أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

تأثير المسلسلات وعلاقتها بالهروب من الواقع …بقلم: سمر الفيومي

تأثير المسلسلات وعلاقتها بالهروب من الواقع “دراما الحب والخيال”

بقلم: سمر الفيومي

نستطيع دائما أن نربط الحب بكل تفاصيل الحياة، أتخيل كثيرا قصة الحب كالعمل الدرامي ممتد على عدة اجزاء مع العديد من الحلقات عايشناه على مدار فترات طويلة، تعلقنا به احببنا أبطاله فحدث اندماج بين عالمنا الحقيقي وعالم المسلسل، مهما كانت أحداثه خيالية لدرجة جعلت منك تشعر وكأنك أحد الابطال، تدخل بصراع نفسي أو نوبات اكتئاب وأحيانا قفزات من السعادة فتتقلب شخصيتك مع تقلبات المسلسل، وهذا دائما حالنا مع الحبيب حينما يحدث بينكم اندماج وجداني يجعل مشاعرك كالمرآة لمشاعر حبيبك وترتبط به، تتأثر نفسيا بكل مايمر به.

تميل دائما لاختلاس الأوقات في الليل مع سكون البشر لتنفرد بحلقة ربما أكثر من مسلسلك وكأنه هو الحبيب الذي لاتعرف أن تستوضح أحداثه أثناء صخب النهار فتنتظر حلول الظلام وموعد اللقاء بينكما. كلما ازداد الحب زاد الهوس والتعلق فيزداد التركيز مع تفاصيل حبيبك، ويشرد ذهنك كثيرا لاسترجاع الذكريات واللحظات التي مضت كمَثلِ استرجاع أجمل مشاهد مسلسلك أو الحلقات التي تركت ندبة بنفسك وأحيانا قد يصل الامر للبدء في مشاهدة العمل الدرامي من البداية.

لا يتوقف الأمر على الإعادة بل يصل للبحث عن أبطال العمل خارجه وحياتهم الشخصية وجمع صورهم كما لو أن العمل الفني صار خطيبك وتستعدين ليصبح زوجك المستقبلي فتبدئي بالتقرب من أصدقاءه وأقاربه بداية من أمه او حماتك كما تتمنين.

وكما يقال قصة الحب لا يُزال أثرها إلا بغيرها والرجل يُنسى بغيره على الرغم من عدم تعميم هذا المنطق في المطلق إلا إنك ما إن انهيت عملك الدرامي وسجلت رقم قياسي في المشاهدات لكل المراجع واللقاءات الصحفية للأبطال وحفظت عن ظهر قلب قصة حياة كل ممثل به حتى إنك عرفت اسماء الكومبارس وفرِغت طاقتك، هنا تشعر بالفراغ القاتل والوحدة الشديدة كتلك التي تعتريك عندما يرحل حبيبك، واذا كان اللقاء دائما يحدث ليلا فإن الليل هنا يصبح قاسيا وباردا حتى بأكثر لياليه دفئا.

تجد نفسك هائما وحزينا تحاول ان تجد مسلسلا غيره يملأ هذا الثقب الأسود إلا انك كلما بدأت حلقة ما من مسلسل جديد تشعر بالحنين للقديم وهنا يستطرق ذهني أغنية عمرو دياب( ليه ياقلبي كل يوم بتحب واحدة) انت دائم البحث تريد أن ترتبط بعمل جديد يعوضك فراغ القديم وبنفس الوقت يتطابق مع ذاك القديم.

تظل هكذا حتى يخطفك عملا بأولى مشاهده مثله كمثل الحب من النظرة الأولى ويوما بعد يوم يمتلئ ثقبك الدفين حتى إنك إن مررت صدفة بوجه حبيبك القديم تتعجب كيف انسلخت من جلده وطويت ذكرياته. وهنا بعد أن انهيت أيجوز تشبيه قصص الحب بين البشر بالأعمال الدرامية؟!

نعم يجوز فما الحب إلا دراما ممتدة ولكنها حقيقية جدا تكتب احداثها بيدك فأنت هنا مؤلفها وبطلها، وقد يحدث لك خذلان بها عندما تتداخل أنامل من يعيشون حولك ليسطروا لك أحداثا لاترغب بها ويضاف أبطالا لاتحبهم فتهرب من حياتك الدرامية البائسة لعملا دراميا تشاهده وبرغم انك لست مؤلفه ولا بطله إلا انك بضغطة زر تختار المسلسل بكامل إرادتك وتعيش داخله بوجدانك، لذا لا تسمح لأحد أن يحقر من حبك لأي دراما فهم لايعرفون كيف تهبك حياة لم تحظ بها بالواقع.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.