“امرأه تساوي جيشاً كاملاً” تنقلها لكم / دعاء خطاب
“امرأه تساوي جيشاً كاملاً” تنقلها لكم / دعاء خطاب
كانت في الأربعين من عمرها
وكان هو في الخامسة والعشرين!
كانتْ حنونة تُغدِقُ عليه كلَّ قلبها
فتُشعره أنها في مثل سنِّه، وكان حكيماً
ناضجاً إلى الحد الذي يُشعرها أنه في
مثل سنِّها!
كانتْ ثرية جداً ولكنها كانت تُشعره أنه
عندها أغلى ممَّا تملك، وكان فقيراً ولكن
كان يُشعرها أنها أغلى عنده ممَّا تملك!
فإن قيل لك أنَّ الحُبَّ يصنع المُعجزات فصدِّقْ!
وينزلُ الوحي، ويا لهول الموقف، لا بُدَّ له
من ملجأ بعد هذا الذهول والبرد الذي
أصابه، فلم يذهب إلى عمِّه الشجاع
حمزة، ولا إلى عمِّه الحنون أبي طالب،
ولا إلى صديقه الوفي أبي بكر، وإنما
ذهب إلى خديجة، كان يعرفُ أنَّ عنده
امرأة تُساوي جيشاً كاملاً ولقد كانتْ عند
حُسنِ ظنه بها!
هدَّأته، وذكَّرته فضائله، ثم أخذته إلى
ورقة بن نوفل، فلما علمتْ أنه نبي كانت
أول من أسلمَ من أهل الأرض!
وتموت خديجة… وتضيقُ الأرضُ عليه،
فيأخذه ربُّه إلى السماء فيما يُشبه عزاءً
لرجل مكلوم فقدَ حبيبته الحنون، وصديقته الرؤوم، وزوجته الوفيَّة!
ويُهاجر ويتزوج ويبقى مكان خديجة
في قلبه شاغراً لا يملأه أحد!
كان قد شارف على الستين حين رأى
عجائز قد شارفنَ الثمانين فخلعَ رداءه
ليجلسنَ عليه، وقال لمن حوله يُبدِّد استغرابهم: هؤلاء صُويحبات خديجة!
وتأتيه امرأة عجوز في بيته، فيهشُّ لها
ويبشُّ، فتستغربُ عائشة كل هذا
الترحاب، فيُعلِّل قائلاً:
إنها كانت تأتينا زمان خديجة!
زمان خديجة!
ألاحظَ أحدكم أنه كان يُؤرِّخ حياته بها!
وكان يذبحُ الشاة، ويُقطِّع لحمها ثم يقول:
أعطوا منه صُويحبات خديجة!
ويقول أنس كان النبيُّ صلَّى الله عليه
وسلَّم إذا أُتِيَ بالشيء يقول:
“اذهبوا به إلى بيت فُلانة فإنها كانت تُحِبُّ خديجة”!
إنه لا يُحبها فقط، بل يُحبُّ كل من أحبَّها!
اللهم صل وسلم وبارك على اشرف الخلق
أجمعين سيدنا محمد وعلى أزواجه
أمهات المؤمنين وعلى ذريته
واهل بيته وصحابته الكرام.