أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

تاملات فى رائعة “السراب” للاديب نجيب محفوظ

تاملات فى رائعة “السراب” للاديب نجيب محفوظ

ولاء الدسوقى

مؤلمة هى رواية السراب للأديب العالمى_بديع السرد_رصين الفكر _ “نجيب محفوظ” ؛ إذ أن كل شيء فى عالم كامل رؤبة لاظ _سراب_”الحياة والحب والزواج”
خال العالم شبحاً مخيفاً..فتوارى في ظلمات نفسه…وحسب محبوبته..حصناً لا يقوى على اقتحامه…فعجز عن الحديث إليها قرابة العامين…وتوهم أنَّ زواجه موفق…وبيته سعيد…فإذا به بناء متهدم الأركان…
فى الحقيقة هو لم يعرف من الناس سوى أمه…لم يستطع أبداً أن يتخلص من أسرها..
فى المدرسة…كان يتلهف للعودة للمنزل ليبقي في كنفها…تلك الرغبة التى رافقته دوماً وأقعدته عن تكوين أي صداقات أو التسلى بالألعاب مع سائر الرفاق
” مصارحته للناظر في أول عهده بالدراسة بهذا الطلب العجيب “أريد أن أعود إلى البيت”_ مناداته للمعلم سهواً”يا نينة” ” حتى ضجَّ الفصل بالضحك..وبات موضعاً لسخرية التلاميذ
المزيد من المشاركات

البعد البعيد … بقلم: خالد العامري

…ناهيك عن عجزه عن إدراك شيئا من العلوم…وهى نفس الصعوبات التى واجهته سائر حياته… أينما حلَّ مُنِى بالفشل…وبات مثاراً للاستهزاء
أى أنه كان دائم الرغبة فى العودة…إلى بيته..إلى أمه…ثم بعد أن أدرك قيوده..ضاق بها…ورغب في شيء من الحرية…لكن الحرية لسجين؟!…ماذا تعنى؟!…لا شيء سوى الهرب؛ لأنَّ العالم الذى اعتاد اعتزاله لن يرحب به على الإطلاق…ثمة سجن ٱخر…سراب ٱخر…ٱسرة أبيه…الخمر…إذاً لم لا يفر حديث العهد بالحرية..إلى سجن ٱخر؟!..سجن اللاوعى..الذى يكون فيه واعياً بذاته أكثر من أى وقت ٱخر…يستطيع أن يكاشف المحبوبة بحبه…يزايله الخوف…ويغادره التردد…
هو دوماً فى سراب…فظنَّ أنَّ الحياة بين قيدين لا ثالث لهما..
إما قيد أمه(بيتها أو حجرتها بعد زواجه) أو قيد أبيه(الحانة والكأس وتغييب العقل…حيث ينطق اللاوعى…بما لم يستطعه ولن يستطعه الوعى سائر الدهر)
كأنما طوقته أمه بحنانها وتدليلها الزائد …ودون أن تدرى… شوهت في نظره كثيراً من مسلمات الحياة…فبدا في أغلب الأحوال سجيناً للوهم والخوف والتردد..أو كجنين تحجر في مكانه…ولم تشأ له الأقدار أن يرى نور الحياة
الدنيا تدور..وهو حتى عاجز عن الالتفات
حتى المرأة الأخرى التى صحبها… كانت بصورة ما أمه….إذ ثبت عند طور الطفولة…فغلبته شخصية الطفل الخائف الذى يلوذ بثوب أمه…مخافة الغرباء…
ولذا فقد عجز دوماً عن الأخذ بزمام المبادرة فى أى شيء..ومن ثمّ فهو دائم الاعتماد على من هم أكبر منه سناً…الجد فى أكثر الأمور.. كمتابعة أحواله الدراسية والتحدث أمام والده …الأخ الاكبر فى زفة العرس..ثم رفيقته المتصابية..التى أقر فى سريرته أنه “يخجل والله أن يظهر معها أمام الناس”
ولكنها على أية حال…منقذه ومخلصه…سراب يدفع سراب…أو وهم يُذهِب ٱخر
سراب…سراب الحب والحنان..دائرة الأمان الموهوم ..
…الذي سينقذه من سراب الخوف من الناس والحياة…هى امتداد للأم..التى ستطوقه من جديد….
****ا****
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.