أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

بيع الوهم للشباب بأسم شهادة الدكتوراه الفخرية وسفراء النوايا ..

بيع الوهم للشباب بأسم شهادة الدكتوراه الفخرية وسفراء النوايا ..

كتبت : زينب النجار.

تزايد عدد الأشخاص الذين يحصلون على شهادة الدكتوراه الفخرية إعداد فاقت التوقعات
فنحن نشاهد منذ فترة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وهم بيع شهادات ماجستير ودكتوراه للشباب والخريجين ولكل من هب ودب أصبح دكتور بشهادة من مؤسسة أو مجلس أو جمعية مجهولة المصدر…

وقد يتفاخر هؤلاء أمام أصدقائهم وأهاليهم ومعارفهم بالشهادات والدروع التقديرية وكتب الشكر والتقدير التي أصبحت بأسعار وهمية ومبتذلة ولا معنى لها..

فنجد من يفتخر بحصوله على الدكتوراه الفخرية ومن يحصل على لقب سفير للنوايا الحسنة وسفير فوق العادة، وسفير الأحلام، والشخصية المؤثرة على المجتمع….
ههذه الأوهام تمنحها جامعات ليس لها أي صفة علمية أو أكاديمية أو حتى مقر لمؤسسة تعليمية، وليس بها طلاب أو طالب واحد يدرس بها وليس مسجلة تحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

 

فمعظم من يحصلون على هذه الشهادات لا يحملون من الوعي والمعرفة أي شئ ولا يوجد معهم ما يؤهلهم لإستحقاق درجة أستاذ أو دكتور، لكن بمجرد حصوله على هذه الشهادة يلقب نفسه بدكتور فلان وهو لا يحمل الشرف والأنسانية فمن يسمح بوضع أسمه على هذه الشهادات المزيفة يغش نفسه أولاً وكرامته ومن حوله..
وهو يعلم ومتأكد أن كل هذا ما هو إلا تزييف ، لكنه يتمادى في التفاخر والتباهي فقط لا غير.

 

وقد أصبح موضوع بيع الشهادات الوهمية مصدر استرزاق لمعدومي الضمير أصحاب المؤسسات والجامعات التي تعمل وتبيع هذا الوهم للأشخاص بدون ترخيص وبدون مزاولة عمل تجاري، فهي تختفي تحت مسمى أكاديميات جامعية
هدفها الربح الشخصي فقط من خلال إقامة حفلات في فنادق وقاعات معروفة لوهم الأشخاص أنها أكاديمية حقيقية وتقيم المؤتمرات في أفخم فنادق القاهرة ، ولكن ما لا يعلمه الأشخاص أصحاب الشهادات أنهم هم من دفعوا رسوم الحضور تحت مسمى أنها رسوم ختم وتوثيق الشهادة التحصيلية التي تبلغ بآلاف الجنيهات، ومن ثم تقوم الجمعيات والاكاديميات المزيفة؛ بمدح الشخص أمام الحضور، وأشعاره بفخر وعزة بأنه قدم إنجازات رائعة وكثيرة تستحق كل هذا التكريم والتقدير والشكر والثناء على مجهوده الرائع، ومن ثم منحه شهادة الدكتوراه أو شهادة السفير…
في الحقيقة كل شئ في هذه الزمن أصبح قابل للبيع والشراء، فالبعض يبيع كرامته من أجل المال، والبعض يبيع ذمته من أجل المال..

 

والغريب في الأمر أن من يحصل على هذه الشهادة يصدق كل هذا التزييف ويتفاخر بها ويزف خبر حصوله على الشهادة كأنه حصل على شئ رائع بعد جهد ومثابرة.

ولكن الحقيقة حصل عليها دون جهد أو تعب وبعد أسبوع واحد فقط وبدون دراسة.

فإن الدكتوراه هي شهادة موثقة بعد دراسة لمدة عامين على الأقل ولابد أن يكون حاصلها من أصحاب المؤهلات العالية التي قام بالتدريس بها وحصل على تقدير أمتياز أو جيد جداً على الأقل، كما أن من يمنح الشهادة الفخرية يكون حاصل على أعمال مبدعة في التخصصات العلمية أو الإنسانية أو الوطنية وأن تكون المؤسسة المانحة الدكتوراه جامعة عريقة ذات تراث علمي ومصداقية..

فلا يجوز بأي حال من الأحوال إستعمال هذه الشهادات للتزييف والتفاخر وإظهار لقب دكتور بالتزوير..

فالمطلوب من وزارة التعليم العالي والجهات المتخصصة مثل الأكاديميات العلمية الموثقة وضع رقابة صارمة لنظام الجودة والتأهيل للماجستير والدكتوراه.

فيجب التدخل السريع لحل هذه المهزلة والا قد نصحو ذات يوم ونجد بأن الجميع دكاترة وسفراء، ولن يحتاج الشباب حينها للدراسة والتدرج العلمي والمعرفي فنحن نواجه كارثة حقيقية سوف يضيع معها جيلاَ كاملاً من الشباب.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.