أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

حينما تسقط الرجولة بقلم د. رحاب أبو العزم

حينما تسقط الرجولة بقلم د. رحاب أبو العزم

من السهل أن تضعف المرأة أمام كلمات يشوبها الحنان من أي رجل، ومن السهل أن تنكسر كما انكسرت من قبل أمام زيف كلماته؛ ولكن من الصعب بل من المستحيل أن تستمر في انكسارها وهزيمتها؛ فالمرأة رغم ضعفٍ جُبِلَت عليه إلا أنها تحمل بين جنباتها قوة الجبال في التصدي للتصدعات. وعلى الجانب الآخر من السهل أن يتأثر الرجل بكلمات رقراقة مجاملة من أي امرأة تشعره بمروءته ورجولته؛ يتأثر وينجرف وقد أُعميَت بصيرته عن أي خديعة، ورغم ما يحويه الرجل من قوة إلا أنه من الصعب أن يعود إلى رشده وصوابه بل نرى الرجال وقد خرَّب انجرافُهم بيوتهم، ودمَّر تأثُرهم حياة أبنائهم.

سؤال يفرض نفسه من معظم النساء

لماذا تصبر الزوجة على عجز زوجها مهما كان؛ سواء عجز عن الانجاب، أو عجز عن الإنفاق، أو عجز عن الجماع، أو عجز عن تثيقف نفسه، أو العجز العام كالشلل الناتج عن حادث؟ بل يوجد حالات من النساء تصبر على مرض زوجها بجميع صوره منها الإدمان والسرطان وغيرهما وتبيع راحتها من أجل إعانته على نفسه وعلى مرضه…فهي غالبًا لا تصبر فحسب إنما تعينه نفسيًا على اجتياز اكتئاب العجز بل وتمنحه القوة وتعينه على التعايش

لماذا ؟؟ سؤال يفرض نفسه.. لماذا لا يصبر الزوج على عجز زوجته عن الانجاب، أو ضعف قدرتها على الجماع ؟؟ لماذا لا يصبر إن أصابها مكروه الشلل أو السرطان؟؟ وتعظم الكارثة حينما لا يصبر على انشغالها بتربية أولاده وكأنها تربي أولاد الشوارع وليس قطعة منه؟؟؟ الرجل بل الذكر يستسهل الأمور ويسارع في تنفيذ القرار إما يطلقها وإما يتزوج من أخرى بحجة أن للرجل طبيعة مختلفة لا تحتمل ما لا تحتمله المرأة. لماذا؟ سؤال يفرض نفسه….

الحُجة الواهية

إنْ كانت الحجة في كون طبيعة الرجل المختلفة عن المرأة سليمة لجعلت القوامة بيد المرأة أي بيد الطرف الذي يتحمل أكثر؛ بيد أن الإنسان عامة حينما يظلم يسارع في خلق المبررات والأعذار الواهية الكاذبة التي يتعايش معها حد الصدق لكذبته؛ فيصبح الوهم الذي اختلقه هو الحقيقة المؤكدة لدى عقله فيدافع عنها بكل قوته.

دواعي الخلل والتصدع

لقد عجزتُ عن معرفة مكان الخلل، وقمتُ بالإطلاع على تفسير آية القوامة، وآيات معاشرة النساء بالمعروف، والأمر النبويّ للرجال بالإحسان إلى النساء وتقوى الله فيهن، ومن المؤكد أني لم ولن أجد خللًا أو تقصيرًا في شريعتنا الغراء، وإنما الكارثة محدودة بدواعٍ مرئية في سفاهة وضحالة العقول، وتصدع التربية، والقدرة العجيبة على إنكار الفضل وتناسيه مما أدى إلى سقوط الرجولة والمروءة العربية في عمق كثير من الرجال، وإني لأتعجب ويصيبني الذهول من قدرة الرجل على التعايش السلميّ مع نفسه بلا رجولة بلا نخوة بلا مروءة يتباطأ في التحرك لإنقاذ قلب الزوجة وحياتهما وحياة أبنائهما بينما تسارع الزوجة وتسابق الصدمات كي ترمم التصدع حاملة آلامها بين جنباتها.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.