أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

بِقلَمِ: لَمْياءَ زَكِي “الحيَاةُ مع القُرآنِ”

 

 

الحياةُ مع القُرآن؛ هي النَّعيم المعجَّل،
والعيش المرغد، والسُّرور المبهجُ.

(الحياةُ مع القرآن) نعمةٌ لا تعادلها نعمةٌ، ومنــَّةٌ لا تضارعها منـــَّةٌ، وأنسٌ لا يجاريه أنسٌ.

عاشَ عمرُ رضي اللَّهُ عنه مع القرآن، فقرعته زواجره، وهزَّته مواعظه حتَّى أنَّه خرج ليلةً فسمع: “وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ” فقال: قسمٌ و ربِّ الكعبة حق. فمرض شهراً يعوده الناس لا يدرون ما مرضه.

وعاش ابنُ عباس رضي اللَّهُ عنهما مع القرآن حتى صار القرآنُ جليسَ فكرِهِ، وأنيسَ قلبِهِ، وشاغلَ عقلهِ، حتَّى أنَّهُ كان يقول: “واللَّهِ لو أضعتُ عقالَ بعيري، لوجدتُ ذلك في كتابِ الله”!!

وعاشَ خالدُ بنُ الوليد رضي اللَّهُ عنه مع القرآن حتَّى أنَّه في آخر حياته أمسك بالمصحف وبكى وقال: “شغلني عنك الجهاد”!

وعاش عكرمةُ بنُ أبي جهل رضي اللَّهُ عنه مع القرآن حتَّى كان إذا رأى المصحف يأخذه فيضعه على وجهه، ويبكي، ويقول: “كتابُ ربي، وكلامُ ربي”.

وقضى ابن تيمية رحمه الله جُلَّ حياته في الدعوة والجهاد، ومناكفة أهل البدع، فلما سُجن في آخر حياته أقبل على القرآن تلاوة وتدبراً ثُمَّ قال: “ندمتُ على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن”.

وعاش العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه اللَّهُ مع القرآن حتى قالَ عن نفسه: “لا توجد آية في القرآن إلا ودرستها على حِدَة”، (6236) آية في كتاب الله.. كلُّ آية خصَّص لها وقتاً يفردها به بالدراسة العميقة والتدبر الطويل!!!

وأفنى الشيخُ المحدّثُ أبو إسحاق الحويني زهرةَ عمره، وميعةَ شبابه في التدريس والخطابة والتصنيف، فلما منع في آخره أقبل على القرآن تدبراً، فعاش مع كلام اللَّه أجملَ عيشٍ وأهنئِهِ، وانغمس في معانيه؛ فلاحتْ له أنوارُ هداياتِه، وانكشفتْ له أسرارُ دلائلِهِ فقال بعينٍ دامعةٍ، وصوتٍ متهدِّجٍ، ونبرةٍ حزينة: “فيا ليتني أعطيتُ القرآنَ عمري”.

لقد أحصى أحدُ المشايخ المعاصرين (١٨) عالماً ندموا في آخر حياتهم أن لم يكن أكثر شغلهم بالقرآن.

إنَّ (الحياةَ مع القرآن) حياةٌ مطمئنَّةٌ، وسكينةٌ دائمة،ٌ لا يعرفها إلَّا من عاش مع القرآن.
وما قال أهل الجنة: “الحمدلله الذي أذهب عنا الحزن”؛ إلَّا لكونهم عاشوا مع القرآن، تأمل بداية الآيات “إن الذين يتلون كتاب اللَّه…..”.

إنَّ (صُحبة القرآن) هي الصحبةُ التي يثبت نفعها يوم يفر منك أبوك وأمُّك، وأخوك وصاحبُك، وزوجتُك وأولادُك، وقبيلتُك وعشيرتُك، فتلتفتَ فلا تجد إلا صاحبك الوفيَ (القرآنَ) يقف معك يجادل عنك ويشفع لك (اقرَؤوا القرآنَ؛ فإنَّهُ يأتي يومَ القيامةِ شَفيعًا لأصحابِه).(حديث شريف)

لن أقولَ جرِّب العيش مع القرآن؛ تَذُقْ لذَّة السَّعادة، بلْ تيقَّن أنَّك في خير منذ اللحظة التي تقرر فيها صحبة القرآن.

ختاماً أقولها بلسان محبٍ:
“لا تغادرْ دُنياكَ قبلَ أنْ تذوقَ أطيبَ ما فيهَا؛ العيْشَ معَ كتَابِ اللَّهِ”.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.