جمهور الشاشة يفتقد برامج المسابقات الرمضانية ..هل يعود زمن الفن الجميل؟

هدى عبد الغفار

يحل علينا شهر رمضان الكريم، ونتذكر معه التفافنا حول شاشة التلفزيون للاستمتاع ببرامجه ذات الطابع الخاص به، ومسلسلات دينية وتاريخية وفوازير وبرامج المقالب وغيرها، وكانت برامج المسابقات من بين تلك الأعمال الهامة التى حرص القائمون على التلفزيون أن تشملها الخريطة البرامجية الرمضانية، وكذا كان يحرص المشاهد على متابعتها فى زمن الفن الجميل نظرا لما كانت تبعثه فى نفوسهم من بهجة وسرور.

ولكن يبدو أن الجمهور سيظل أسير مجرد ذكريات..حيث توارت تلك البرامج رويدا رويدا فى السنوات الأخيرة، فقد كان لها فى الماضي أبلغ الأثر فى وجدان المشاهد المصري والعربي، وكانت تحظى بشهرة وشعبية كبيرة، وتتميز بالجانب الثقافى والمعرفي إلى الجانب الترفيهي، فكانت تحترم عقلية المشاهد وتتناسب والذوق العام للمجتمع المصري.

ومع قدوم الشهر الكريم، كان يترقب المشاهد موعد برامج المسابقات، والضيوف والموضوعات التى كانت تدور حولها، ويحرص على متابعتها فى إطار إسرى، وكان النجوم يتبارون فى الظهور فيها حيث كانت تحظى بأعلى نسب المشاهدة، إلا أننا صرنا نفتقدها الآن، وحلت محلها أعمال أخرى تمتاز بالسطحية واللجوء إلى العنف والألفاظ الخارجة المبتذلة التى لا تتناسب مع حرمة الشهر الكريم، والتى تنال من الضيوف والنجوم وتضعهم فى مواقف محرجة أمام جمهورهم.

ومن أبرز برامج المسابقات “من غير كلام ” والذى قدمه الفنان حسن مصطفي عام 1990، ويعتبر باكورة تلك البرامج الترفيهية والتي بثها التليفزيون أوائل التسعينيات، واُعتبر هذا البرنامج من أهم وسائل التواصل والترابط بين الأجيال المختلفة والمتعاقبة من فناني التليفزيون آنذاك، بل وتحول البرنامج إلى لعبة تمارسها الأجيال بمختلف أعمارها في السهرات الخاصة.

ويعتبر “من غير كلام” من أنجح البرامج الترفيهية التى ضمت نجوما من عدة أجيال مثل سهير البابلي وفريد شوقي ويونس شلبي وحسين الشربيني وأبو بكر عزت وإسعاد يونس وميمي جمال.

وكان برنامج “دوري النجوم” الذى قدمه الإعلامي الكبير طارق حبيب من أشهر البرامج المسابقات التي قدمت نجوم الفن والإعلام آنذاك، وحرص حبيب على أن يكون البرنامج منبرا للثقافة والمعرفة والترفية، وكان من بين أبرز ضيوفه الفنان محمود ياسين ومحمود الجندي وسمية الألفي وسماح أنور، وغيرهم الكثير.

ولعب الفنان سمير صبري دورا بارزا فى برامج المسابقات حيث قام بإعداد وتقديم برنامج “بدون كلام” عام 1995، وعمل على تطوير طبيعة البرنامج وجعله أكثر جاذبية وتألق هو وغيره من النجوم الذين استضافهم، فلم يقتصر البرنامج على أسئلة مسابقات وإنما أخذ بعدا جديدا وشمل أخبار الفنانين وذكرياتهم المختلفة وأبرز المواقف التى تعرضوا إليها خلال محطاتهم فى الحياة الفنية.

فهل سينتظر أبناء هذا الجيل كثيرا ليشاهدوا تلك الأعمال الهادفة، أم أن زمن الفن الجميل قد ولى دون رجعة وسنظل نعيش على ذكرياته ونجومه لعقود طويلة؟