أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

“المطلقة” ونظرة المجتمع السلبية لها.

بقلم دعاء سنبل

المرأة من الطبيعي تتحمل الكثير والكثير من أجل بيتها وأبنائها ، وغالباً ماتتحمل العبء الاكبر للحفاظ على الكيان، التي قامت ببنائه لكن احياناً تصل الأمور لحد المستحيل ولا تجد امامها حل سوى الطلاق فهو احياناً الحل الوحيد للتخلص من المشاكل وتجنبها ، قرار الطلاق من أصعب القرارات التي تتخذها المرأة لكن قد وصل الأمر بعدم وجود بديل لتنقذ أبنائها من جو المشاحنات والخلافات التي تصل إلى الإهانة الجسدية وتحطيم نفسيتها ونفسية أبنائها

“الطلاق” بالرغم أن الله حلله لكنه ايضاً مكروه من الله في قوله تعالى “أبغض الحلال عند الله الطلاق”،لكن في بعض الحالات يكون السبيل الوحيد للخلاص من الضغط النفسي والعصبي والإهانة بجميع أشكالها وخصوصاً لو كان الزوج عنيد وعصبي بشكل يصل لعدم السيطرة أو بخيل لا يتحمل مسئولية أولاده وبيته نهائياً او يتعاطى المواد المخدرة يصبح أدعى للطلاق.
لا أحد يدرك قدر المعاناة التي عانتها تلك المرأة لأتخاذ هذا القرار ،فقد نرى المجتمع يصدر أحكام ظالمة على المرأة المطلقة ،
كيف لشخص أن يصدر حكم وهو لا يعلم كم مرة تألمت تلك المرأة وكم مرة تم إهانتها وكم من مرة ضربت كالبهيمة أمام عيون أبنائها وكم من مرة خانها هذا الزوج مع الأسف لن تحس وتدرك قدر معاناتها الا واحد المقربين إليك عانى نفس معاناتها .

المرأة المطلقة لم ترتكب جرماً ولا هي أمرأة عاهرة ،لكي يظل الجميع يتحدث في عرضها و يتابعها بنظرات الأحتقار او الطمع فيها ، أتقوا الله ألا يكفيها ما مرت به من خراب بيتها التي طالما ماحلمت ببنائه وأن تعيش فيه حياة مستقرة ومستقلة ،لكن أتت الرياح بما لاتشتهي السفن وهدم حلمها ،ألا يكفيها هذا الدمار ،لماذا لا تدعوها وشأنها ولا تدمرون كيانها أكثر من ذلك .

أتعجب كل العجب عندما أرى بعض الرجال عندما يريد أن يتزوج من مطلقة ،يتعامل معها على أنها سلعة مستعملة ، ويعيد تفكيره ألاف المرات ، لو فكر الرجل بهذه الطريقة هذا دليل على ضعف شخصيته وعدم ثقته بنفسه ، عزيزي الرجل أليس من الممكن ان تكون أختك هي المطلقة أو بنتك في المستقبل تتعرض لنفس ما وجهته تلك المرأة ،فماذا يكون رأيك حينها ستفكر بنفس النمط .

ياعزيزتي لا تخجلي ولا تخافي من المستقبل “لا تدري لعل الله يعوضك بالخير سواء بزوج صالح أو بأبن بار ينسيك آلامك ،او بعمل تحققي فيه نجاح وكيان لعل الخير لم يأتي بعد .

في نهاية حديثي أحب أن أوجه كلمة لكل شخص لو فكرت بنظرة رحمة وعقل ستجد أن هذه المرأة ظلمت كثيراً ، بدل من أن تجعلوها أرض خصبة للغيبة والنميمة وتنظروا لها نظرة العاهرة ، أتركوها في حالها الذي لا يعلمه إلا الله ،وبدلوا نظرتكم بالأحترام ،من الواجب على المجتمع رعايتها وحمايتها فلا أحد خالي من غدر الزمان ،ولا تعيب في أخيك لعل الله يشفيه ويبتليك .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.