أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

الهام عفيفي اديبة مصرية تسعى لتحقيق الريادة لادب المرأة

الهام عفيفي اديبة مصرية تسعى لتحقيق الريادة لادب المرأة

حوار:- وائل جنيدي

لا يخفى على احد من متابعي الفنون الادبية في وطننا العربي الان ما نالها من تغير لا يراه الكثيرون تغيرا حميدا بل ويرى البعض ان الفنون الادبية الاصيلة والقائمة على الاصول المرعية والعلمية لهذا الفن تحتضر وقد احتلت الساحة الادبية اشباه فنون واشباه آداب لا ترقى حتى لتسمى بهذا المسمى وقد يرى البعض ان المشهد صار معتما جدا واستبد الظلام والظلمات بكل شئ .لكن ..

الناظر المدقق يجد الكثير من بقع الضوء والمحاولات الجادة للعودة بمسار القافلة الادبية الى صحيح الجادة وقويم السبيل ..

ومن بين الفنون الادبية التى يخشى عليها الضياع والاندثار هو ادب المراة او ما يسمى بالادب النسائي والذي حملت رايته نساء عربيات على مر قرون طويلة واستمر حتى بلغ القامات العليا من اديباتنا المعاصرات الائي يصارعن ظلمات المجتمعات المعاصرة وينسجن بالكلمات ثوبا جديدا للمراة العربية  ويشكلن واقعا ملائما لقيمة المرأة فى المجتمعات العربية

قد اخترنا محاورة احدى الاديبات الائي اثر انتاجهن الادبي بشكل واضح في شكل الادب النسائي ووجة قضية المراة بشكل عام وهي الكاتبة المصرية الهام عفيفي

وكان حوارنا معها كالتالي

-من هي الهام عفيفي؟
سيدة مصرية .. ذات أصول ريفية .. زوجة وأم لثلاتة أبناء .. درست المحاسبة أعمل في مجال المجتمع المدني .. أهوى الآداب والفنون
 -كيف كانت بداية الهام عفيفي مع الشعر خاصة ومع الادب عامة؟
احببت القراءة والكتابة منذ صغري.. وكنت اقوم باعداد وتحرير مجلة الحائط بالمدرسة منذ ان كنت بالمرحلة الابتدائية وساعدني والدي رحمه الله في ذلك حيث أنه كان أزهريا مستنيراً.. وشجعني على القراءة في مختلف الموضوعات بجانب المداومة على قراءة القرآن الكريم، حتى أنه علمني بعض أحكام التلاوة.. وكان دائما يقول إن من يتقن قراءة القرآن يمتلك جمال اللغة. بدأت أرسم ارائي وتخيلاتي واحلامي ومشاكلي على الورق منذ مرحلة المراهقة.. كنت اكتب كل ما اشعر به لكني كنت اخجل ان اتحدث عنه أو أن يطّلع عليه أحد .. وكان لي دفتر مذكرات خاص بي.. أخفيه عن الجميع .. ومنذ المرحلة الاعدادية كنت ارتاد مكتبة المدرسة بانتظام لاستعارة الكتب، وكذلك كنت اوفر من مصروفي لاشتري الكتب.
 -ماهي اهم النقاط الفارقة في تكوين اللون الادبي والاتجاه الشعري لالهام عفيفي؟
بدية كل مرحلة عمرية هي نقطة تحول في حياة كل انسان وكانت كذلك بالنسبة لي ففي كل مرحلة كنت اكتشف احساساً مختلفا بالكلمة والتعبير الادبي وحتى نغمة الموسيقى.. بدأت بالتعبير في شكل نثري وكنت انشر بعض كلمات منها على صفحتي على الفيس بوك .. حتى جاءت النقطة الفارقة الأولى قرأ كلمتي أحد الاساتذة في مجال الادب والقصة وهو الاستاذ مختار السيد فحادثني وسألني كيف لا أحاول الكتابة فأخبرته انني اكتب بعض تخاريف فطلب مني ان يقرأها فأخبرني ان ما أكتب يسمى قصيدا نثريا واني اكتبه بموهبة فطرية وقد ساعدني وارشدني لم يجب ان اقرأه لأطور من هذه الموهبة وانميها، حتى تجرأت على طباعة أول دواويني “همس القرنفل” والذي حاولت فيه وصف أحاسيس المرأة واحلامها واحباطاتها ومشاكلها ….. ثم كانت النقطة الفارقة الثانية حين فوجئت بنفسي أكتب كلمات بالعامية أثنى عليها استاذي واصدقائي والمتابعين لصفحتي .. فزدت من قراءاتي لأشعار عظماء العامية المصريين وزادت قصائدي العامية وتطورت بشهادة اساتذة ونقاد. أما أكثر النقاط الفاصلة أهمية في حياتي كانت لقائي بأستاذي ومعلمي الفاضل د. رمضان الحضري حين عرفتي به صديق مشترك في إحدى الندوات وتشرفت بقراءته لديواني .. وكانت أسعد لحظات حياتي حين شهد لي بوجود موهبة كبيرة واضحة، وأعطاني الكثير من النصائح حول ما أقرأ وما أفعل لتنمية وتطوير هذه الموهبة فلزمت نصائحه وما زلت أعود اليه لأنهل من فيض علمه وهو لا يرد من يطلبه ابدا .. وبالفعل ظهرت ثمار علمه ونصائحه في كتاباتي الاخيرة والتي أثنى عليها كل من قرأها والحمد لله..
– هل ترى الهام عفيفي ان قصيدة النثر في افضل حال لها الان ؟
وهل يمكن له ان تناطح الشعر التقليدي او تشاركه المكانة في وقت قريب؟
قصيدة النثر تعطي حرية أكبر للكاتب فلا تلزمه بإطار الوزن والقافية بدقة الشعر العمودي.. فيكون الاساس كيف تستطيع توصيل احساسك من خلال ما ترسمه من صور ادبية .. لكن لقصيدة الشعر العمودي بريقها وعشاقها لأنها الأكثر موسيقية في الاذن .. كما أن من يكتبون قصيدة النثر بشكل جيد غالبا غير معروفين ولم تصبهم الشهرة بعد للاسف.
-احتل الشعراء العرب من الرجال المواقع الرائدة في شعر المرأة وحازوا السبق في التعبير عنها ومحاولة ابراز الحالة النسائية فى الادب…برأيك اين كانت المرأة ذاتها من قضاياها في تلك المرحلة؟
وهل تتوقعين ان تنتقل الريادة في هذا المضمار لشاعرات عربيات في المستقبل المنظور؟
الغريب ان الشاعرات كن موجودات وبقوة في العصر الجاهلي والاسلامي الأموي والعباسي ثم اختفت المرأة من الساحة الشعرية أو لم تصلنا اخبار عن شاعرات متميزات في العصر المملوكي والعصر العثماني سوى عائشة الباعونية وذلك على ما اعتقد بسبب ما عانته المرأة من كبت لحريتها وحرمانها من حقوقها التي اعطاها الله لها.. حتى ظهر صوت نازك الملائكة وفدوى طوقان وجميلة العلايلي كصرخة ميلاد لوجود الموهبة الشعرية لدى المرأة وقد ظهر نزار قباني في وجودهن لكن نزار كان اكثر جرأة في التعبير عن مكنون المرأة واحساسها.. كان لا بدَّ لهذه الشعلة الشعرية النسائية أن تنتقل من يدّ إلى أخرى، لكني لا اعلم على وجه التحديد ما السبب في عدم ظهور شاعرات متميزات يقمن بذلك .. ربما لأن قليلات من الاديبات والشاعرات يستوعبن مشاكل بنات جنسهن ودورهم في تغيير المجتمع، فأغلبهم لا يكتبن الا في الشوق والهجر والخيانة وما الى ذلك .. ينقصنا أن يحاول الاعلام الاهتمام بالشعر وخاصة الشاعرات الموهوبات ممن يملكن موهبة حقيقية وثقافة ورؤية يمكن ان تساهم في نهضة ثقافية تعيد لمصر ريادتها السابقة ويستطعن تحقيق المكانة اللائقة بالشاعرات المصريات.. فالاعلام لدينا وللأسف غير محترف ولا يهتم الا بالربح.. فنجده يسلط الضوء على نماذج لا تصلح ان تكون واجهة لدولة بحجم وحضارة مصر .. فما يصدره من نماذج قلما تكون مواهب حقيقية.. او مثقفين حقيقيين.. انما تسلط عليهم الاضواء فقط لأنهم من المعارف والاصحاب او لأنهم مصدر نفع.. في حين يتواري اصحاب المواهب والمثقفين الحقيقيين ولا يجدون من يبرزهم ويعرض ابداعاتهم.
-هل تاثر الشعر النسائي العربي بنظيره الغربي كحالة مدرسة ابولو او الديوان ام هو امتداد لاصل الادب النسائي العربي القديم وعلى خطي الشاعرات الكبيرات كالخنساء وغيرها؟
التأثر بالشعر الغربي جاء نتيجة طبيعية لحركات التحرر السياسية والاجتماعية بشكل عام وقد حدث أيضاً في الشعر النسائي لأنه جزء من الشعر العربي .. فلم تجد نازك أو طوقان أو جميلة يكتبن كما كانت تكتب الخنساء أو غيرها … لقد كن شاعرات مثقفات واعيات يعلمن جيداً أن لكل عصر فرسانه ولكل زمن أدواته وكلماته .. فلا يصح أن أركب جملاً في عصر الطائرات، لذ عبرت كل منهن عن نفسها كامرأة وعن قضايا وطنها بما يناسب عصرها.
-من مكتبة الهام عفيفي اي الكتب كانت اللبنة الاساسية لتكوين الوجدان الادبي لها ومن هم او هن اصحاب التاثير الاكبر عليها ؟
بالنسبة للكتب في مرحلة الطفولة أول ما قرأت القرآن الكريم ثم قصص الانبياء والسيرة النبوية للعظيم عبد الحميد جودة السحار .. ثم روايات يوسف السباعي ونجيب محفوظ وتشارلز ديكنز أما صاحب الاثر الأكبر في تكوين شخصيتي بشكل عام والدي رحمه الله ثم والدتي أطال الله بقاءها.
-في النهاية وكرسالة الى الاديبات الشابات والادباء الشبان من المتطلعين الى التميز فى الادب ما هي النصيحة التي ترين انها خلاصة خبرتك الادبية ؟
القراءة واستمرار الرغبة في التعلم .. أن تعلم جيدا أن أفضل ما كتبته لم يأت بعد .. وأن لديك الافضل دائما .. وهي نصيحة أقدمها لنفسي أولاً ودائما .. فأنا ما زالت أتحسس طريقي في عالم الأدب وأتمنى أن أظل دائما اشعر بأن لدي الافضل حتى أظل أكتب.
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.