أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

ديوان شعر يا رسول الله أحبك.. روحانية الشعور وعصرية الصياغة … بقلم/ عبده حسين إمام

ديوان شعر يا رسول الله أحبك

روحانية الشعور وعصرية الصياغة

بقلم/ عبده حسين إمام

المزيد من المشاركات

واكتفت بالحذر … بقلم: خالد العامري

تتجدد أساليب المدح حبا وتقربا، وتتعدد منابع الرؤى فتصبُّ جميعها في رافد سخي من فرع ظليل من فروع الأدب الوارفة بمديح خير الأنام صلى الله عليه وسلم
منذ أن امتدحه صحابته الكرام فعلا وقولا؛ ليبرز من بينهم من ينال شرف انتساب شعره إليه ملقبا بشاعر الرسول “صلى الله عليه وسلم” الصحابي الجليل حسان بن ثابت رضي الله عنه في أصدق ما قاله وما قيل مدحا وحبا واتباعا
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني
وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ
خُلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ
كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ
ولثبات الدعوة ورسوخها شهد لها حتى من لم يستلهموا نورها وصدق مبادئها شاهدين على حق ليس من المروءة إنكاره فيقر الوليد بن المغيرة “والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً، ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن. والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق. وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وما يقول هذا بشر”. وهو ذو الشأن والجاه في قبيلته ومن العتاة الذين أنكروا وحاربوا الدعوة شاهدا على سموها وإخلاصها وصدقها.
فأن كان هذا شعور من لمن يؤمن به فكيف بمن آمنوا والتفوا من حوله في ظلال نبوته وهديه الكريم في مراس يتبارى فيه أصحاب القول وأهل الشعر،
وتفيض عذوبة وصدقا أبيات كعب بن زهير
أُنْـبِـئْتُ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني *** والـعَفْوُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ *** مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُولُ
وعلى هذا النهج القويم سطعت على مر العصور قصائد سجلت لها مكانتها في بطون الأدب منها ما جنح إلى الروحانية الخالصة وحميمية الشوق وصوفية الكرامة كما في (البُردة المباركة) للإمام البوصيري ومنها ما رجح العقل في التنظير لفكر الدين وعالميته وسماحته في قبول الآخر مثلما أبدع أمير الشعراء أحمد شوقي في معارضته لنفس القصيدة في (نهج البردة) مخاطبا العالم
أَخوكَ عيسى دَعــــــا مَيتـاً فَقـامَ لَـهُ
وَأَنتَ أَحيَيـتَ أَجيــــــالاً مِـنَ الزِمَـمِ
قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ مـا بُعِثـوا
لِقَتـــــلِ نَفـسٍ وَلا جـاؤوا لِسَفـكِ دَمِ
جَهــــــلٌ وَتَضليـلُ أَحـلامٍ وَسَفسَطَـةٌ
فتَحتَ بِالسَيفِ بَعـدَ الفَتـــحِ بِالقَلَـمِ
ولم يكن التعبير عن حب فطري ربط على القلوب بأدب خاص بطبقة محددة من أهل اللغة والأدب؛ بل يزخر التراث الشعبي بمدائح باللهجة العامية المصرية شائعة في قرى ونجوع البلاد يستقي منها العامة صفاءً وجلاءً يحلقان بهم في سماوات المحبة والوجد، وما تداوله المادحون عن ليلة الإسراء والمعراج كمثال
رجع النبي بالفضل العالي
وبشر قومه بكل معالي
منهم من صدق بالإجمالي
واللي كذب يا بئس ماله
بدون النظر بالطبع إلى أسانيد ما ذكر بالأبيات ومدى صحتها تاريخيا لأن منظورنا ينصب على ما سجلته كتب التراث من مدائح نبوية.
وفي الوقت الراهن وطغيان الوسائط ووسائل الاتصال ماذا بقي للشعر من هذا الأدب، وكيف تناول الشاعر كامل بدرخان في ديوانه (يا رسول الله أحبك) شعر المديح في عصر تكنولوجيا المعلومات واختلاف المعايير وتبدُل القيم؟
لقد كان تناول شاعرنا بصور بلاغية قوامها شعورا نقيا انطلق صادقا من القلب صادحا بروحانيات عذبة مرهفة، تجلّى في حروفها خلقُ النبوة وعظمة الرسالة؛ لذا وجدت الطريق يسيرا للوصول إلى قلب القارئ الذي يتوق إلى مثل تلك الأشعار والأحاسيس الوجدانية تجاه أنقى البشر سيد العالمين.
يقول الشاعر
وعجزت أبياتي توصف أشواقي
وعجز الحبر كما عجزت أوراقي
أن أكتب عن خير الورى
كل ما يجول بخاطري وأرى
من محمد نبينا المصطفى………الراقي
عليه صلاة الله وسلامه وصلاتي……….وسلامي
ويرتقي من حب فردي صانعا من الحالة الوجدانية السامية رسالة للمجتمع للإتباع وإحياء الهدي النبوي كمنهج للارتقاء بالمجتمع وإلى تصحيح سلبيات يأمل الشاعر محوها وانحسارها
يقول شاعرنا
ليه تحب المال؟!
وتنسى الحساب
طبعا فيه حساب أومّال
وثواب وعقاب
وليه تحب القصر؟!
وتنسى القبر
قوم وصلّي العصر
قبل الوقت ما يمر.
ليظل هذا الأدب وهذا الغرض النبيل من الشعر باقيا متجددا بأقلام الشعراء والمبدعين على مر العصور.
قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.