أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

الفنانة اليهودية “نجوى سالم ” دخلت مصحة نفسية وأسلمت وكانت عاشقة لمصر

تعرف في ذكرى وفاتها على حياتها المليىة بالأحداث

كتبت دعاء سنبل

فنانة لم تحظى بشهرة واسعة فنيا ولم تحصل على ادوار البطولة ، لكن حياتها الخاصة ممتلئ بالأحداث المختلفة والشيقة التي جعلت منها محور اهتمام للصحف والمجلات ، بسبب ديانتها وأحسسها بالاضطهاد أدى ذلك إلى دخولها المصحات النفسية أكثر من مرة، وأيضاً زواجها الذي أخفته لمدة 17 عامًا، ولم يعُرف إلا بعد وفاتها.

نجوى سالم اسمها الحقيقي” نظيرة موسى شحاتة” ولدت فى 17 نوفمبر عام 1925م، لأب لبناني يهودي، وأم إسبانية يهودية، وشقيقان هما شارل ويوسف، وقد حصل الأبوان على الجنسية المصرية، فأصبحت ابنتهما مصرية.

نشأت في أسرة فقيرة، كان والدها صاحب محل أحذية، وبسبب ظروفهم المعيشية الصعبة توقفت نينات وهو اسم الدلع الذي اشتهرت به بين الأقارب والأصدقاء عن تعليمها عند المرحلة الابتدائية.

في حوار قديم لها قالت “كان بيتنا مجاورا لمكتب متعهد الحفلات المشهور “فيتسايون”، الذي جاء لأسرتي ذات يوم ببون مجاني لحضور أحد العروض بمسرح الريحاني، وكان نجيب الريحاني يقدم وقتها مسرحية حكاية كل يوم، وفي نهاية المسرحية طلبت من فيتسايون أن يقدمني له، وبالفعل ذهب إليه، وقال له أني معجبة بالتمثيل، وأريد الالتحاق بفرقته، فضحك الريحاني وقال لي أنت لسه صغيرة يا شاطرة ما تنفعيش، فقد كنت حينها في الثالثة عشر من عمري، ولكني لم أشعر باليأس، حيث واظبت على زيارة الريحاني كل أسبوع، لحد ما زهق مني، ووافق في النهاية أنه يضمني لفرقته كهاوية، وظللت عامًا كاملاً بلا مرتب، ثم قرر لي أربعة جنيهات في الشهر مع بداية عامي الثاني مع الفرقة، وأعطاني اسم فني هو نجوى سالم”، لعبت الصدفة مرة آخرى دورًا في إعطائها البطولة أمام نجيب الريحاني، فكما يقول الكاتب سليمان الحكيم في كتابه يهود لكن مصريون ” في إحدى الأيام مرضت بطلة الفرقة ميمي شكيب قبل حفل افتتاح أحد العروض المسرحية التي تقدمها الفرقة، فحدثت أزمة كبيرة، وكاد نجيب الريحاني أن يلغي حفل الافتتاح، فاقترح عليه أحد العاملين بالفرقة إعطاء الفرصة لنجوى سالم، تردد الريحاني في البداية، ثم سأل نجوى سالم إذا كانت تستطيع أداء دور ميمي شكيب، ففاجئته بأنها كانت تتابع ميمي شيكيب أثناء البروفات، وتحفظ الدور جيدًا، فوافق على قيامها بالدور، وأدت نجوى سالم الدور على أحسن ما يكون، مما أسعد نجيب الريحاني، وأصبحت بعد ذلك واحدة من نجمات فرقته”
قدمت بعدها عدة عروض مسرحية واتجهت للسينما وقدمت مجموعة من الأفلام منها ملك البترول، و حياة عازب، و إسماعيل يس في دمشق، و شمشون ولبلب، و فايق ورايق، وكانت تقدم في هذه الأفلام أدوار الفتاة خفيفة الظل، والخادمة التي تثير المشاكل، والفتاة “العبيطة” التي لا تفهم شيئًا.

 

أنشئت فرقة مسرحية خاصة بها، وأطلقت عليها اسم فرقة نجوى سالم، وكانت البداية من خلال مسرحية موزة و3 سكاكين، ولعب البطولة أمامها عماد حمدي، حققت المسرحية نجاحًا كبيرًا، ثم توالت العروض المسرحية، إلا أنها ما لبثت أن واجهت أزمة مادية كبيرة، فقامت برهن محتويات شقتها، ولكنها بعد فترة عجزت عن فك الرهن، كما عجزت عن دفع إيجار الشقة لمدة 3 أشهر متوالية، فاضطرت في النهاية أن توقف نشاط الفرقة.

نجوى سالم دخلت مستشفى “بهمان” للأمراض النفسية والعصبية، وظلت في المستشفى فترة، حيث كانت تعاني من عقدة الاضطهاد، وكانت دائمة الشكوى من أن المخرجين يتجاهلونها، ولا يسندون إليها الأدوار التي التي تناسب إمكانياتها الكبيرة، وتم علاجها على نفقة الدولة، حتى تماثلت للشفاء، وعادت للعمل مرة آخرى.،لم تكن تلك المرة الوحيدة التي تم فيها علاجها على نفقة الدولة، فبعد تعرضها لأزمة نفسية وصحية مرة آخرى على إثر خسارتها أموالها في الفرقة المسرحية التي كونتها، أصدر الدكتور عبدالقادر حاتم وزير الثقافة والإعلام في ذلك الوقت قرارًا بعلاجها على نفقة الدولة، وصرف إعانة مالية لها لحين عودتها للعمل بعد شفائها التام.

 

 

بعد قيام ثورة يوليو 1952م، بات اليهودي شخصًا غير مرغوب فيه نهائياً على أرض مصر ، وقرر الرئيس جمال عبد الناصر طرد اليهود من مصر لكن الغريب أنه أستثنى” نجوى سالم “من هذا القرار، بعد أن كتبت إليه رسالة سلمتها إلى الضابط أنور السادات تستجير به من قرار طردها من مصر التي أحبتها وعاشت فيها عمرها كله.

وأعلنت نجوى سالم إسلامها سنة 1960م، بعد رحيل اليهود عن مصر وتزوجت من الناقد الصحفي عبد الفتاح البارودي.

لعبت نجوى سالم دورًا وطنيًا لا ينسى بعد نكسة 67، وقدمت مع فرقتها عروضًا على الجبهة في منطقة قناة السويس، ولهذا حصلت على درع الجهاد المقدس تقديرًا لدورها الوطني الكبير، وبعد نصر أكتوبر دعت أبطال حرب أكتوبر لمشاهدة مسرحيتها “ممنوع لأقل من 30″، وكانت تقف كل ليلة مع أعضاء فرقتها ليستقبلوا ضيوفًا من أبطال أكتوبر بالزهور والتصفيق.

عاشت نجوى سالم طوال حياتها تؤكد أنها لم تتزوج،وعاشت نجوى سالم سنواتها الأخيرة بعيدة عن الفن، وفي أحد الأيام شعرت بالتعب، فذهبت للمستشفى برفقة عبدالفتاح البارودي، ولم يعرف أحد أنه زوجها، حيث قال أنه أحد أقربائها، ولم تمض ساعات قليلة على وجودها بالمستشفى، حتى رحلت في هدوء 12 مارس 1988م ، عن عمر يناهز 63 عامًا، ودفنت في مقابر البساتين بالقاهرة رحمها الله.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.