أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

حكاية الغنوة المرفوضة لشاديه وواسطة ام كلثوم التى لم تفلح

حكايات من زمن فات
تكتبه / غادة العليمى

في عام ١٩٧٣ كانت الفنانة شادية تستعد لإحياء حفل غنائي كبير كانت ستقديم فيه أغنية جديدة لأول مرة على المسرح خلال هذا الحفل
كتب هذه الأغنية الجديدة مؤلف شاب واستمرت البروفات على الأغنية لعدة أيام كانت تسهر فيها شادية مع الملحن إبراهيم رأفت والفرقة الموسيقية حتى منتصف الليل للإعداد والتحضير للأغنية.
وبعد كل هذا المجهود وقبل يومين فقط من الحفل اتصل أحد المسئولين بالإذاعة المصرية بالفنانة شادية وقال لها أن كلمات الأغنية مرفوضة
قالت له شادية أن لجنة النصوص وافقت بالفعل على الكلمات فأعاد مسئول الإذاعة كلمته مرة أخرى
“الأغنية مرفوضة”. صرخت شادية بأن الحفل بعد يومين فقط والإعلانات تملأ الشوارع عن تقديم هذه الأغنية الجديدة، وحاولت أن تستوضح ما هي الكلمات التي تعترض عليها الإذاعة
وكان رد المسئول الإذاعي أن الأغنية بأكملها معترض عليها وليس بعض الكلمات فقط ، حاولت شادية معه كثيراً ولكنه من دون جدوى فقد كان يجيبها بجملة واحدة الأغنية مرفوضة، الأغنية مرفوضة، الأغنية مرفوضة!
اصيبت شادية بالاحباط وحارت فى الامر لا تدرى ماذا تفعل ؟
و كيف تواجه الجمهور ؟
وكيف تكءب الإعلانات للناس التى اذيع فيها انها ستقدم أغنية جديدة تذاع لأول مرة، وعلى اساسها سيذهب الجمهور إلى الحفل فلا يجدون إلا الأغانى القديمة التى سمعوها من قبل عشرات المرات. وعلى حد قول شادية فإن من حق الناس بعد ذلك ألا يثقوا فى هذه الإعلانات الكاذبة التى تعلن عن أغانى وهمية توجهت شادية إلى التليفون ورفعت السماعة وقامت بالاتصال بأم كلثوم. حاولت شادية أن تتغلب على دموعها دون جدوى وشعرت أم كلثوم بأنها تبكي. فقالت بدهشة: ماذا حدث؟
وبدأت شادية تحكي لها القصة عن الأغنية المرفوضة وقرأت لها كلمات الأغنية وهي منهارة في البكاء
فقالت لها أم كلثوم: لا تقلقى سأتبين الأمر ، وأعاود الاتصال بك بعد قليل .
قالت شادية: كيف لا أقلق والحفل بعد يومين؟
قالت أم كلثوم: انتظرى قليلاً حتى أعرف لك كل شىء.
وبعد دقائق عاد التليفون يرن مرة أخرى. قالت أم كلثوم لشادية: حاولى يا شادية أن تبحثى بسرعة عن مؤلف أخر يؤلف لك أغنية أخرى تتمشى مع نفس اللحن الجاهز. يبدو أنهم لا يوافقون على كلمات هذا المؤلف الجديد. لأن ميوله يسارية ، حاولى أن تسيطرى على أعصابك وابحثى بسرعة عن مؤلف أخر وسأكون على اتصال دائم بك.
قالت شادية: كيف استطيع أن أحفظ الكلمات فى يوم واحد
قالت أم كلثوم: هذا لا يهم. ضعى أمامك الكلمات المكتوبة أثناء الغناء ولن يتنبه أحد إلى ذلك.
اتصلت شادية بالشاعر عبد الوهاب محمد وشرحت له الموقف كاملاً. وظل عبد الوهاب محمد ساهراً حتى الصباح وهو يكتب كلمات جديدة بعد أن سمع اللحن أكثر من مرة.
وفى صباح اليوم التالى السابق ليوم الحفل مباشرة بدأت شادية تجري البروفات على الكلمات الجديدة المناسبة التى كتبها عبد الوهاب محمد لتتمشى مع لحن إبراهيم رأفت. واستمرت البروفات حتى منتصف الليل.
وفي اليوم التالي، وقفت شادية أمام الجمهور على مسرح سينما قصر النيل لتغني “أنا وقلبي يا روح قلبي”. وبالتأكيد كان واضحاً للجميع أن شادية تقرأ الكلمات من ورق موضوع أمامها فقام مقدم الحفل، الفنان سمير صبري، بمحاولة تقديم الأمر بطريقة لطيفة حتى لا يتعجب جمهور شادية منها
فقال للجمهور أن شادية خائفة جداً ونسيت كل شيء وقررت أن تضع كلمات الأغنية أمامها حتى لا تتوتر وتنسى الكلمات. ومرت الأغنية بسلام ، وكانت أول مكالمة هاتفية في الصباح الباكر من أم كلثوم لتهنيء شادية على نجاح الأغنية حيث جلست أم كلثوم ليلاً أمام الراديو تستمع للأغنية.
الطريف في الموضوع أن بعد ذلك اتضح أن المقصود لم يكن مؤلف أغنية شادية وإنما كان ذلك مجرد تشابه أسماء مع شاعر آخر معروف بمشاكله الكثيرة مع النظام الحاكم في ذلك الوقت. الشاعر الذي كتب أغنية شادية هو “نجيب نجم” شقيق الفنان محمد نجم
أمّا الشاعر الآخر الذي مُنعت الأغنية بسببه لتشابه الأسماء هو الفاجومي “أحمد فؤاد نجم”!..
مضى الزمن ومر الموقف وبقى الفن ونجحت الاغنيه

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.