أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

جرعة أنوثة| ما بين الفضول والمطالبة بالمساواة فتيات يقتحمن عالم التدخين

بقلم / بسنت يوسف

لفت نظري ظاهرة غريبة مريبة كلما ذهبت الى احدى الكافيهات او مررت على احدى المقاهى الشعبية وهي انتشار ظاهرة تدخين الفتيات إبتداء من عمر الزهور الى السيدات الناضجات للشيشة و السجائر و كأنه أصبح مشهد مألوف بالنسبة للجميع و معتاد.
للأسف لم تقتصر هذه الظاهرة على طبقة معينة فهى أصبحت موجودة في المقاهي الشعبية و أيضا الكافيهات و الفنادق الخمس نجوم.

رأيت فتيات تجلس مع أمهاتهن يدخنون الشيشة والسجائر ، حاولت رصد واستكشاف هذه الظاهرة لمعرفة أسبابها و أضرارها خاصة على الفتيات و سلبياتها على مجتمعنا و هلى هذه الظاهرة انتشرت بين الفتيات من باب التقليد ام من باب الفضول ام سببها الإنحراف الأخلاقى

؟!
؟!
؟!.

حاولت إقتحام عالم الكافيهات الجديدة التى تسمى بكافيهات للبنات فقط والتي امتازت بالخصوصية والسرية حيث أن جميع العاملين بها من النساء لذلك يذهبن إليها الكثير من البنات و السيدات.
تحاورت مع بعض الفتيات اللاتي يرفضن الإفصاح عن أسمائهم او تصورهم .
_ قالت إحدى الفتيات ذات العشرين عاما أنها دخنت الشيشة من باب الفضول مع إحدى زميلات الجامعة اللاتى شاركوها الفعل لدرجة أنها أصبحت عادة من عاداتها اليومية حتى أنها تصطحب شيشة إلكترونية في حقيبتها.
_تقول سيدة فى الثلاثين من عمرها أن التدخين ليس حكر على الرجال فقط فهى أيضا لها الحرية فى إختيار ما يناسبها.
_ قالت الفتاة الأخيرة إنها تدخن منذ كانت فى الثانوية العامة حيث أنها لم تجد أى إعتراض على تدخينها من عائلتها و أنها ترى أن رفض المجتمع لرؤية فتايات تدخن ما هو الا تفكير مجتمع ذكورى معقد يبيح للرجال كل شىء و يحاول كبت البنات من خلال العيب و الحرام.

فبعد هذه الردود الصادمة باسم الحرية الشخصية و إتهام المجتمع بأنه مجتمع ذكورى معقد كان لابد من الرد و المواجهة.
أتعتقدين يا فتاتى إنك حين ترفعين الشيشة و انتِ تجلسين فى إحدى المقاهى سيراكي الشباب أنثى .. جميلة ..متحررة بالعكس فهم يعتبرونك للتسلية .. لوقت الفراغ .

فالانوثة ضعف ، ضعف هنا ليست معناها الشفقة بل معناها ذلك الشعور الذى تمنحه المرأة للرجل بالقوة و إحتاجها إليه ، فالرجل يهرب من المرأة التى تقف لة الند بالند كرجل لرجل ، كما أنها القوة فى غيابة تستطيع حماية نفسها .
فمهما كنتى تتمتعى بقدر عالي من الجمال أراهنك أنك لا يمكن أن تنافسي او حتى تلفتى النظر اليكى بقدر فتاة مثقفة وذكية و لبقة ينبعث منها جمال الروح و العقل حتى و لو كانت تتمتع بقدر بسيط من الجمال.
الأنوثة الحقيقة تتمثل فى السلوكيات و الأخلاق و الأدب ، الأنوثة فى الحياء و الرقة و الأحترام.
حاولى الإبتعاد عن تقليد الرجال سواء ملابسهم أو حقوقهم التي خلقت لهم فتقليد الرجال يجعلك تبدين مثلهم .. تسرق أنوثتك.
فرغم كل هذه الأسباب والحجج التي عصف بأبنائنا نحو اللا مألوف و الغير معلوم الا إنى أرى أن سعى الفتيات وراء هذه الظاهرة ما هي إلا محاولة من التمرد و إثبات الذات و التحرر من أحكام الأباء بعد ما فشلوا فى إثبات ذاتهم فى شىء مفيد.
فلا يخفى على أحد وضعنا الاجتماعي الآيل للسقوط بسبب تفشى فساد الأخلاق و الإنحلال المجتمعى و اللامبالاة فى مجتمعنا.
أصبحنا فى حالة من الاضمحلال لا يرسى لها بسبب غياب دور الاسرة و المجتمع و إنتشار الفراغ الثقافي و المهني و البطالة.
فالتربية الصالحة هى الأساس لذلك ننصح الآباء بعدم الانجراف وراء الماديات ، و عدم حصر كل تفكيركم فى مأكل الأبناء و ملبسهم و توفير سبل الراحة و تحقيق رغباتهم.
ركزوا على النصح و الإرشاد و الحديث والنقاش حول المستقبل و إعطائهم حق الإختيار و الرأى .. حق القرار ، إعطائهم جرعة أخلاقيات من خلال زرع الحس الدينى و الروحانى و تشجيعهم على العمل و القراءة و ممارسة الرياضة و بعض الفنون كالرسم و الموسيقى.
و البعد التام عن الإيذاء النفسى و تحول لغة العقاب للغة عتاب و إعطائهم المساحة الكافية للحوار و المناقشة المتبادلة لتحقيق القدر الكافى من البوح عند الضرورة.
اجعلوا العلاقة علاقة حب و احترام و ثقة و إحتواء لا يعكر صفوة الظروف و الأعراف.
فلابد أن يكون للمجتمع ومؤسساته أيضا دور توجيهي للتصدى لأى ظاهرة تهدد كيانه و تخل من اتزانه و ذلك من خلال إنشاء مؤسسات توعية تواجة هذه الظواهر لبناء جيل صالح يسعى وراء العمل و الثقافة و النجاح من خلال برامج التثقيف و التوعية الدينية للشباب والمرأة على الأخص لأنها أساس الأسرة و صلب المجتمع.
ففي الختام .. لكى انتِ لم يخلق الله انثى ليست جميلة فكل أنثى بداخلها شيئا جميلا يجذب سواء في الملامح او الروح و العقل لكن الأختلاف هنا فى قدرات كل منهما فى إثبات جمالها و إخراج أنوثتها فى الوقت المناسب بالشكل المناسب ، استغلي هذه الفرصة و ابدأي من جديد و كونى جميلة بدون تقاليع.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.