“الفى ذراع”: أنغام الروح فى مسرح الحياة

“الفى ذراع”: أنغام الروح فى مسرح الحياة

بقلم_أمجد زاهر

عرض “الفي ذراع”، الذي قُدم ضمن فعاليات درب الصليب لعام 2024، على مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية هو تجسيد فني ينقلنا إلى عمق التاريخ ، مستكشفًا الأبعاد الروحية والإنسانية في زمن يسوع المسيح، مُقدمًا رؤية فنية تجمع بين الدراما والموسيقى والترتيل؛ انتاج كنيسة مارجرجس بمنشية البكرى .

النص واللغة

العرض يتميز بنص مسرحي مكتوب باللغة العربية الفصحى،  تتجلى البلاغة والجمال في الحوار والوصف، مما يضفي على العرض طابعًا أدبيًا رفيعًا.

؛فالكلمات تُعانق الأذن بعذوبة، وتُرسم صورًا حية لحقبة تاريخية مُضطربة، مُعيدةً إحياء زمن ما قبل مجيء يسوع المسيح.

 

البداية الموسيقية

العرض يبدأ بمقطوعة موسيقية حية تُعد الجمهور للدخول في أجواء العرض،

مُستخدمًا الإضاءة الزرقاء والبيضاء لتعزيز الشعور بالانتقال عبر الزمن.

 

أوفرتيرا

يبدأ العرض بأوفرتيرا تعرض حقبة زمنية قديمة، حيث يظهر فريق الغناء بأقنعة سوداء يرددون الأهات، مجسدين الحالة الروحية للشعب المنتظر للمسيا.

يتطور العرض ليعرض حوارات بين الشخصيات تدور حول انتظار يسوع المسيح، وتتخللها مشاهد تعكس الفرق بين البئر والينبوع، رمزًا للخلاص والحياة.

 

 التحول الموسيقى 

 الأصوات الموسيقية بالعرض تُشبه الآلات، والأقنعة السوداء تُضفي على الفريق الغنائي طابعًا مسرحيًا مُميزًا، يُبرز التحول من السكر والغواية إلى الروحانية والترنيم.

 

الموسيقى والتراتيل

تلعب الموسيقى دورًا محوريًا في العرض، حيث تتحول الأصوات الموسيقية إلى تراتيل روحية تعبر عن الرسالة السامية للعرض.

يتميز العرض بالتحول الدرامي من الأقنعة السوداء إلى مرتيلين ينشدون كلمات تعبر عن يسوع ودعوته للتبعية.

 

الحوار والتساؤلات

الحوار بين الشخصيات يُبرز الصراع الداخلي والتساؤلات حول مجيء المسيح، مُعالجًا موضوعات الانتظار والتحرر من الاحتلال الروماني.

 

التحول الروحي

العرض يُظهر التحول الروحي للشخصيات، خاصةً من خلال مشهد لقاء يسوع بالمرأة السامرية، والذي يُقدم بأسلوب يُعبر عن العمق الروحي للحدث.

 

الإلهام البريختي

 

العرض يُحافظ على المدرسة الكلاسيكية القديمة، مع إضافة لمسات من الإلهام البريختي فى لحظة  تحول الأصوات الموسيقية اصحاب الأقنعة السوداء إلى مرتيلين يُنشدون التراتيل الروحية.

، مُقدمًا تجربة مسرحية تُحاكي تلك الحقبة بشكل واقعى يحرك القلوب.

التقييم

على الرغم من بعض الضعف في الأداء التمثيلي ومشكلات الإضاءة، إلا أن العزف الموسيقي وأصوات المرتلين والديكور المسرحي قد رفعوا العرض إلى مستوى فني رفيع، مقدمين تجربة مسرحية غنية بالمعانى والعبر.

 

” المعنى الرفيع “

يختتم العرض برسالة قوية تعكس البحث عن المعنى الحقيقي للخلاص، مقارنًا بين الينبوع الذي يظل حيًا رغم محاولات الإطفاء، والشخصيات التي تسكر ضمائرها وأرواحها، متسائلًا عن الطريق الصحيح والحق.

 

الرسالة والمعنى

عرض “الفي ذراع” هو استعارة للبحث عن النقاء والخلاص في عالم مليء بالخطايا والتحديات. العرض يُطرح أسئلة عميقة …ما الفرق بين البئر والينبوع ؟ 

 

الختام

“الفي ذراع” يُقدم رسالة عن القرب من الينبوع الروحي الذي يُمكن أن يُغير الحياة.

 

وعلى الجانب الأخر؛ يعد مسرح الأنبا رويس، بتاريخه العريق وتطوره عبر العصور، يوفر مساحة فنية مثالية لمثل هذه العروض المعقدة والمتعددة الأبعاد.

 

ومع الجهود المستمرة لتحسين الجودة، يمكن لهذا المسرح أن يستمر في تقديم تجارب ثقافية غنية لجمهوره وذلك تحت إشراف وإدارة مديرة المسرح ” ميرفت صليب .”