أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

بالصدفة … ” قصة قصيرة” لـ دعاء احمد شكري من كتابها “فأوحى لها”

بدأت الزوجة قائلة : تزوجنى ﻷننى الزوجة الصالحة للركنة.. وإن أفرج عنى زوجى الفاضل وخرج معى أنهك قدمىَّ فى اللحاق بخطوات سيادته حتى نصل إلى ملاذه المفضل، بيت الست حماتى التى كانت دائما تمدحنى ولكن تختم مدحها بمزحتها التى تضحكها وحدها قائلة:
ونعم الزوجة.. بيتوتية .. هادئة..مطيعة .. مدبرة .. منظمة .. نموذج مثالى كإعلان الدمية الصينية اللالكترونية.
زوجى العزيز من أول يوم من زواجنا نفذ اللوائح والقوانين وكأنه نقلها معى من بيت أبى وصدرت فرماناته قائلا :
سأفعل معك كما رباك أبوك وتربيته هذه هى التى جعلتنى أتزوجك خروج ﻻ، أصحاب ﻻ ، محمول ﻻ …….. .سأسمح لك بالراديو فقط ﻷن الهاتف وغيره خط للشيطان .
أطعته كعادتى لكن عينى الشاردتين تسألانه كما تسألان نفسى دائما :
لماذا يا ترى كل شئ مباح لمن يحمل تأشيرة الذكورة وبحساب لبعض المنكوبات بلقب أنثى؟ أهكذا أغلقت كل منافذ الشيطان يا زوجى العزيز؟! عجبا رغم أنك تتمتع بكل التكنولوجيا الشيطانية كما تسميها أنت..إلا إذا كنت الشيطان ذاته..(ما علينا).. الشيطان اﻹلكترونى أقصد زوجى كان يخرج من غرفته اﻹليكترونية ، تلك الغرفة المحرمة على، ويأتى إلى ممتلئاً بالشهوة لماذا ﻻ أعلم؟ ..كنت أشعر أننى لست بحاجة لإغرائه بثوب وحركات أنثوية كما سمعت البطلة تنصح جارتها بذلك فى مسلسل ما على الراديو.. وكنت دمية مطيعة … مطلوب منى فقط أن أتجاوب معه ولكن فى حدود ما يسمح به حياء (بنت الناس المتربية) .. لكن ما ﻻ يعلمه، و رغم كل ما أتحمله منه ، أنى أحببته ،حبى له كان يملى على أحاسيس كم تمنيت أن أعبر عنها معه. وذات مرة بعد انتهاء العلاقة الحميمة الروتينية كعادته يغرب عن وجهى فأتأمل ظهره.. لكن تلك المرة ألحت على مشاعرى فتدفقت وانصهرت فيه وتركت لشفتاى العنان، أسرفت فى تقبيله.. فما كان جزائى إﻻ انه التفت ﻹرهابى بنظرات شكوكه ونهرنى: ماذا تفعلين؟ .. ومن تلك اللحظة عاد الخجل يكبت مشاعرى حتى صرت كالثلج جثة هامدة ، رغم أنه ﻻ يشعر إﻻ بنفسه شعر ببرودى..فبدأ يشتكى .
وقال الزوج :
يجن جنونى لما جد عليها من أحوال غريبة، أحيانا أجد باب غرفتها مغلقاً وأسمع آنات مثيرة..وكلما دفعت الباب وجدتها نائمة كالمحنطة لدرجة أنها لم تشعر بدفعة الباب .. كنت ﻻ أشك فيها يوما خاصة أننى تعمدت اختيار زوجة ﻻ علاقة لها بالجمال، جمالها كان فى حسن تربيتها وروحها الدافئة، كانت عملة نادرة بالنسبة لبنات العصر، حتى الشمس كانت محجوبة عنها كما حجبت عنها النت وكل سبل العصر التى توفر “الخيانة الدليفرى”، وذات يوم عدت مبكراً من عملى ودخلت على أطراف أصابعى إذ بزوجتى غارقة فى علاقة بدون رجل ..ظننتها ملبوسة أو…كانت فى حالة نشوة لم تسمح لها بالانتباه لتجسسى عليها .. وبملاحظتها بدقة رأيتها تفعل هذا وخاصة عقب كل علاقة حميمة بيننا كلما اختلت بنفسها. تمالكت نفسى، فكرت فى طلاقها.. ولكن حسن عشرتها لى شفعت لها عندى.. فعزمت على مواجهتا.. ولما وقفت على أم رأس فعلتها بدﻻً من أن أبرحها ضربا، ﻻن قلبى لرعشتها وللنار المشتعلة بوجهها وكم خجلها وكأنها ستشق النضد وتختبئ أسفله.. فجأة شعرت نحوها بكم من الود. وشكوك عصفت بذهنى فجأة ..فلامتنى نفسى سائلة:
هل رأتنى أشاهد تلك اﻷفلام، و أثارتها؟ ألم أشبع رغباتها ؟؟. ..رأسى كاد ينفجر لوﻻ سمعنا بالصدفة حالة تشبه مأساتى فى برنامج حضرتك “عيادتك الشخصية”.
واﻵن تستطيعان استدارة، بعد البوح بكل ما يعذبكما وبعد مواجهتكما الصوتية النفسية..أظن أنك لن تكبتى مشاعرك مرة أخرى أيتها الزوجة المكبوتة. .. وأنت أيها الزوج اﻻبن المدلل للعادات والتقاليد التى للأسف فطمت معظكم على أن الزوجة دمية لمتعتكم وألة لخدمتكم فقط .. أظنك الآن قد تلاشت من داخلك علامات التعجب وبحنانك نحوها ستساعدها لتترك العنان لمشاعرها وتتدفق مطمئنة بين يديك وبإذن الله لن تلجأ زوجتك مرة أخرى للاستمناء.. هكذا قالت الطبيبة، وخرجا من عيادتها أناملهما متعانقة وخطواتهما حانية…

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.