أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

الموسيقار مصطفي دويدار يكتب في ذكرى رحيل عبدالحليم : حكايتى معه ورحلة الوداع

الموسيقار مصطفي دويدار يكتب في ذكرى رحيل عبدالحليم : حكايتى معه ورحلة الوداع

هذا اليوم ٣٠ مارس والذى شهد رحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ عن عالمنا منذ نحو ٤٦ عاما له ذكريات حزينه لايمكن أن أنساها.

واسمحوا لي أن أكتب باللغة العامية الدارجة ودون محاولة إجراء أى تغييرات لرغبتى فى ينشر كلامى كما هو ومن داخل ثنايا قلبي وكما هو .

يوم سفر حليم

من سنين وسنين لما نحكى ونقول ازاى الصدفه تجمع اخر من يتوقع له عندليب الغناء فى العالم العربى انه لو كتب الله له العمر ان يكون صاحبنا هذا الذى جاء له ليقابله من عالم لايتوقعه ان يعلن له حليم ان يكون يوما ما من اهم ملحنيه.
هذا الذى كتبت له الصدفه ان يقابل عبد الحليم فى نفس اليوم الذى سيصبح حليم فيه على سفر فى اخر رحلاته الى لندن التى لم يعود منها الاجسد فارقته الحياه وان لم تنتهى اسطورته التى ستظل مدى الحياه هذا الذى يروى حكايته مع عندليب الزمان. هو من يكتب هذه السطور يكتبها للعاشقين للحالمين للهائمين للتاريخ.


هذا العاشق الولهان جري هارعا بعد ان حدثت له حادثه وهو فى سن السادسه عشر وهى ان يطرد من معهد الموسيقى بطريق الخطا .

قصيدة السيد نام

وظل حزينا عام كامل ولكن المزيكا لم تفارقه كان يلتهم كل ماتروق له عينه من كلمات تروق له ومنها لحن قصيده وجدها فى جريده الاهرام للشاعر الكبير نزار قباني وهي “السيد نام” لحنها وحفظها ارتجاليا وذهب بها الى شركه صوت الفن القريبه من ميدان العتبه وايضا قريبه من مسكنه فى الحسين ليجد مجدى العمروسى ويعرض عليه اللحن ذهل مجدى العمروسى من هذا الولد الذى لم يعرف من اين جاء له وقال له بالحرف حتقدر اما تشوف عبد الحليم تسمعه هكذا ؟!
فرح جدا وقال له اقدر ده انا عامل اللحن ده ليه قاله ومن حظك ان النهارده كل حبايب حليم جايين يودعوه قبل مايسافر بكره فى الفجر.

حفل الوداع ورحلة الدموع

وبالفعل ظل صاحبنا طول النهار فى ميدان الاوبرا حتى جاء الليل وبعد حفله توديع حليم دخل صاحبنا فوجد مجدى الذى اخذه لحليم مسرعا وحليم عرف انه هو الاخر جذور عائلته من الشرقيه بالزقازيق سمع اللحن واذهله اختيار هذا الولد الصغير لتلك القصيده بالذات التى هو نفسه كان يعدها ليغنيها. رحب به حليم وقاله انت لازم تروح معهد الموسيقى بكى الولد معترضا ان يدخل المعهد الذى طرده ضحك حليم وقاله هيه كده المعهد اللى بينطرد منه حد بيصبح هو اللى المفروض يبقى فيه خد من حليم كارت باسمه علشان يقابل لجنه المعهد برئاسه دكتوره رتيبه الحفنى. وقاله الجمله الشهيره اللى ماينسهاش صاحبنا لو كتب الله ليه الرجوع حتبقى واحد من اهم ملحنينى وذهب حليم لرحله بلا رجوع وذهب صاحبنا الى تلك الدنيا التى ليس لها حدود وراى فيها الكثير ولا زال حتى اليوم يرى فيها الحلو والمر والفرح والالم والياس والنجاح والضحك والدموع والجوائز والمؤامرات.
رحلة لاتنتهى الا بانتهاء حياه الفنان. ولم يبقى منها الا اعماله الحياتيه والفنيه. وطبعا دى احدى محطات حياتى الممتلئه بحكايات المشوار الطويل والعذاب اللذيذ الجميل الذى نختاره بمحض ارادتنا وحب اهوائنا.
وهذه هى قصتى مع حليم .. اكتبها في ذكرى رحيلة والتى توافق اليوم 30 مارس .
رحمة الله علي هذا الفنان الكبير وكل مبدعينا الكبار.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.