الكورونا.. أعظم درس من الله للبشرية.

كتب/ عبداللطيف مطر

كائن غير مرئي وفي منتهى الصِغَر يهدد الجميع بل لا يفرق بين فقير وضعيف وبين غنِىّ وقوِىّ وصاحب نفوذ، كائن لا تستطيع أقوى الأسلحة والمدرعات إيقافه.

بعد أن بالغ البشر في الاقتتال والتناحر بل استباحوا القتل والتهجير وتمادوا في ارتكاب المعاصي والجهر والتباهى بها، بعد أن ازداد الجشع والظلم وحقد النفوس وبعد أن قست القلوب واتَّسخت الألسنة واعتاد الناس النِعَم وابتعدوا عن شكر الله وطاعته، بل نسي الكثير منهم عقاب الله.

عندئذٍ ظهر البلاء  وأرسل الله الوباء فهل سيتعظ البشر ؟ هل سيشعروا بنِعَم الله عليهم ؟ هل سيدركوا القيمة الحقيقية لكل نِعمة من نعم الله سبحانه التى لا تٌعَد ؟

الحرية، الأمان، الطمأنينة، الصحة، راحة البال و الاستمتاع بمُتع الدنيا بلا حائِل ولا مانع ؟
هل سيرجعوا إلى الله يشكروه ثم يستغفروه ؟
هل سيُقَدِّروا القيمة الحقيقية للعلماء والمُعَلِّمين و للأطباء والممرضين و لكل من يخدم الإنسانية ويضيف إليها، لكل من يٌعَمِّر الأرض، لكل من ينشر الأمن والسلام ؟
هل سيعيدوا النظر في كيفية تقدير الناس وفقا لقيمتهم ودورهم وفائدتهم للمجتمع ؟

وإذا كشف الله الضُر والبلاء ، فهل سيعود الناس إلى ما كانوا عليه ؟
قال تعالى :
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (45)}

فَذلك هو ترتيب الأحداث فى كتاب الله:
– ظُلْم الناس ومعصيتهم لله
– عذاب الله والبأساء والضراء
– دعاء الناس وتضرعهم إلى الله ليرفع البلاء
– رفع الله للبلاء عن البشر (بمشيئة الله)
– نسيان البشر وقسوة قلوبهم مرة أخرى
– فَتْح الله على الناس أبواب النِعَم
– أخْذ الله للناس فجأة

اللهم عافِنا فيمن عافيْت وقِنا برَحمتِك واصْرف عنّا شر ما قضيْت
نستغفرك اللهم من جميع الذنوب
جميعها
ونتوب إليك .