أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

الفن الشعبي وفن الهوامش مابين مؤيد ومعارض

الفن الشعبي وفن الهوامش مابين مؤيد ومعارض

بقلم د. سحر الحسيني

وسائل التواصل الإجتماعي أعادت تشكيل العقائد الثقافية والفنية فبات متاحا للجميع تقديم ما يمتلكه من موهبة وايضا متاح للجميع الرفض والتأييد.

لذلك فقد وصلنا جميعا للإعتراف أنه ليس بالمتون الجمالية فقط تتشكل ثقافات المجتمعات.

وانه من الضروري ان نمتلك تلك النظرة الشمولية التي تؤهلنا دوما لتقبل الروافد باختلافات تفاصيلها .

إعترافنا بنوع فن بعينه لايمكن أن ينفي غيره، الأوبرا والسيمفونيات والجاز والبوب وووووووو موجود ورائع وله محبيه.

والشعبي القادم من منبعه وجذوره وأصوله، والمعتمد على الصبغة المحلية .و الذي سيظل محتفظا بمصريته الخالصة .

البارع فى تقديمه والعمل عليه تلك المواهب سواء كتابة أو صوت أوعزف المغمورة فيه حتى النخاع.
ويمثلهم ويعبر عنهم .

وعندما نعمد إلي تقييم هذا النوع من الفنون، فإنه يتم تقييمه خارج الصندوق لأنه لا يخضع للقلم والمسطرة وعلم العروض.
تقييمه الوحيد هو…

هل نجح صناع هذا اللون من الوصول للمتلقي بسلاسة وسهولة ؟
هل تم من خلاله التعبير عن ماهية وإحساس الطبقة الشعبية بخصوصيتها الشديدة؟

الباند لهذا النوع من الفنون طبلة، واكورديون، ورق.

وصوت بدرية السيد بنت الإسكندرية صانعة الفنون، ثم يأتي (عدوية) وملك الاكورديون (أبو السعود) و(حسن الأسمر) و(البرنس) (وعبد الباسط حموده) الصوت والإحساس الشعبي البسيط رغم شدة عمقه وتميزه باختلافه الفنى الذي يجعله مقبولا.
ومن يرفض ألوان الفنون المتابينة فهو غير عادل في حكمه ,لأن الفن انعكاس لكل فئات وطبقات المجتمع، التلقائية القريبة جدا من اللامتوقع هى السمة الأساسية للفن الشعبي.. عدوية وشفيق جلال وعبد الباسط وغيرهم.
ولهذا عندما دخل( بيرم التونسي) و(فؤاد حداد) و(صلاح جاهين) و(مرسى جميل عزيز) مجال الأغنية الشعبية خرجت بالنهاية مخلوطة برقي غير مقصود فلم تصل لهدفها وتوفي بالغرض.

بيرم وحداد بالمصري الفرنسي، وجاهين وعزيز بالمصري الإنجليزي.
فصنعوا إبداعات شبيهة جدا بالشعبي مع فارق (التلون بالرقي وانتقاء الحرف)
كتب عزيز (يا مزوق ياورد ف عود) لعبد العزيز محمود رجت الدنيا ولكنها أبدا لم تستطع إختراق وتسلل البيئات الشعبية. لأنها ترتدى قطعة ما مختلفة،أتفهم جيدا حماس نجيب محفوظ لعدوية في بداية ظهوره، رغم إتهام الأخير من الجمهور والنقاد وقتها بالسطحية والابتذال ولكن لانه نجيب محفوظ ابن الحارة الشعبية، ويعلم جيدا ماذا تعني الثقافة الشعبية.

كما وجدنا على الجانب المقابل ايضا الفن الشعبي المترف
فكان عبد الحليم، ونجاة، وفايزة احمد، و محمدفوزي وووو.
كان نجاحهم محدود، لأنهم قدموا الشعبي باعتباره موضة وليس فن قائم بذاته.
فغنى عبد الحليم علي سبيل المثال (حسب وداد جلبي)
نجحت هذه الأغاني ولكنها دوما كانت مفتقدة للروح الشعبية الدافئة.

من المؤكد أنه كان هناك إعتماد بشكل كبير على الكلمات (الأبنودي وغيره)، وعلى اللحن أيضا (مثل بليغ حمدي وغيره) .
ورغم ذلك دوما كان هناك ذلك الجزء شديد الخصوصية الناقص والذي أبدا لم يكتمل.

أما بالنسبة للمحدث العبقري (محمد فوزي) فهو دائما وأبدا كان يغرد خارج السرب حيث لاتعليق . فلم يكن فوزي يوما مطربا عاديا بل كان حالة خاصة جدا.

وعن المهرجانات فكما قالوا المعاصرة حجاب، أنا لست ضده ولا معه.
قد لا أسمعه ولكني أبدا لست ضد منعه ,له جمهوره ومريديه وفي حد ذاته هذا يعد نجاحا، بغض النظر عن تقييم هذا النجاح، وأسبابه,
لكن المؤكد هو جودة الأصوات الجديدة.

ففي الحقيقة لا تقارن أبدا بمن سبقهم، مثل عدوية أو الريس متقال مثلا، فهناك استسهال كبير، بالموسيقى والكلمات.

وبالنهاية عندما يغني عبد الباسط حمودة. ده طلع في نهار
الحان : ايهاب عبد الواحد
كلمات : منه القيعي
توزيع : نادر حمدي
ليخرج لنا هذا الإحساس الرائع كلمات ولحن وصوت
إذن نحن أمام نوع من أنواع الفنون، جاهل وبعينه رمد من ينكره.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.