى فترة قصيرة , وخلال سنوات الدراسة كنت دائم الحضور للقاهرة وتعرفت على الحياة الفنية من خلال جلساتى مع عدد كبير من الفنانين والمخرجين , وظل الحلم يكبر بداخلى , فبعد إستجابتى لاوامر والدى وتخرجت من كلية الزراعة لم استطع العمل فى مجال تخصصى سوى فترة زمنية قصيرة .
نجم المستقبل
وواصل الفنان الكبير حديثه قائلا : وحضرت للقاهرة والتقيت بالمخرج الكبير نور الدمرداش الذى فوجئت به يتذكرنى على الرغم من إنه لم يشاهدنى بالآسكندرية سوى مرة اومرتين وكان يستعد لمسلسل “كلاب الحراسة” فأسند لى دور ضابط مخابرات إسرائيلى.
وأذكر جيدا إننى كنت متخوفا بشدة من الشخصية وصارحت الآستاذ نور الدمرداش بهذا لتخوفى من كراهية الناس لى من اول ظهور لى , وايضا خشية محاصرة المخرجين لى فى ادوار الشر , فقال لى : مصر فيها 5700 ممثل مش عايزك تكون 5701 عايزك تكون انت .
وبعد نجاحى فى اداء الشخصية ترك لى حرية اختيار الشخصية التى اقدمها فى مسلسل “الدوامة” مع الآستاذ محمود ياسين فأخترت شخصية إبراهيم .
وقال لى هو ومجموعة من المخرجين والفنانين الكبار إننى سأكون أحد نجوم السنوات القادمة وتضاعفت شهرتى بعد مشاركتى فى العام التالى فى مسلسل “الدوامة” للآستاذ محمود ياسين والذى حقق نجاحا مبهرا , وتعرفت بصانع النجوم رمسيس نجيب لتبدأ رحلتى فى فيلم (الحفيد) ثم جاءت بطولة الفيلم الوطنى “حتى أخر العمر” وكان اول اجر لى فى السينما هو 400 ج , واذكر إنه حينما وضع العقد امامى لكى اوقعه ظللت مذهولا ووجدت احد الجالسين يقول لى امضى ماتخفش رمسيس هايوصلك للقمة والنجومية , وبعد التوقيع إكتشفت أن الذى قال لى هذا الكلام هو العظيم وحيد فريد الذى كنت اتمنى مقابلته ولم اكن اعرف شكلة .
وتوالت الرحلة بعد هذه التجربة حيث وقعت عقد بطولة فيلم ” وجها لوجه” ومسلسل “الإنسان والمجهول” لتتوالى بعد هذا سلسلة الآعمال ومسلسل النجاح بحمد الله .
حضن الآب ونصائحة
وعن موقف والده منه بعد أن عصى اوامره واصر على الاتجاه للفن قال الفنان الراحل فى حديث مؤثر لشبكة الشرق الآوسط : لقد غضب والدى بشدة بسبب عصيانى له ولم اكن املك القدرة على مواجهته فقد حدثت مشاكل كثيرة وتركت المنزل وتلطمت فى القاهرة فالطريق لم يكن مفروشا بالورود امامى ورحت اقيم فى منازل الزملاء وكان السكن يضم 50 فردا اى قمة المعاناة فى النوم والآستيقاظ , وأقمت ايضا بالفنادق البسيطة ومرت على ايام لم أكن املك فيها ثمن وجبة الطعام واقمت لفترة مع أبن خالى بالمنيل وكان يعمل ضابطا بالقوات المسلحة , وإنتقلت للإقامة بعدها مع الزميل الفنان مجدى وهبة وهكذا حتى بدأ الحظ يبتسم لى.
وشاهدنى الجيران بالاسكندرية فى المسلسلات التى شاركت فيها وراحوا يحدثون مع والدتى واذكر أول لقاء جمعنى بوالدى بعد الشهرة كان مؤثرا جدا , حيث احتضننى بقوة وتساقطت الدموع من عينية وراح يدعو لى قائلا : ربنا يوفقك فى الطريق الصعب الذى اخترته لنفسك وراح يطالبنى بمراعاة الله فى كل تصرفاتى وعدم السقوط فى دائرة الغرور والبعد عن كل مايسئ لسمعتى وسمة العائلة , والحرص على الصلاة واداء فروض الله وأن أحصن نفسى بالزواج , ودائما وابدا كنت حريصا على تنفيذ نصائحة ووصاياه لى قدر المستطاع .
زواج وطلاق
وتواصلت احاديث الفنان الكبير بعد هذا والتى كشف فيها الكثير من الجوانب حول زواجة من السيدة جى جى زويد “أم اولاده” وظل فى كل احاديثة سواء اثناء فترة زواجهما اوبعد الإنفصال يتحدث عنها بكل تقدير وإحترام فدائما كان يقول إنها تنتمى لعائلة محترمة وتحمل صفات الفتاة والسيدة المصرية الآصيلة التى تساند زوجها وتقف إلى جانبه , وكيف كانت طوال سنين الزواج التى تجاوزت الـ 20 عاما دعما وسند له فى طريق النجاح , واوقات المرض والمحن والازمات , وحينما لم يستطع كليهما التغلب على المشاكل والازمات وإتفقا على الإنفصال وقام بإنهاء الخلافات معها بدفع كل المستحقات المالية , أستكمل رحلته مع المذيعة بوسى شلبى التى كانت تراه دائما فتى أحلامها الآول والآخير كما كانت تقول له وإستكمل معها مشوار الحياة حتى ودع عالمنا .
خالد فـــــــــــــؤاد