أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

تدخين المرأة ضد الأنوثة والجمال والعرف والتقاليد

كتبت/دينامحمود

كانت المرأة على مرّ العصور والأزمان مثالا للجمال والصحّة والقوام الرشيق، إلى أن ظهرت السيجارة وأمسكت بها بعض النساء ووضعنها في أفواههن.. لينفثن مع دخانها رائحة الثورة والتمرّد على العادات والتقاليد الصحية والبيئية بصورة عامة، فقد أثّرت هذه السجائر الصغيرة، وكذلك الحال بالنسبة للشيشة، على شكل ومضمون ومقومات الأنوثة، إذ لا تمت بصلة من الصلات إلى الرشاقة والجمال أو الصحة، بل إنها عدو ثابت بالوجه القطعي للبشرة والجسد وللمجتمع من خلال ما تخلّفه من سلبيات وأضرار على المرأة وأطفالها.

على مدى عشر سنوات متواصلة، ظلّ التدخين سبباً رئيسياً وراء الخلافات المحتدمة بين رامي وزوجته المدخنة، ورغم تعدها بالتوقف والامتناع عن التدخين مراراً وتكراراً، إلا أن الزوج كان يكتشف كذب زوجته وعودتها إلى تدخين السجائر من دون علمه.

قول الزوج: “بصرف النظر عن مخاطر التدخين الصحية التي لا يختلف عليها اثنان، فإنني أعارض تدخين المرأة الذي يتنافى مع أنوثتها، كما أنه يفقد بشرتها النضارة والصفاء، فضلاً عن تشويه رائحتها، فبدلاً من أن أشتم منها رائحة العطور والبخور، أشتم من أنفاسها ومن ملابسها رائحة السجائر، وقد كانت هذه المسائل محل خلاف بيني وبين زوجتي السابقة والتي أدت إلى نفوري منها تدريجياً حتى تم الانفصال”. وإذا كان رامي قد انفصل عن زوجته بسبب تعاطيها السجائر، فإن كثيرا من الرجال يرفضون الارتباط من أصله بامرأة تتعاطى السجائر أو الشيشة، وذلك لعدة أسباب أهمها نظرة المجتمع التقليدية للمرأة المدخنة والتي تفقدها جزءا من أنوثتها، برأيهم، ويجعلها تتشبه بالرجال، بالإضافة إلى مخاطره على صحتها وتأثيره السلبي على الخصوبة والإنجاب.

أضرار وأمراض

 

حول تأثير التدخين على النساء بشكل خاص من الناحية الصحية والجمالية، أكد مجموعة من الأطباء على سلبياته من كافة النواحي. وفيما يتعلق بصحة الأسنان واللثة تحدّث الدكتور سامي الشربجي، طبيب أسنان، بقوله إن التدخين يؤثر بشكل أساسي على الأمراض اللثوية، فإذا كان المدخن لديه عوامل عامة أو خاصة بالأصل فإن التدخين يزيد من فرص أو احتمالية حدوث هذه الأمراض لديه، يشمل ذلك التهابات اللثة العميقة، والذي يؤدي إلى تغيّر لون اللثة لتصبح مائلة إلى اللون الأزرق.

ويشير الدكتور سامي إلى أنه يمكن ملاحظة المرأة المدخنة من خلال أسنانها حيث يتغير لونها لتصبح صفراء مائلة إلى اللون البني نتيجة التصبغات، والتي من الممكن أن تعود للأسنان ثانية رغم الخضوع لعلاجات تنظيف وتبييض الأسنان إذا ما استمرت المرأة في التدخين، بالإضافة إلى الرائحة الكريهة التي تصدر من فم المرأة المدخنة وأنفاسها، والذي لا تجدي معه علاجات تطييب النَفَس. مضيفا إن ثمة أنواع علاجات للأسنان قد تزداد احتمالية ونسبة فشلها إذا ما كانت المريضة مدخنة مثل الزرعات السنية.

من جهته يوضح الدكتور طاهر عبد الرازق، أخصائي أنف أذن وحنجرة، أن التدخين هو سبب رئيسي وراء الإصابة بسرطان الرئة ولا فرق في ذلك بين الرجال والنساء، والذي تأتي نسب الإصابة به الثانية في العالم بعد سرطان الجلد، كما أنه مسبب رئيسي لسرطان الحنجرة وسرطان اللسان والشفتين.

ويشير الدكتور عبد الرازق إلى أن خلايا الشم لدى المرأة المدخنة تتوقف عن عملها تدريجيا وتموت أخيرا، فتفقد حاسة الشمّ كما تفقد القدرة على التذوق، لارتباط الحاستين ببعضهما البعض، إلى ذلك تزداد نسبة الحساسية في الجيوب الأنفية والأغشية المخاطية ما يؤدي إلى حصول الأزمات التنفسية. فضلا عن تغير تدريجي يحدث في صوت المرأة المدخنة ليصبح خشنا مائلا إلى الصوت الرجالي وذلك لتأثير التدخين على الأحبال الصوتية.

عدو البشرة والخصوبة

من جانبها أكدت الدكتورة عزة محمد كامل عبيد، أخصائية نسائية وولادة، أن التدخين له تأثير سلبي على خصوبة المرأة، فالمرأة المدخنة تزداد لديها نسبة تأخر الحمل والإنجاب، كما أنها تصبح عرضة للإجهاض، إذ أن التدخين يؤثر على تلقيح البويضة وزراعتها في جدار الرحم بشكل سلبي، وقد يتسبب التدخين في حمل المرأة خارج الرحم، كما أنه يؤخر ويضعف نمو الجنين، وذلك لتأثيره على الأوعية الدموية في المشيمة والتي تغذي الطفل.

وقد يؤدي تدخين المرأة الحامل، تتابع عبيد، إلى نزول السائل الأمينوسي قبل الأوان، وبالتالي إلى الولادة المبكرة، وقد يؤدي إلى انفصال المشيمة وحصول نزيف خلال الحمل، وقد يؤدي إلى تغيير مكان المشيمة أو ما يسمى بتقدم المشيمة والذي يتسبب بحدوث نزيف وولادة مبكرة قبل اكتمال أشهر الحمل ونمو الجنين.

تضيف عبيد: “لقد أثبتت بعض الدراسات أن المدخنة الحامل، تقل نسبة ذكاء جنينها، كما أنه يصبح عرضة أكثر لارتفاع ضغط الدم. ويشمل التدخين كل من السجائر والأرجيلة، وكذلك التدخين السلبي. إلى ذلك فإن النساء المدخنات، ويشمل ذلك غير المتزوجات أيضا، يصبحن عرضة لاحتمالات ارتفاع ضغط الدم وتجلطه والإصابة بسرطانات عنق الرحم”.

من جهة أخرى تلفت ديسي نحاس، أخصائية تجميل، إلى إن التدخين يضرّ بالبشرة، حيث أن النيكوتين يقضي على الأوكسجين الموجود في الدم والذي يؤدي إلى تشغيل الدورة الدموية وعملها كما يجب، ولذلك تجد أن النساء المدخنات وجوههن شاحبة كما أن لون بشرتهن يصبح مع تقدم السن والاستمرار في التدخين مائلا إلى اللون الأصفر، كما يفقد الجلد طاقته وحيويته، وتقل نسبة الرطوبة فيه فيصبح جافا، وتبدو عليه علامات تقدم العمر والتجاعيد بصورة مبكرة.

وتوضح نحاس أنه عندما تقل نسبة الكريات البيضاء بالدم، وهو ما يفعله التدخين، يصبح الجلد أكثر عرضة للإصابة بأمراض الحساسية والأكزيما. إلى ذلك فإنه، أي التدخين، يؤدي إلى إضعاف بصيلات الشعر وبالتالي إلى تساقط الشعر، وهذا يحدث لدى المدخنات بشراهة، فضلا عن تضاؤل فرص نجاح جلسات وعلاجات البشرة لدى المدخنات في حال استمرارهن في التدخين.

ضد الأنوثة

إلى ذلك توضح تهامة بيرقدار، أستاذة في علم الإتيكيت والبروتوكول، أن ثمة قواعد عامة يجب أن يعرفها المدخنون جيدا، ولا سيما المرأة التي تعتبر مثالا للأنوثة والالتزام بالآداب والسلوكيات العامة وتعليمها لأطفالها، وكذلك كونها تقضي وقتا أطول في البيت مع الأولاد، وأهم قاعدة في ذلك أنه: “تنتهي حريتي عندما تبدأ حرية الآخرين”، فيجب عليها كأم أن تمتنع عن التدخين بوجود الأطفال لأنه يؤثر سلبيا على صحتهم، وإذا لم تكن مدخنة فليس من باب الإحراج منع الضيوف من التدخين في المنزل لأنه يؤثر سلبيا على صحتهم وصحة الأطفال.

وترى بيرقدار أن التدخين بما يخلفه من آثار سلبية على الصحة والجمال يتنافى مع المرأة وأنوثتها، لأن النساء بشكل خاص هن رمز للعناية بالنفس والاهتمام بالصحة والجمال، لذلك ترى أن مظهر المرأة المدخنة للسيجارة أو الشيشة ما زالت غير مقبولة اجتماعيا أو شاذة، كما أنها تعتبر مظهرا غير محبب حضاريا، وما زال البعض يعتبره سلوك غير مستحب من قبل المرأة، كونه ينم عن إهمال بالنفس والصحة، وكذلك كونه ينم عن ميل المرأة نحو الرجولة ويتعارض مع الأنوثة.

وتضيف بيرقدار: “المشكلة أن بعض الفتيات الصغيرات، المراهقات والشابات، قد أصبحن مدمنات على السجائر وحتى على الشيشة، معتقدات بأنهن بذلك قد أصبحن ناضجات، وأن السيجارة ربما تعبر عن قوة شخصية، وهذا سلوك خاطئ تماما، فالفتاة يجب أن تثبت نفسها بالنجاح والتميز في الدراسة والعمل وليس بحمل السيجارة التي تضر ولا تنفع”.

تدخين النساء.. حقائق وأرقام

يعتبر التدخين مسؤولا عن 90 % من الوفيات بسبب سرطان الرئة كل عام، والسيدات المدخنات هن أكثر عرضة 12 مرة مقارنة بغيرهن من المدخنات للموت به، وهو مسؤول عن 80 % من وفيات أمراض الرئة الانسدادية المزمنة بين النساء سنويا.

◆ يقتل السجائر سنويا 178.408 سيدة بالولايات المتحدة وهذا يعني إن شركات التبغ متهم رئيسي وراء هذه الوفيات في كل بلد يتم التسويق فيه لمنتجات هذه الشركات السامة.

◆ تزداد لدى المدخنات وخاصة بعد انقطاع الطمث، نسبة الإصابة بهشاشة العظام مقارنة عن السيدات اللاتي لم تدخن.

◆ ثبت أن تدخين الأم له علاقة بأزمات الربو عند الأطفال والرضع، وأن فرصة الإصابة بنوبة أزمة يتضاعف عند الأطفال الذين تدخن أمهاتهم أكثر من 10 سجائر يوميا.

◆ عن أضرار تدخين الشيشة يبيّن الدكتور ماجد رفعت أستاذ المناعة والباطنة بكلية طب جامعة عين شمس أنها موجودة في وسط رطب ما يؤدي لانتعاش ونمو الفطريات، وهي عامل مهم في ظهور كثير من الأورام السرطانية لما تحتويه من سموم، فضلا عن وجود العدوى الفطرية في الجهاز التنفسي بالذات.

◆ يرى علماء النفس بأن الفتاة المدخنة تتصف بالعند والشخصية المحبة للمخاطر وعدم الاهتمام بالمدرسة وبالدين، وعدم الإلمام بالآثار السلبية للتدخين، والاعتقاد بأنه يساعد على انخفاض الوزن وتحسين المزاج.

◆ ذكرت الدكتورة السعودية عائشة العصيل، اختصاصية الأمراض الباطنية في دراسة حول تدخين السجائر لدى النساء أن تدخين السجائر لدى النساء يعد سبباً مهماً في وجود ما يسمى بالبرود الجنسي لديهن، والذي تتزايد نســبته مع ارتفاع عدد السجائر التي يدخنها يومياً.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.